لماذا قوي الحرية والتغيير ؟!!
محمد حيدر المشرف
التارقيت بتاع الدولة العميقة (جيش و مؤتمر وطني) هو قوى الحرية والتغيير وليس قوى التغيير الجذري ولجان المقاومة ..
الراسخ في يقين الدولة العميقة بجناحها السياسي والأمني (المؤتمر الوطني) والعسكري (الجيش) انو هزيمة الثورة تتم من خلال هزيمة الحرية والتغيير ..
هم بيفترضو كده بناء على معطيات محددة في الواقع و ببراغماتية محترفة ظلت تحكم السودان لاكثر من ٣ عقود تؤهلهم لمعرفة من اين تؤكل الكتف و يأكلونها بالفعل بينما ينهمك الآخرون في الخلاف حول شرعية وأخلاقية أكل الكتف .
ده ما عندو علاقة بصواب موقف قوى الحرية والتغيير .. بمعنى انو موقفي او موقفك من الحرية والتغيير ما عندو علاقة بي افتراضهم الاساسي ده وهو المتحكم في كل سلوكهم في الفضاء الوطني منذ ١١ ابريل 2019 (افشال الفترة الانتقالية .. انقلاب ٢٥ اكتوبر .. حرب ١٥ ابريل)
افتراضهم ده ينبني على عدد من الاسس ..
الاساس الاول انو التمظهر السياسي الاساسي للثورة .. داخليا وخارجيا .. هو قوى اعلان الحرية والتغيير .. الفاعل *السياسي* الاساسي في الواقع الملموس هو قحت وليس الحزب الشيوعي ولجان المقاومة (ده لا يعني انو الصواب يجانب الحزب الشيوعي ولجان المقاومة ولا يحدد طبيعة الفاعل الثوري الاساسي)
الاساس الثاني قابلية الحرية والتغيير للشيطنة بأداء سياسي مهزوز الى حد كبير ولكن الأهم هو تورط الحرية والتغيير .. و بموجب كونهم فاعلا سياسيا اساسيا .. في الحكم خلال الفترة الانتقالية .. مما جعلهم مكشوفين exposed للسخط والأبلسة والشيطنة .. وهناك معجم كامل لذلك .. هبوط ناعم .. محاصصة .. حزبية .. شللية .. تكالب .. شلة مزرعة .. ٤ طويلة .. تسونجية الخ الخ) .. تشكل هذا المعجم بواسطة قوى الثورة الجذرية وداخل معامل الدعاية السوداء للدولة العميقة (لا يوجد تنسيق وانما تزامن و وحدة موضوع وتسويق انتهازي) ..
الاساس الثالث وهو قابل للخطا ومجرد تقدير شخصي ان الخطاب الراديكالي محدود جماهيريا خارج اطار قوى الثورة الحية .. واتحدث هنا عن شعب يتشكل من 40 مليون نسمة على الاقل .. ومحاكمة مدي انتشار الخطاب الثوري الراديكالي في هذا المجموع بخلفياتو الثقافية والجهوية والاثنية المختلفة وبوجود عوامل مثبطة كثيرة منها مرحلة التطور الاجتماعي و معدلات الجهل و الأمية والفقر وقابلية الابتزاز الديني والجهوي وبنية العقل الديني الى غير ذلك من عوامل كثيرة تضبط طبيعة المجتمعات السودانية.
المصدر: صحيفة التغيير