لماذا اقتصرت ل(٢٤) ساعة عاد بعدها مشحون بالغضب؟!!

بكري الصائغ
العنوان الموجود اعلاه ليس من عندي ولا من اختراعاتي، وانما مقتبس من خبر نشر في صحيفة “الراكوبة” بتاريخ يوم الجمعة ٢٥/ ابريل ٢٠٢٥م تحت عنوان: “البرهان يزور القاهرة الإثنين المقبل”، وجاء في سياق الخبر : (يصل الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان، رئيس مجلس السيادة الانتقالي في السودان، إلى القاهرة يوم الاثنين المقبل، في زيارة رسمية تستمر لمدة يومين، تلبيةً لدعوة من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي. ومن المقرر أن يبحث الجانبان خلال الزيارة سبل تعزيز العلاقات الثنائية، إلى جانب مناقشة عدد من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك. ويرافق البرهان وفد رفيع يضم عدداً من الوزراء والمسؤولين السودانيين، الذين سيعقدون لقاءات مع نظرائهم المصريين لبحث أوجه التعاون في مختلف المجالات). انتهي
وبعد وصول البرهان للقاهرة في يوم الاثنين وكان في استقباله الرئيس المصري/ عبدالفتاح السيسي، جاء خبر في اخر مصدره وكالة الانباء السودانية جاء فيه:(إختتم السيد رئيس مجلس السيادة الانتقالي القائد العام للقوات المسلحة، الفريق أول الركن عبدالفتاح البرهان اليوم زيارته لجمهورية مصر العربية، والتي إستغرقت يوما واحداً . وكان في وداعه بمطار القاهرة الدولي، الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي) انتهي
وما ان رجع البرهان من القاهرة، الا ورايناه قد راح وعلي الملآ يملا الدنيا بتصريحات واحدة وراء الاخري بلا توقف في بادرة لم نلمسها منه منذ بدء حرب ابريل ٢٠٢٣م، وكانت اولي تصريحاته مليئة بالغضب قال فيها “إنهم لن يسمحوا في المرحلة المقبلة بالاضرابات والعصيان المدني وإغلاق الشوارع” ، وسخر البرهان من شعارات المجد للساتك، مؤكدا أن المجد للبندقية فقط ، وأضاف: “لا نريد أن نقول إننا لن نسمح للناس في المرحلة القادمة أن يعملوا كده، لكن يجب أن تكون كل حاجة مزبوطة والعندو مظلمة كيف يعبر عنها، والعايز يمشي يقفل الشارع، الكلام ده نفتكر انو زمنو ولى مع الجماعة الكان بتكلمو عن اللساتك والمجد للساتك .. مافي مجد للساتك تاني، المجد للبندقية دي بس” انتهي
والغريب في امر هذا التصريح، ان المظاهرات الشعبية وامتلاء الشورع بالمتظاهرين وحرق اللساتك واغلاق الطرق الرئيسية الهامة بالحجارة والصخور قد توقفت تماما بعد حرب ابريل، ولم تشهد البلاد منذ ١٥/ ابريل اي نوع من الاحتجاجات والاعتصامات ولا كانت حتي في العاصمة الجديدة الأمنة من كل شر!!، فما الذي حدا بالبرهان ويدلي بهذا التصريح الغريب وتحديدا اليوم بعد عودته من القاهرة وليس من قبل؟!!
ونشرت الصحف تصريح اخر للبرهان كان اشد غرابة من تصريحه الاول حير كل من طالعه في الصحف وسمعه به، وجاء فيه، ان رئيس مجلس السيادة الانتقالي، قائد الجيش الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، قد افاد برفضه للأقاويل التي تشير إلى أن الإسلاميين يديرون الحرب من مدينة بورتسودان، واعتبرها “أكاذيب”، مؤكدًا أن القوات المسلحة لا تتلقى أي تعليمات من أي جهة. انتهي
علق احد المعلقين ساخرا من التصريح قال: ” تعودنا ان نطلق الاكاذيب البيضاء في اليوم الاول من كل شهر ابريل، ولكن البرهان فاجئنا بكذبة ابريل في نهاية الشهر!!).، انه شيء مخجل للغاية ان يكذب البرهان جهارا نهارا علي الشعب، وينفي بشدة أن الإسلاميين لا يديرون الحرب من مدينة بورتسودان، وأن القوات المسلحة لا تتلقى أي تعليمات من أي جهة !!، واسال اما من عاقل في السلطة الحاكمة في العاصمة الجديدة ينصح البرهان الا ينتهج نفس اسوب الخطابة التي داب الرئيس المخلوع علي اتباعها، وان يبتعد عن الادلاء بالتصريحات الفشنك الكاذبة التي لا تدخل دماغ احد ولا حتي دماغه هو؟!!، يبدو ان البرهان وطوال سنوات حكمة الستة لم يطالع ويقرأ ما نشر في الصحف المحلية الاجنبية، وما بثتها المحطات الفضائية العالمية عن اخبار وتقارير اكدت ان الحركة الاسلامية تحكم السودان، وهنا لابد من عودة الي خبر هام له علاقة بالمقال:
البرهان محاصر بالعقوبات .. كيف سيطرت عليه
الحركة الإسلامية لتنفيذ مخطط الإخوان في السودان؟!!
