اخبار السودان

لماذا يخافون كلمة عَمالة ،، قيّادة الجيش الكيزانية وحلفاء المليشيا “عُملاء”

نضال عبدالوهاب

نضال عبدالوهاب

 

كثيرون لايستطيعون مواجهة حقيقة أنهم “عُملاء” وينفرون من هذه الكلمة ، ويخافونها ، بينما الواقع الماثل يقول أنهم بالفعل عُملاء والغون وغارقون في العمالة للخارج ويخدمون مصالحه المُقترنة بمصالحهم الذاتية في السُلطة والنفوذ علي حساب الوطن السُودان وشعبه السُوداني الحر والعظيّم.

ففي الوقت الذي تدّعي “قيادة الجيش” الكيزانية وقائد القوات المُسلحة السُودانيّة أنها تقاتل وتحارب من أجل الوطن ولوحدته تُرسل ذات هذه القيّادة لتستجلب قواعد عسكرية روسية علي شواطئ بلادنا وداخل حدوده ، في خطوة ضد كُل أعراف السيّادة للوطن ، يذهبون بطوعهم ليطلبوا فروض “الولاء والطاعة” من “الأجنبي” كي يوطنون لسُلطتهم تحت “حمايته” كما يتوهمّون ، بل المُحزن والمؤسف أن من يسمونه وزيراً لخارجيتهم لايري في هذا أي عيّب أو مذمّة ، ولديه تصريح شهيّر أنه لايُمانع في فتح حدود بلادنا ومياهنا الإقليّمية والبحر الأحمر لكل من أراد المجئ من القوي الدولية والإستكبارية ، الرجل “المسكين” ومن خلفه يعتقدون أن هذه “شطارة” وإستثمار ، ولا بأس كذلك من عقد الإتفاقيّات لنهب “ثرواتنا” من ذهب وغاز وبترول ويورانيوم ومعادن  وثروة حيّوانية ومائية وزراعية لهم ، في ذات الوقت الذي يعيش شعبنا في فقرٍ مُدقع وجوع وتشرّد ومذلة! ، بماذا يمكن توصيّف هذا ؟ اليست هي العمالة والبؤس؟؟ ، أُناس لايهمهم شئ غير بقاؤهم في السُلطة و سرقة أموال الشعب السُوداني والتسلط علي رقابه وحُكمه بالبطش والبندقية والدوشكات وبراميل البارود المُتفجرة من طيرانهم الذي لايُحلق إلا لإرهابهم وقتلهم وتقطيعهم لاشلاء ليواصلوا الجلوس بها علي كراسي السُلطة فوق دماء السودانيين وعلي ذات أشلاؤهم فيه!.

وفي الضفة الأخري تجد من يُسمون أنفسهم للأسف ببعض القوي المدنية والسياسية ، أدمنوا “الإنبطاح” للخارج و “العمالة” له ، فهم لايتورعون في خدمة أجندته فقط كي يعبدوا لهم الطريق إلي السُلطة وكراسيها ، أو يستعيّدها لهم؟؟ ، قبلوا بان يتولي “الخارج” كافة تمويلهم ، ويعقدون معه “الإجتماعات” تلو “الإجتماعات” ، بل ويشركونه في كُل أمور وطننا ضاربين بسيادتنا عرض الحائط ، يتسلمون منه “تصوراته” لعملياتنا السياسية وكيف تُجري ، وما هي حتي أطرافها ؟؟ ، تدخلات “سافرة” في شؤوننا الداخلية كأن الحلول هي فقط عندهم ، ولاتأتي إلا عن طريقهم ، يُحدثني أحد الأصدقاء في أحد الأحزاب الكُبري أنه في إحدي إجتماعات أو مؤتمرات لقوي مدنية كانت تبحث من المفترض سُبل وقف الحرب ، أنه قد جاؤهم توجيهاً من “المانحين” بعدم جلوس أي قيادات حزبية في المنصة الرئيسية ، وعندما تسآلوا كحزب لماذا ؟ أجابوهم أن هذه هي رغبة المانحين؟؟ ، نعم فهم من يدفعون الأموال لذلك حق عليهم الإشتراط والتوجيه ، ولأنهم شاهدوا قدر “الإنبطاح” و “الهرولة” ومن أشخاص أصبحوا “معلومين” لديهم ، تحت ستار “قيادات سياسية مدنية سُودانية للأسف ؟؟؟ ، ذات هؤلاء النفر طالبناهم كثيراً بأن تكون الحلول وطنية وسُودانية وداخلية ، تحت مُسمي الحل الوطني السياسِي الشامل فكان جزاؤنا الإقصاء والإستبعاد وفتح الطريق فقط أمام هؤلاء “المُهرولون” ، ولأن كلماتنا حارة ومواقفنا لا تتسق مع طموحهم وأجندتهم ، ومع إنهم يعلمون حق اليقيّن في قرارة أنفُسهم أننا “مُخلصون” لبلادنا وقضاياها ، غير طامعيّن إلا في رؤيتها مُستقرة وشامخة وحرة وموحدة وذات سيادة ، وبرُغم كُل ذلك “حاربونا” بشتي السُبل  لكي ينفردوا وحدهم بالقرار السياسِي في بلادنا ولتوجيهه بما يخدم فقط مصالحهم بعيداً جداً عن مصالح بلادنا الوطنية ، لذلك كان من الطبيعي أن لاتري في المشهد غير “أفراد” مُعينون ومحفوظين للجميّع ، بعدد أصابع اليد الواحدة يتكررون ويتلونون كيفما شاؤا أو شيئ لهم! ، فبماذا يُمكن وصف من يقبل التدخلات في بلادنا وينحني لأجندة الخارج ويتماهي معها وهو يعلم أنها لن تؤدي لمصالح بلادنا في الوحدة والإستقرار دعك من الحرية والعدالة والسلام ؟؟؟ ، أصبحنا بفضل كُل هؤلاء “عسكر ومدنيون ، كيزان ومليشيا” وحفنة “العُملاء” مسرحاً لتقاسم النفوذ الدولي والإقليمي في بلادنا ، وليس لنا كدولة وشعب القرار داخل بلادنا أو حق السيادة المُطلق عليها!..

