جيش واحد شعب واحد

محمد المنتصر

الاستنفار و ما ادراك ما الاستنفار. دوافعه قوية لا غبار عليها: الدفاع عن العرض و النفس و المال، جيش واحد شعب واحد، عزة في هواك.
و لكن هذه الدوافع تستقيم فقط في سردية بعينها لأسباب اشتعال الحرب، ليس فيها ان نظاما مبادا يحاول العودة تحت ستارها، مطلقا طلقتها الأولى كما صرح قادته. و ليس فيها خضوع الجيش لهذا النظام المباد. كما انه ليس من عقيدة عسكرية في هذه السردية تدعي الوصاية على الشعب، و لا دعاوى ان المدنية لا تصلح للسودانيين الذين يحتاجون لحكم عسكري كي يستطيعوا المشي على ارجلهم، و هم يفسدون في الديمقراطية و تعم الفوضى فيهم.

تستقيم دوافع الاستنفار ايضا بترتيب أولويات معين للمشاكل و حلولها، كما في حال د. عبد الله علي ابراهيم و بعض ثوار ديسمبر الذين كانوا يهتفون ضد البرهان حتى آخر مليونية قبل الحرب، فإذا به الآن قائدا عاما لهم.

يطرح السؤال نفسه في العنوان عند نقاش الاستنفار انطلاقا من سردية اخرى. طالما اننا جيش واحد شعب واحد، همنا واحد. لماذا لم يخرج العساكر معنا في المظاهرات التي سبقت الحرب؟ أو تلك التي سبقت تلك المظاهرات؟ أو في تلك الثورة التي سبقت هذه الثورة؟ ما كنا لنحتاج استنفار المواطنين لو ان الجيش ساند لهذه البلاد ثورة شعبية واحدة حتى بلغت غايتها. لا اعني انقلابا من كبار الضباط يكرس لعودة شيء كان أصلا سببا في قيام الثورة. اعني انضمام العساكر و الضباط للحراك الشعبي القائم من اجل الوطن كله و المواطنين جميعهم، عسكرييهم و مدنييهم، حضرهم و ريفهم، بشتى اعراقهم و اديانهم.

آلآن و قد وقعت الواقعة. هل تعلمنا الدرس؟ هل سيخرج معنا العساكر في المظاهرات، و هل سيضربوا عن العمل و يعلنوا العصيان اذا توقفت الحرب و لم تتوقف معاناة الشعب السوداني فثار؟

[email protected]

المصدر: صحيفة الراكوبة

شاركها.