مائة يوم على حرب الجنرالات.. كيف غيرت الحياة في مدينة الأبيض؟
ما زال المدنيون بمدينة الأبيض غربي البلاد، يعيشون حالة من الرعب وانعدام الحياة تفوق التصور، منذ اندلاع الحرب بين الجيش السوداني والدعم السريع قبل مائة يوم.
التغيير: فتح الرحمن حمودة
خلال هذه المائة يوم من الحرب العبثية، فقد الناس الكثير من مظاهر الحياة نتيجة لتردي الأوضاع الاقتصادية والمعيشية مما خلق مأساة إنسانية تتوالى فصولها وتداعياتها.
واستطلعت «التغيير» اليوم الأحد، عدداً من آراء المواطنين الذين يعيشون داخل المدينة عن كيف هي أحوالهم الاقتصادية والمعيشية خصوصا بعد مرور مئة يوم على اندلاع الحرب.
“المئة يوم من الحرب دمرت كل شيء وتوقفت الحياة تماماً حتى عملي بات شبه واقف سواء حصولى على مصاريف أسرتي يوميا وليس بالسهولة خصوصا وأن عملي مرتبط بحركة طلبة المدارس والمعلمين”، هكذا تحدث علي زكريا لـ«التغيير» وهو صاحب مكتبة بأحد أسواق المدينة.
أما المعلم ياسر الشريف قال لـ«التغيير» انه على مدى أكثر من مئة يوم لم يتحصل على راتبه، مضيفاً بأنه لم يستطع التعامل مع هذا الوضع، وقال “حتى الوسيلة التي كانت بديلة بالنسبة لي توقفت بسبب عدم الحركة وانعدام الوقود في الطلمبات”.
و كانت الحرب، قد تسببت في توقف الحياة التعليمية خصوصا داخل المدينة حيث إنها حرمت الطلاب من العيش في أجواء دراسية ملائمة دون انقطاع أو تأخير، حيث أصبح غالبية الطلاب نازحين أو لائجين نتيجة للظروف السيئة التي فرضتها الحرب المستمرة.
ويقول سائق المركبة العامة حاج عمر لـ«التغيير» إنه ظل يجلس أمام منزله منذ اندلاع الحرب دون عمل، ويضيف أن سبب توقفه عن العمل نتيجة لقلة الحركة وانعدام الوقود وغلاها في الأسواق السوداء.
وبعد أيام قليلة من اندلاع الحرب كانت قد برزت بوادر نقص الوقود داخل المدينة مما أدى إلى انعدامه مما أجبر على إغلاق محطات الوقود ولاحقا انتشار تجارته في الأسواق السوداء بأسعار خرافية.
غياب المساعدات الإنسانية
ويمضي عمر في حديثه قائلا إنه ظل يسمع عن أن المساعدات الإنسانية كانت قد وصلت عدد من الولايات الأخرى عدا ولايته ولاية شمال كردفان ويقول أتمنى أن تنتهي الحرب حتى تعود الحياة لطبيعتها.
ونتيجة لظروف الحرب الحالية هنالك عشرات الآلاف من الموظفين فقدوا وظائفهم إلى جانب تعطل دولاب العمل لدى أغلبية المؤسسات الحكومية والخاصة خصوصا في مناطق الاقتتال مثل مدينة الأبيض مما جعلت الموظفين يعيشون أوضاعا اقتصادية صعبة.
يوسف جمال وهو موظف سابق في مؤسسة خاصة كان قد فقد وظيفته بسبب الحرب يقول لـ«التغيير» إن المئة يوم التي مرت منذ بداية الصراع كانت فترة عصيبة بالنسبة له حيث تحطمت حركتي خصوصا بعدما فقدت وظيفتي منذ اندلاع الحرب.
ويواصل حديثه، أن من أسوأ الآثار السلبية للحرب أنه فقد التواصل مع أسرته حتى أيام العيد ويشير إلى أن تواصله أصبح فقط عبر المكالمات ووسائل التواصل الاجتماعي ويضيف أن هنالك غلاء طاحنا في أسعار السلع الاستهلاكية وندرتها في اسواق المدينة.
وأصبحت مدينة الأبيض إحدى مدن الاقتتال الرئيسية بين الجيش وقوات الدعم السريع منذ اندلاع الحرب في منتصف أبريل الماضي بالعاصمة الخرطوم وولايتي كردفان ودارفور.
وتعتبر الأبيض مدينة استراتيجية رابطة بين كثير من مدن البلاد كما أنه يوجد بها أكبر سوق للصمغ العربي إلى جانب خط أنابيب البترول الذي يمر عبرها ومصفاة للتكرير.
المصدر: صحيفة التغيير