في تلك الأثناء التي أكتب فيها هذا المقال يستعد مجموعة من “العُملاء” و”المُشوهون” الضُعفاء و”المُرتزقة” بائعي الوطن ودماء أهلهم لتوقيع ميثاق مع قيادة مليشيا الدعم السريع المُجرمة والعميلة كخطوة لتكوين حكومة وكتمهيّد “عملي” لتقسيّم بلادنا ومن غير المُستبعد أنها بإتفاق مابين عُملاء “الكيزان” والإسلاميين وقيادة الجيش ، ومابين المليشيا وحلفاؤهم “الإقليميين” وتحت رعاية ، دول “الإستكبار” و الإستعمار الحديث ، يقومون بهذه الخطوة في توقيع الميثاق وإعلان الحكومة الموازية ويحاولون خداع أنفسهم قبل خداع الشعب السُوداني أنها للوحدة والسلام وحماية الشعب السُوداني ؟؟؟ ، يبحثون عن شرعية للمليشيا وإعتراف دولي ، بمثل ما يبحث الكيزان وقيادة الجيش عن ذات الشرعية والإعتراف الدولي ؟؟؟ ، والصحيح أن كلا الطرفين لاشرعية لهم ويجب نزعها عنهم بدلاً عن إعطائها لهم ، يلهثون وراء كراسي وسُلطة ، و تكوين حكومات “عمّيلة” وغير وطنية ترهن بلادنا وسيادتها و وحدتها وثرواتها للخارج الدولي والإقليمي والمُستعمرين الجُدد وترمي بالقرار السياسي والإقتصادي والنفوذ لهم علي بلادنا وتحويلنا كشعوب داخله لمُجرد “عبيداً” لهم ولسيادتهم علينا ، عفواً فهذه ليست تقديرات سياسِية ، هذا بكل وضوح إسمه “عمالة” وإرتزاق!……

أعلم أن مقالي هذا سيجر عليّا الكثير من غضب هؤلاء! ، و عداوة بعضهم ، لأنهم ببساطة لايحبون سماع الحقيقة “مُجرّدة” ودون رتوش ، لكن لايهم فقد “تعودنا” علي الأذي في طريقنا نحو التغيير لبلادنا والحرية وكامل السيادة لها ومن وحدة بلادنا أرضاً وشعباً سمواً وحرية وشموخ…

أخيراً علينا مواصلة المقاومة ، وهذه دعوة لكل الشرفاء والوطنيون والمخلصون وهم “كُثر” والأغلبية الساحقة في بلادنا ، علينا جميعاً مقاومة أي إتجاه لتقسيمنا ولبيع وطننا وسرقة أمواله وثرواته ، وعلينا الكشف عن كُل العُملاء ومُحاربة إتجاهاتهم وإفشال مُخططاتهم وقطع الطريق عليها وعدم الإستسلام مهمّا كانت التضحيات ، فهذا السُودان سيظل دوماً بإذن الله لكافة السُودانيون الأحرار دون وصاية أو إملاء أو إقصاء ودون تمييز أو تهمييش ، والنضال يستمر والنصر أكيّد!…

 

[email protected]

المصدر: صحيفة الراكوبة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *