تقسيم السودان

بقلم: محمد يوسف محمد

هذه البقعة الكريمة من العالم نعمة من الله على هذا الشعب فالغابات المنتشرة نعمة والثروة الحيوانية المتنوعة نعمة والأنهار الممتدة هنا وهناك نعمة والتنوع العرقي والثقافي نعمة والارض الغنية بالبترول والمعادن نعمة والمساحة الشاسعة الصالحة للسكن مقارنة بعدد السكان القليل نعمة.. كل هذه مقومات دولة عظمى لو وجدت من يستثمر هذه الثروات بالشكل السليم.

لكن مع الاسف ضاقت هذه الأرض بأهلها ولم تجد هذه النعمة من يشكرها ويحسن توظيفها لخير الجميع وظلت الأنانية وحب النفس والتعصب القبلي والجهوي هو سيد الموقف وكل من يحظي بشيء من النعمة يُضَيق على الآخرين ويستأثر بها لنفسه ولعشيرته.
ما نرفل فيه من نعم عظيمة جعلنا قبلة أنظار العالم ومن حولنا من محيطنا الإقليمي ودول الجوار والكل يطمع في شيء من هذه النعمة لهذا تدخلت أيدي المخابرات البعيدة والقريبة لتزكي روح التعصب القبلي والجهوي وتزرع العداوات بين أهل الوطن الواحد فحُمِل السلاح هنا وهناك وكانت النتيجة إنفصال ثم تلتها حرب ضروس أحرقت كل مظاهر الإعمار في السودان ولم يبقى في عاصمة السودان شيء فقد دمرت بالكامل وطال التدمير كل مناطق الثقل السكاني في الوسط والغرب.
ولو أنا تقاسمنا اللقمة لوسعت الجميع حد الشبع ولكنا نفخ الشيطان في الصدور فضاقت النفوس ببعضها وجاع الجميع فنحن قوم بأسُنا بيننا شديد.

ولن تهدأ هذه العاصفة السوداء حتى ينال جميع الطامعين في خيرات السودان مايريدون فأهله مشغولين بقتال بعضهم البعض.

قال الشاعر عمرو بن الأهتَم المِنْقَري السعدي:
لَعَمْرُكَ ما ضاقَتْ بِلاَدٌ بأَهْلِهَا *** ولكنَّ أَخلاقَ الرِّجالِ تَضيقُ.

Email: [email protected]

المصدر: صحيفة الراكوبة

شاركها.