كيف ينام هولاء الوحوش من الجنجويد وسط سفوح الدم واشلاء الضحايا من الجثث المقطعة وصراخ المغتصبات من عمليات القهر والتعذيب وسلب الشرف ودعوات المظلومين والمظلومات من بطش سياطهم المذلة والتنكيل المتوحش فكلها مناظر تضج بزخم القلق والضجيج المفزع بل كيف يغمضون أعينهم ويسلبهم النعاس القوة ولا تحرك ذاتهم بشاعة ما تغترف أيديهم من جرائم فتصبح كابوس يحطم أرواحهم ويدمر سكينتهم فبرغم كل الصور البشعة والمناظر الدامية فكيف ينام هولاء وسط كل هذا السادية وتغر أعينهم بطمانينة وسلام وياكلون بنشوة ولذة وتسير حياتهم بكل هذا المعنى بلا وقفة لمراجعة نفس ولا وخزة لضمير ولا تتحرك في دواخلهم نزعة حق فتستبصر أعينهم ما خلف غشاوة الظلم من بشاعة وصور لا يمكن أن يتعايش معها صاحب فطرة سوية وضمير حي وقلب انساني ، فكيف ينامون غريري العين هانئ البال لا تعكر صفو لذتهم شئ ولا تهتز ذاتهم بشئ.
كيف ينام هولاء وآلاف اللعنات والدعوات من المظلومين والمقهورين والعيون الدامعة الكسيرة تحلق بلا حواجز لترابط على أبواب السماء في جنح الليل تسال الله العدل والصبر والنصر عليهم والقهر والمذلة والنار لهم ، فكيف تغمض أعينهم وترتخي وتنتشي ويداعبها حلم ويراقصها امن وهى استباحت كل شئ وانتهكت كل شئ وما تركت من نزعة شر الا نالت ارفعها وادماءها واقذرها ، فكيف ينام هولاء وجرائمهم يتبراء من فعلها ابليس ويترافع عن اسقاطاتها الشيطان وما صعنها التتار في قمة حماقتهم وسطوتهم فكيف نبع فيهم كل هذا السوء والشر والتوحش وحقا هم لا ينتمون لنا دينا ولا عرفا ولا وطنا وليس لهم انتماء .
[email protected]
المصدر: صحيفة الراكوبة
