ليس بعد!!

أطياف
صباح محمد الحسن
طيف أول :
قضت الحياة بأن للشدّةِ مُدة، ثُمّ من بعدها يلقى المرءُ سعده !!
وليست هي خاتمة الحديث لطالما أن زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للخليج لم تختتم بعدة، فالذين تحدثوا بالأمس عن أن ترامب تجاوز في السعودية القضية السودانية، مخطئون، ليس لأن الزيارة في أجنتدها قضايا سياسية واقتصادية أهم لترامب ، ولكن وجود الأهم لايعني نفيا أن ثمة قضايا اخري مهمة ، ومن بينها الحرب في السودان، والتي لن يتجاوزها ترامب في إجتماعاته مع الدول العربية إن كان في العلن أو السر، كما اننا لازلنا نرى أن وقف الحرب في السودان سيُحسم أمره بصفقة دولية مع رئيس الولايات المتحدة الأمريكية دونالد ترامب مع أطراف لها مصالحها الكبرى في السودان
ولو نظرنا للزيارة في قراءة خاصة بالنظر للقضية السودانية فلابد أن نضع أمامنا أين هو موقع المملكة العربية السعودية من خارطة الحرب في السودان فالمملكة ومنذ إندلاع الحرب كانت قِبلة للحل السياسي الذي يبحث عن تسوية القضية عبر التفاوض ، وبدأت ذلك بسعيها لإحلال السلام في السودان عبر منبر جدة وأكملته طوافا على قضية ضرورة وقف إطلاق النار والعمل على إستعادة المسار الديمقراطي، وحتى في الآونة الأخيرة عندما انحازت للمؤسسة العسكرية كانت تخشى من تمدد الدعم السريع على حساب الجيش ، لكن لم تُتهتم السعودية أنها جزءا من الصراع في الميدان وهذا مايعني أن إدارة ترامب في حال أنها وضعت السودان على طاولة اهتماماتها فإن ورقة الصفقة محل توقيعها بدولة الإمارات ، أقرب من السعودية بإعتبار ٱن الأمارات وجدت نفسها مُغلقة في دائرة الإتهام من حكومة السودان في المحاكم الدولية، وخلافاتها السياسية والدبلوماسية المعلنة مع حكومة البرهان ،. فهي الأقرب لخيار الصفقات مع ترامب بشأن الحرب في السودان ، لتبرئة ساحتها وماتمثله لها الحرب من تحدي
عكس السعودية التي يهمها فقط الحفاظ على المؤسسة العسكرية حتى في عدم وجود البرهان!!
إذن صفقة إنهاء الحرب قد لاتعني السعودية كثيرا، ولكنها تعني أكثر دولة الإمارات ، ولهذا فأنه من الخطأ الحُكم على زيارة ترامب للسعودية كواحدة من نوافذ العشم التي ينظر من خلالها الشعب السوداني لوقف نزيف الدم في السودان.
وحتى الأمارات إن لجأت لإستخدام نفوذها المالي و الإقتصادي لإرضا ترامب مقابل كسب السباق في القضية السودانية ربما تُفضل السر في الإتفاق أكثر من الجهر،
إذن الحُكم على زيارة ترامب للخليج وأثره على الحرب في السودان ثماره قد لاتكون واضحة أثناء زيارته للخليج ولكنه قد يتجلى في النتائج مابعدها!!
، ويكون واضحا من خلال مستجدات المواقف للدول الحليفة للجيش والدعم السريع، فالجميع يعلم أن نهاية بشار الأسد كانت نتيجة لصفقة كبرى ولكن لا أحد يدري ماهي تفاصيل هذه الصفقة، ولم تُقرأ اتفاقيتها للعلن، فالصفقات دائما يزعجها الضوء!!
وسؤال قد يقفز الي هنا تدفع به حصافة القارئ ، لطالما أن السودان لاتمثل اهمية كبرى لترامب فكيف تكون هناك صفقة لأجله ؟!
والإجابة في أنه وإن لم يكن السودان مهما لترامب مثل القارةالأفريقية بأكملها التي تتزيل قائمة إهتمامه، ولكن يبقى السودان مهما للمحاور الإقليمية التي تُحظى بإهتمام كبير عند الرئيس الأمريكي فالرجل ونظراً لسياسته القائمة على الصفقات في السياسة الخارجية فإن زيارته للخليج هدفها في المقام الأول جمع اكبر قدر من المال، ولطالما أن هذا هو المفتاح لقلب ومشاعر ترامب وقراره، فمن المتوقع أن لا تتردد الدول التي تريد أن يكون لها التحكم في الصراع السوداني، لا تتردد في أن تدفع أموالا لتحصل على المفتاح !!
وفي تقرير نشرته ” CNN” عن علاقة ترامب بالامارات أنها أكثر من أي دولة خليجية أخرى، ترى أن الاستثمار هو جوهر استراتيجيتها لتعميق العلاقات مع الولايات المتحدة وتحقيق عوائد منها، ولديها ما يكفي من الأموال لتحقيق ذلك، فهي من أغنى دول العالم من حيث نصيب الفرد، وقد تعهدت بتريليونات في الاستثمارات داخل أمريكا، حتى أن أبوظبي وصفت نفسها بـعاصمة رأس المال)!!
وبهذا قد لاتتخلى دولة “رأس المال” كمحور يطرح نفسه بقوة عن شراء مصالحها في كسب ملف القضية السودانية، عندما يحل دونالد ترامب ضيفا عليها!! سيما أن الحكومة السودانية لاحقتها و”لطخت سمعتها” امام العالم في المحاكم الدولية ، وقبل أن تثبت الحكومة ذلك بالدلائل والبراهين عادت ووجهت لها الإتهام صراحة بضرب العاصمة الإدارية بورتسودان
لذلك أن أصعب العقبات الدولية أمام حكومة البرهان هي تلك التي تأتي بعد أجتماع دونالد ترامب بمحمد بن زايد، لذلك فإن الذين هللوا بالأمس من فلول النظام البائد لتجاوز ترامب للسودان وقللوا من تأثير زيارته على وقف الحرب في السودان عليهم أن يراقبوا مايترتب على المشهد بعد زيارة ترامب للأمارات، ليس بعد!!
طيف أخير :
#لا_للحرب
ومازال سؤالنا يبحث عن إجابة
هل تراجعت الحكومة السودانية عن إتهام دولة الإمارات بهجوم المسيرات على مدينة بورتسودان!!
الجريدة
المصدر: صحيفة الراكوبة