المصدر “ملفات عربية” يناير 30, 2025م
(… قبل أعوام معدودة، وتحديدًا بعد سقوط نظام الرئيس السوداني السابق عمر البشير، كان الفريق أول عبد الفتاح البرهان يحاول تقديم نفسه كقائد عسكري قادر على إدارة المرحلة الانتقالية في بلاده باتجاه الديمقراطية، ولكن سريعًا ما تبينت مخططاته مع الإخوان ووقع في شباك العقوبات الدولية بعدما استغل الدعم التركي والإيراني لقتل المدنيين وهدم المنازل والمباني وعرقلة مساعي السلام في السودان.
الإخوان تسيطر على البرهان:
ويظهر ذلك في مواصلة الجيش السوداني جرائمه داخل السودان منذ بداية الحرب في نهج مخزٍ يقوده عبدالفتاح البرهان، وتحت إشراف الإخواني علي كرتي، بهدف تركيع الشعب السوداني، وإبادته للمواطنين تحت غطاء أكاذيب مكشوفة، سعياً لإعادة فلول البشير إلى الحكم وسط استمرار الجيش السوداني في تلقي الدعم من إيران وتركيا للاستمرار في مخططاته الخطيرة. خلال الفترة الماضية، ظهر البرهان غير قادر على اتخاذ قرار حاسم دون الإخوان، حيث أصبح الجيش وقادته، بمن فيهم البرهان نفسه، متورطين بشكل فاضح في تحالفات مع القوى الإسلامية، التي استغلت نفوذها داخل المؤسسة العسكرية لتوجيه مسار الحرب وفقا لأجندتها. كما تتحكم الحركة الإسلامية السودانية بقيادة علي كرتي في قرارات عبدالفتاح البرهان، الذي يدين بالولاء لجماعة الإخوان، التي قدمته للساحة السياسية عقب سقوطهم، لتمهيد الطريق لتنفيذ مخططاتهم. فيما تعتبر أسرة البرهان المقيمة في تركيا رهينة لدى الجماعة، التي لا تتوانى في إرسال الرسائل الواضحة إذا حاد البرهان عن تنفيذ بعض قراراتهم. ورغم ما يروج له الطرفان، لكن العلاقة بين رئيس مجلس السيادة الانتقالي، عبد الفتاح البرهان وكرتي الأمين العام للحركة الإسلامية في السودان، المتهم بتاجيج الصراع المسلح.
المخطط الإخواني لإعادة فلول البشير:
كما تضمن المخطط بين البرهان وكرتي، حماية فلول نظام البشير، عبر تهريب قيادات الصف الأول من النظام السابق في السودان إلى تركيا، وفقًا لتقارير موثوقة، حيث كان منهم شخصيات بارزة مطلوبة من قبل محكمة الجنايات الدولية، مثل: أحمد هارون، وعبدالرحيم محمد حسين، فلم يكن البرهان، يكذب عندما كان يكرر عبارته الشهيرة منذ سقوط نظام الإخوان المسلمين بأن “قيادات النظام السابق في مكان آمن”. وسبق أن كشف مصدر مسؤول في وزارة الخارجية السودانية، أن مبارك أردول، المدير العام السابق للشركة السودانية للموارد المعدنية، وعدد من رجال أعمال سودانيين مقربين من عبدالفتاح البرهان، قدموا أطنان من ذهب السودان كان آخرها 7 أطنان من الذهب من بورتسودان إلى تركيا عبر طائرة خاصة في 28 ديسمبر 2023م، لتسهيل إجراءات نقل وحماية فلول نظام البشير تمهيدا لإعادتهم إلى البلاد. كما ساهمت تلك الأموال الضخمة بإيداع مبالغ كبيرة لدى البنوك التركية، وشراء عقارات باهظة الثمن في العاصمة أنقرة، مما مكنهم من الحصول على إقامة دائمة في تركيا.
البرهان محاصر بالعقوبات:
وفي منتصف الشهر الجاري، أعلنت الولايات المتحدة، أنها فرضت عقوبات على قائد الجيش السوداني الجنرال عبدالفتاح البرهان المتّهمة قواته بتنفيذ هجمات على مدنيّين، في وقت أفادت تقرير غربي باستخدام الجيش لأسلحة كيماوية خلال المعارك. وقالت وزارة الخزانة الأميركية، في بيان، إنّ “هذا القرار يثبت التزامنا بإنهاء هذا النزاع”، المتواصل منذ أبريل 2023م بين الجيش بقيادة البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة نائبه السابق محمد حمدان دقلو المعروف باسم “حميدتي”، على خلفية جرائم حرب، واتهامات بزعزعة الاستقرار وتقويض الانتقال الديمقراطي. وقال بيان على موقع وزارة الخزانة الأمريكية، إن الجيش بقيادة البرهان ارتكب هجمات مميتة على المدنيين، بما في ذلك الغارات الجوية ضد البنية التحتية المحمية بما في ذلك المدارس والأسواق والمستشفيات.
