اخبار السودان

كيف نساعد الأطفال السودانيين في مواجهة آثار الحرب النفسية؟

هیثم الطیب عبدالرحیم

 

الحرب ليست مجرد دمار مادي، بل تترك ندوبا عميقة في النفوس، وخاصة عند الأطفال. في السودان، حيث يعاني الملايين من الصراع المستمر، يواجه الأطفال صدمات نفسية قاسية تؤثر على سلوكهم ونموهم العاطفي. لكن هل يمكننا مساعدتهم على تجاوز هذه المحنة؟ بالتأكيد، فكل كلمة طيبة وكل لمسة حنان يمكن أن تصنع فرقا في حياتهم.

 

كيف تؤثر الحرب على الأطفال؟

 

عندما يُحرم الطفل من الأمان، من بيته، من مدرسته، وحتى من عائلته، فإنه يواجه عالما جديدا قاسيا يصعب فهمه. هذه الصدمات قد تظهر في شكل:

 

🔹 الخوف المستمر: نوبات قلق، أرق، وعدم الشعور بالأمان حتى في الأماكن الهادئة.

🔹 ذكريات مؤلمة: كوابيس متكررة، استرجاع مشاهد الحرب بشكل لا إرادي.

🔹 الاكتئاب والعزلة: فقدان الرغبة في اللعب، الحزن العميق، والشعور باليأس.

🔹 الغضب والسلوك العدواني: الميل إلى العنف أو العصبية الزائدة كرد فعل على الألم النفسي.

🔹 اضطرابات في النوم والتغذية: إما فقدان الشهية أو الإفراط في الأكل، والأرق أو النوم لساعات طويلة.

 

كيفية مساعدة الأطفال علی تجاوز هذه الأزمة

 

كل طفل يستحق أن يشعر بالأمان والراحة، حتى في أصعب الظروف. إليك بعض الطرق لدعمه:

 

أهم النصائح التي بوسعك العمل بها

🔸 تأكد من أن الطفل يشعر بأنه في مكان آمن بعيد عن الخطر.

🔸 استخدم كلمات مهدئة وأظهر له أنك بجانبه دائما.

 

العلاج النفسي بلغة الطفل:

🔸 اللعب ليس مجرد تسلية، بل هو وسيلة علاجية تساعد الطفل على التعبير عن مشاعره.

🔸 الرسم، الموسيقى، والقصص يمكن أن تكون طرقا رائعة لمساعدته على التخلص من التوتر.

 

دعم الأسرة:

🔸 يحتاج الطفل إلى عائلة متفهمة، حتى لو كانت تمر بصعوبات.

🔸 توعية الأهل بكيفية التعامل مع مشاعر أطفالهم يمكن أن تُحدث فرقا كبيرا.

 

إعادة بناء الحياة من خلال التعليم:

🔸 المدرسة ليست مجرد مكان للتعلم، بل هي مساحة تمنح الأطفال الإحساس بالحياة الطبيعية.

🔸 يمكن للأنشطة الإبداعية مثل المسرح والرسم أن تساعدهم في التعبير عن مشاعرهم.

 

التدخل المجتمعي:

🔸 لا يجب أن نترك الأطفال وحدهم، بل يجب أن نخلق لهم بيئة داعمة من خلال المجتمع والمدارس والمؤسسات الإنسانية.

🔸 تدريب المعلمين والعاملين في الإغاثة على كيفية التعامل مع الأطفال المتضررين يساعد في تخفيف معاناتهم.

 

وأخیرا علي القول إنَّه رغم قسوة الحرب، يمكن لأطالنا أن يتعافوا إذا وجدوا الحب والرعاية. كل ابتسامة، كل يد ممدودة، كل كلمة دعم، يمكن أن تضيء طريقا جديدا لهم نحو مستقبل أكثر إشراقا. فلنكن جزء من هذا التغيير! .

 

[email protected]

المصدر: صحيفة الراكوبة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *