أوضحت اللجنة أن توزيع النشرة الحالية، التي تخص الصف الأول الثانوي، تجاهل الأزمة الحقيقية التي يعيشها الطلاب المنتقلون إلى الصف الثاني، حيث لم يتم تحديد المنهج العلمي الشامل الذي يجب أن يلتزم به المعلمون، تاركًا الأمر للاجتهادات الفردية..
التغيير: الخرطوم
انتقدت لجنة المعلمين السودانيين نشرة أصدرها المركز القومي للمناهج والبحث التربوي، تحتوي على مفردات عناوين الدروس للصف الأول الثانوي ووجّهت للمعلمين بهدف إعداد محتوى المواد الدراسية استناداً إليها.
وقالت اللجنة عبر بيان الاثنين إن الدفعة التي ستلتحق هذا العام بالصف الثاني الثانوي هي نفسها التي بدأت معها تغييرات السلم التعليمي والمناهج.
وأشارت إلى أن الوزارة التزمت بطباعة كتبها عامًا بعد عام حتى الصف الثالث المتوسط، ثم توقفت فجأة عن طباعة المقررات.
وأضافت أن الطلاب في الولايات التي واصل فيها التعليم، وكذلك خارج السودان، اضطروا العام الماضي إلى تدريس المناهج القديمة للصف الأول الثانوي، دون أي بديل أو توضيح من إدارة المركز القومي للمناهج والبحث التربوي.
وأوضحت اللجنة أن توزيع النشرة الحالية، التي تخص الصف الأول الثانوي، تجاهل الأزمة الحقيقية التي يعيشها الطلاب المنتقلون إلى الصف الثاني، حيث لم يتم تحديد المنهج العلمي الشامل الذي يجب أن يلتزم به المعلمون، تاركًا الأمر للاجتهادات الفردية، مما يفتح الباب للفوضى والتباين بين المدارس.
وقالت لجنة المعلمين إن هذا السلوك يُعدّ تقصيراً فادحاً يستوجب المساءلة والمحاسبة، داعية المركز إلى توضيح الموقف الصحيح بشأن مقرر الصف الثاني الثانوي، لضمان حقوق الطلاب في تعليم مستقر وواضح.
وأضاف البيان أن تدهور قطاع التعليم في السودان هو نتيجة للسيولة التي تشهدها الدولة وعدم اهتمام السلطة بكل ما يخص المواطنين، مشيرًا إلى أن صوت المعلمين، الذي يطالب بتسديد مرتباتهم ومعالجة التآكل الذي طالها، لم يُسمع.
وأكدت اللجنة عبر بيانها بالقول: “قضية التعليم ليست مسألة فنية عابرة، بل قضية وطنية مصيرية، وأن بقاء الحال على ما هو عليه يعني ضياع جيل جديد من الطلاب.”
ويشهد السودان منذ اندلاع الحرب في أبريل 2023، بين الجيش والدعم السريع تدهورًا كبيرًا في قطاع التعليم، حيث أدت العمليات العسكرية إلى تدمير العديد من المدارس وتحويل بعضها إلى ثكنات عسكرية، بينما اضطر آلاف المعلمين والطلاب إلى النزوح، مما خلق فجوة حادة في الكوادر التعليمية وأدى إلى انقطاع التعليم لفترات طويلة.
وانعكس هذا الواقع على جودة التعليم، إذ أصبحت المواد الدراسية والمناهج نادرة، في حين يعاني الطلاب والمعلمون من آثار نفسية واجتماعية نتيجة للظروف القاسية، مما يفاقم أزمة النظام التعليمي ويهدد استقرار العملية التعليمية على المدى الطويل.
المصدر: صحيفة التغيير