وحمّلت واشنطن الجيش السوداني المسؤولية عن الحرمان المتعمد للمدنيين من المساعدات، باستخدام الغذاء كتكتيك حرب، وقالت: إن البرهان الذي يخوض صراعًا على السلطة مع قوات الدعم السريع، يعارض العودة إلى الحكم المدني في السودان، ورفض المشاركة في محادثات السلام الدولية لإنهاء القتال، واختار الحرب على المفاوضات .وبموجب العقوبات، يتم حظر جميع الممتلكات والمصالح للبرهان في الولايات المتحدة إن وجدت، وفرض عقوبات على الكيانات والأفراد الذين يتعاملون مع الجيش. يأتي ذلك فيما قالت صحيفة “نيويورك تايمز”، نقلا عن 4 مسؤولين أميركيين، إن “الجيش السوداني استخدم أسلحة كيماوية مرتين على الأقل في معارك السيطرة على البلاد”. وتعليقًا على القرار، ذكرت وزارة الخارجية السودانية: “قرار أميركا لا يعبر إلا عن التخبط وضعف حس العدالة”. وتصاعدت في الأشهر الأخيرة الانتهاكات الإنسانية بشكل حاد نتيجة النزاع العسكري، وسط اتهامات عديدة للجيش باستخدام تكتيكات كان لها انعكاسات كارثية على المدنيين والبنية التحتية في البلاد. ومن بين الجرائم التي ارتكبها الجيش السوداني، هي استهداف المدنيين بشكل مباشر وغير مباشر، إذ تشير التقارير إلى مقتل الآلاف من المدنيين وتشريد الملايين بسبب القصف الجوي العشوائي، فضلًا عن تدمير لبنية التحتية الحيوية من المستشفيات، والمدارس، وشبكات المياه والكهرباء، مما عمّق الأزمة الإنسانية، وأدى إلى شلل كامل في الخدمات الأساسية، وجعل حياة الملايين في السودان أكثر صعوبة) انتهي .
ومقال اخر ارجو ان يطلع عليه البرهان:
اعتراف خطير : قيادي بالحركة الإسلامية يقر
بسيطرة ضباطها على قرارات الجيش السوداني.
المصدر “برق السودان” أبريل 12, 2025م
(… في تطور لافت يعكس حجم الانقسام داخل بنية الدولة السودانية، خرج عامر حسن عباس، أحد القياديين في الحركة الإسلامية السودانية بتصريحات مثيرة وخطيرة لقناة طيبة الموالية للنظام السابق، أكد فيها أن الحركة تتابع المشهد العسكري منذ بدايته، وتقر بوجود أخطاء فادحة في إدارته، ملقيًا باللوم على قائد الجيش السوداني عبدالفتاح البرهان، ومعلنًا أن “أي قرار يصدر من الجيش الآن هو قرار صادر من ضباط الحركة الإسلامية”. هذه التصريحات تضع علامات استفهام كبيرة حول من يقود الجيش فعليًا، ومن يتحكم في القرار السيادي في البلاد. بحسب ما صرّح به القيادي الإسلامي «عامر»، فإن الحركة الإسلامية لم تكن تمنح البرهان، سلطة كاملة على الدولة، وهو ما يكشف عن خلافات قديمة ومستترة بين الطرفين، كانت تُدار خلف الكواليس، وخرجت اليوم إلى العلن بسبب تعقيدات الحرب المستمرة. وقال القيادي: “لا نثق في قيادة البرهان”، مضيفًا أن بعض ضباط الجيش السوداني “تفاجأوا باندلاع الحرب”، وتم اقتيادهم من بيوتهم على يد قوات الدعم السريع. هذا يُشير إلى أن اتخاذ قرار خوض الحرب لم يكن محل إجماع حتى داخل الجيش، بل كان قرارًا فُرض على بعض الضباط دون علمهم، ما يُعزز فرضية أن المؤسسة العسكرية كانت في حالة من التشرذم والارتباك) انتهي .
رجع البرهان من القاهرة مشحون بالغضب الشديد والاحباط بعد ان اطلعه الرئيس المصري السيسي علي حقيقة موقفه عسكريا وسياسيا وعالميا، وانه قد اصبح مهمش بدرجة كبيرة داخل السودان بعد ان نزعت عنه حركة الاخوان المسلمين والتنظيمات الاسلامية السلطة واصبحت هي البارزة في صورة السودان اليوم!!
مرفق مع المقال:
ترتيبات سياسية بتقليص الحضور العلني للحركة الإسلامية.
https://www.alrakoba.net/32047644//
[email protected]
المصدر: صحيفة الراكوبة