اخبار السودان

ليس بأماني او مخاوف أحد … لا انفصال ولا تقسيم

معمر حسن محمد نور

معمر حسن محمد نور

 

اخيرا ، اصبح الوطن على واقع جديد بتكوين تحالف تأسيس كما اسمى نفسه. وكما كتبنا عند النأجيل ، بأن مخاطبة عبد العزيز الحلو للافتتاح هو ما ادى الى ذلك. ذلك لتضمين علمانية الدولة في الميثاق. لكنه كذلك ، احتفظ بكل شروطه في اتفاقيات نيفاشا بحق تقرير المصير فيما لم يتحقق ذلك وحق الاحتفاظ بالقوات .. من لم يقرأ من اتصال الرئيس الكيني وليم روتو بوزير الخارجية الامريكي. بشأن السودان ، وظهور فولكر مع الحلو عقب التوقيع ضوءا اخضر دوليا ، فليراجع نفسه. ويجب تسجبل ملاحظات مهمة اولاها غياب المظاهر العسكرية ودقة التنظيم ودور الشباب والتأمين العالي.

توقيع الميثاق ما يؤدي الى حكومة سمها موازية ان شئت,،اثار مخاوف مشروعة من انفسام الدولة. لكن اي قراءة موضوعية للواقع تبعد الانقسام والانفصال ، من رغبات وأماني بل ومخاوف اي طرف.

لتأكيد زعمنا هذا ، ينبغي طرح سؤال مهم بضعف سلطنة سنار ، كانت الحروب القبلية وداخل القبيلة الواحدة حد استعانة المك مساعد بمحمد علي باشا على المك نمر وعلى ذاك قس. ما الذي جعل الدولة تظل متماسكة رغم ذلك؟ .

يكمن في الاجابة على هذا السؤال ، سبب قناعتنا باستحالة التفسيم. فالجغرافيا السياسية لدولتنا هي التي منعت التقسيم رغم نزق الجماعات. فما هي؟ .

السودان ، منطقة سهلية واكبر منتج للحبوب ومنتجات الغابات والمنتجات الحيوانية ويتوسط بيئات متباينة تحتاج كلها لمنتجاته. لافتقارها لها. ففي الشمال والشمال الغربي والغرب دول صحراوية (تعجب سكان غرب افريقيا من اخبار مجاعة السودان منتصف الثمانينيات لان لهم مأثور بان الجوع دواه السودان) وفي الشرق الهضبة الاثيوبية وفي الجنوب قبل الانفصال هضبة البحيرات ومرتفعات خط تقسيم المياه بين نهري النيل والكنغو. وقبل سلطنة سنار المعتمدة على تحالف القبائل التي تكتسب شرعيتها من حماية قوافل التجارة ، كان للملك النوبي ساحة يقدم فيها الشواء مجانا للضيوف والعابرين من التجار. وهذا بالضبط ، ما جعل قرى الضيف العاير وحمايتة قيمة اجتماعية تتجسد في وجود الديوان لدى الموسرين لاستقبال العابرين واغاني المديح لهؤلاء (قدح الضيفان). عليه فإن الدولة تماسكت لهذا العامل الموضوعي وليس بمزاج احد.

ويخق طرح السؤال ، الم ينفصل الجنوب رغم ذلك؟ ونجيب بنعم ولكن هل انتهت حركة الرعاة بين الدولتين اتقاء المستنقعات في الفصل المطير من الجنوب ، وتفادي الجفاف من الشمال وهل ما زالت هناك مناطق متنازعة مثها ابيي؟ منطق الجغرافيا السياسية يقول ان هذه الظروف الموضوعية ، قد تعيد الجنوب كونفدراليا لانه انفصل لعجزنا عن ادارة التنوع وتجدر الاشارة هنا الى ان حركة الرعاة بين الحدود ليست حكرا على الجنوب بل الشرق ايصا. وربما هذا ما جعل المفكر السوداني الراحل محمد ابو القاسم حاج حمد ، يرى انه في ظل تحول العالم الى تكتلات ، فإن الاقرب للسودان هو التكتل مع دول الهضبة الاثيوبية. نخلص للقول ، ليس بأماني اخد او مخاوفه. بل للظروف الموضوعية ، لا انفصال نخشى ولا انقسام نتوجس منه .

 

[email protected]

المصدر: صحيفة الراكوبة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *