أشار غوتيريش إلى أن المدنيين في السودان “يُقتلون ويُجوعون وتُسكت أصواتهم، وأن النساء والفتيات يواجهن عنفاً لا يمكن وصفه”، مجدداً التأكيد على أنه “لا حل عسكرياً للصراع”..
التغيير: الخرطوم
افتتحت الجمعية العامة للأمم المتحدة، الثلاثاء، دورتها الثمانين في نيويورك، بمناقشتها العامة السنوية رفيعة المستوى، حيث يستعرض قادة الدول أولوياتهم ومواقفهم إزاء القضايا العالمية.
وقبيل الافتتاح، استمع الأعضاء إلى خطاب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش حول عمل المنظمة والتحديات الراهنة.
وأكد غوتيريش في كلمته أن قادة العالم قبل 80 عاماً اختاروا “التعاون مقابل الفوضى، والقانون بدلاً من غيابه، والسلام بدلاً من الصراع”، ما أدى إلى ميلاد الأمم المتحدة بعد الحرب العالمية الثانية.
وأضاف أن المنظمة ليست فقط مكاناً للالتقاء، بل “بوصلة أخلاقية وقوة للسلام وحامية للقانون الدولي ومحفز للتنمية ومنارة لحقوق الإنسان”.
وحذر الأمين العام من أن العالم أصبح أكثر تعددية في الأقطاب، غير أن هذه التعددية من دون مؤسسات فعالة ومتعددة الأطراف قد تؤدي إلى الفوضى. وقال إن الخيارات أمام الدول الأعضاء اليوم “ليست نقاشاً أيدولوجياً بل مسألة حياة أو موت للملايين”.
وطرح غوتيريش خمسة خيارات أمام المجتمع الدولي، هي، اختيار السلام المتجذر في القانون الدولي، مشدداً على أن “الإفلات من العقاب هو أم الفوضى”.
وفي هذا السياق، أشار غوتيريش إلى أن المدنيين في السودان “يُقتلون ويُجوعون وتُسكت أصواتهم، وأن النساء والفتيات يواجهن عنفاً لا يمكن وصفه”، مجدداً التأكيد على أنه “لا حل عسكرياً للصراع” ودعا الدول إلى وقف الدعم الخارجي الذي يغذي الحرب، قائلاً إن “الشعب السوداني يستحق السلام والكرامة والأمل”.
ومن هذه النقطة انتقل الأمين العام إلى استعراض بقية الخيارات التي طرحها أمام قادة العالم، وتشمل: اختيار الكرامة البشرية وحقوق الإنسان، العدالة المناخية، توظيف التكنولوجيا في خدمة البشر، وتعزيز الأمم المتحدة للقرن الحادي والعشرين عبر إصلاحات عملية في الميزانية والهيكل لزيادة الفاعلية والتأثير.
وتطرق غوتيريش إلى الوضع في غزة، قائلاً إن “الأهوال الناجمة عن قرارات تتحدى أبسط قواعد البشرية، تشرف على عام وحشي آخر”، مشيراً إلى أن نطاق الموت والتدمير هناك يتجاوز أي صراع آخر شهده خلال فترة توليه المنصب.
وأكد ضرورة تطبيق التدابير المؤقتة لمحكمة العدل الدولية، مشدداً في الوقت نفسه على أنه “لا يوجد ما يبرر هجمات حماس الإرهابية في السابع من أكتوبر أو العقاب الجماعي للشعب الفلسطيني”.
ودعا إلى “وقف دائم لإطلاق النار، والإفراج عن جميع الرهائن، وضمان وصول المساعدات الإنسانية”، مع التأكيد على أن حل الدولتين هو السبيل الوحيد القابل للتطبيق لإنهاء الصراع.
وأشار الأمين العام إلى أن “ميثاق المستقبل”، الذي وضعته الدول الأعضاء، يمثل التزاماً ببناء أمم متحدة أقوى وأكثر شمولاً، ضمن مبادرته المعروفة بـ”الأمم المتحدة 80”.
وبعد خطاب غوتيريش، افتتحت رئيسة الجمعية العامة أنالينا بيربوك أعمال المناقشة العامة، التي تعقد بين 23 و29 سبتمبر الجاري، تحت شعار: “معاً نحو الأفضل: 80 عاماً وأكثر من أجل السلام والتنمية وحقوق الإنسان”.
بيربوك أكدت أن قاعة الجمعية العامة “بُنيت لمواجهة أصعب المواضيع”، مشيرة إلى أن مستقبل المنظمة سيتشكل أيضاً من خلال اختيار الأمين العام القادم. وقالت: “على مدى ثمانين عاماً لم تختر هذه المنظمة امرأة لهذا المنصب، كيف لم يتسن العثور على امرأة واحدة من بين أربعة مليارات مرشحة محتملة؟”.
وأضافت أن هذه المسألة “تتعلق بالمصداقية بقدر ما تتعلق بالتمثيل المتساوي”، مؤكدة أن الأمم المتحدة اليوم، مثلما كانت قبل 80 عاماً، تقف عند مفترق طرق.
يُذكر أن العرف يقضي بأن تبدأ البرازيل أولاً بالحديث في المناقشة العامة، تليها الولايات المتحدة بصفتها الدولة المضيفة للمنظمة، على أن تلتزم الخطابات نظرياً بمدة 15 دقيقة، وهو ما نادراً ما يتم احترامه، مع أكثر من 193 متحدثاً على مدار ستة أيام.
المصدر: صحيفة التغيير