كلام الناس
نورالدين مدني
لا أنكر مساندتي لثورة 23 يوليو المصرية وإعجابي بالزعيم الراحل المقيم جمال عبد الناصر لكنني تعلمت من تجارب السودان في الحكم وفي العالم أن الديمقراطية هي الحل.
لذلك أختلف مع الذين يدعون عدم صلاحية الديمقراطية في حكم السودان وأرى أنها لم يمنح الفرصة الكافية في الحكم إنما ظلت محاصرة بالانقلابات تماما كما حدث عقب نجاح الجماهير الثائرة في إسقاط نظام حكم الانقاذ وتشكيل حكومة مدنية ديمقراطية.
إبان وجودي في استراليا تأكد لي ان الديمقراطية نجحت في تأمين السلام المجتمعي وسط كل مكونات النسيج المجتمعي الاسترالي المتعدد الثقافات والأعراق، وأن تبادل السلطة سلمياً عبر الانتخابات لايغير كثيرا في السياسات التي تستهدف خدمة المواطنين و احتياجات حياتهم اليومية ورعايتهم خاصة كبار السن والأطفال.
للأسف السودان مازال يعاني من الانقلابيين الذين أججوا الحرب العبثية لعرقلة عملية تسليم السلطة للمدنيين ووسعت نطاق الفتن المجتمعية والقبلية التي مازالت تهدد وحدة وسلام واستقرار السودان.
جاء إعلان تنظيم تأسيس لحكومة موازية في نيالا تتويجاً للفتن المجتمعية رغم الشعارات المرفوعة لتبريرها، وهذا لايعني أننا ندافع عن حكومة بورتسودان غير الشرعية ايضاً.
نحن نرى أنه لامخرج للسودان من هذه الدوامة الظلامية إلا بوقف الحرب اللعينة وتسليم السلطة الانتقالية لحكومة مدنية ديمقراطية تحقق السلام المجتمعي وتعيد بناء ما دمرته الحرب وتدفع استحقاقات الإصلاح المؤسسي خاصة الإصلاح المؤسسي العسكري والامني لتأمين الديمقراطية التعددية و استرداد عافية السودان.
المصدر: صحيفة الراكوبة