كيف كانت الأوضاع داخل مخيم جنين أثناء مداهمة الجيش الإسرائيلي؟
كيف كانت الأوضاع داخل مخيم جنين أثناء مداهمة الجيش الإسرائيلي؟
تصل الرسائل النصية عبر شبكة الهاتف الإسرائيلية، بمعلومات شحيحة جداً، من داخل مخيم اللاجئين في جنين.
يقول أحد السكان الذي تحدث معنا شرط عدم الكشف عن هويته: “لا أجرؤ على الصعود على السطح، خوفا على نفسي من إطلاق النار”.
ويضيف أن جميع الناس في بيوتهم، ولا توجد معلومات عما يجري، والشوارع فارغة.
ويقول لبي بي سي: “أغلب المتواجدين هنا من كبار السن والأطفال، فقد غادر الشباب قبل أن يصل الجيش، والذين لم يخرجوا يتحسرون على سوء حظهم”.
أصبحت جنين التي تنقطع منها الأخبار، محط أنظار وسائل الإعلام.
تخطى قصص مقترحة وواصل القراءة
قصص مقترحة
قصص مقترحة نهاية
وتقول شركة الاتصالات إن شبكة الهاتف الفلسطينية تعطلت، بسبب قطع خطوط الهواتف خلال العمليات العسكرية الإسرائيلية.
ويقول الشخص الذي تحدثنا إليه إن عائلته مازل لديها الماء والكهرباء حتى الآن، وإن متجراً صغيراً لا يزال مفتوحاً لبيع المستلزمات الأساسية، بينما يستمر أزيز الطائرات المسيرة العسكرية في الأجواء.
وأثناء حديثه معنا، سمعنا أصوات رصاصات متفرقة قال إنها من جهة المخيم.
وقال: “نعم، سمعتها أنا أيضا، وتزداد أصوات الطائرات المسيرة”.
وبينما بدت الشوارع مهجورة تماماً، تقدمت جرافة مدرعة نحو أحد مداخل المخيم الرئيسية تحت شمس الظهيرة الحارقة، حين كان أحد السكان يتحدث إلينا.
وسُمع في الليلة السابقة، لعدة ساعات، أصوات انفجارات وإطلاق نار في ممرات المخيم، أفزعت المواطنين، قبل أن تعود الأوضاع للهدوء، بحسب الشخص الذي تحدثنا إليه، والذي أوضح أن عمليات تفتيش ودهم المنازل قد توقفت أيضا.
ويقول إن الأمور “هادئة بشكل غير اعتيادي”.
وأغلق الجيش الإسرائيلي مخيم جنين منذ ساعات ما قبل الفجر من يوم الأربعاء، ضمن عملية عسكرية واسعة طالت العديد من المناطق في الضفة الغربية المحتلة.
ويعد مخيم جنين مركزاً للمسلحين الفلسطينين، وأيضاً يسكنه مدنيون عُزّل، وشهد المخيم معارك عديدة خلال الأشهر الأخيرة، ونفذ الجيش الإسرائيلي عدة مداهمات داخل المخيم للبحث عن المسلحين.
وتتواجد الآليات العسكرية الإسرائيلية في مستشفيين في جنين.
تخطى يستحق الانتباه وواصل القراءة
يستحق الانتباه
شرح معمق لقصة بارزة من أخباراليوم، لمساعدتك على فهم أهم الأحداث حولك وأثرها على حياتك
الحلقات
يستحق الانتباه نهاية
وتتوقف سيارات الإسعاف، ثم تتقدم أو تعود أدراجها وفق تعليمات باللغة العربية تصدر عبر مكبرات الصوت من المركبات العسكرية الإسرائيلية.
وشاهدنا الممرضين ينزلون من سيارة الإسعاف ويفتحون الباب الخلفي للسماح بتفتيشها، وأجبرت مريضتان على النزول من سيارة الإسعاف والتقدم نحو المركبات العسكرية.
وخلفهم، يوجد أكبر الأحياء التجارية في جنين، وكان فارغاً تماماً جراء العمليات العسكرية، كانت الصناديق الفارغة مبعرثة في الطريق، وتُركت طاولات عرض الفواكه مهملة تغطيها أقمشة قطنية رقيقة، وتنتشر رائحة فاكهة المانغو المتعفنة في الشارع المهجور.
فتح محل بقالة صغير أبوابه بعد الظهر، ليقصده من استطاع الوصول إليه.
يقوم ثائر شناعة بتوصيل الغذاء إلى العائلات في الحي الشرقي للمدينة، والذي تمنع القوات الإسرائيلية الوصول إليه، كما يقول.
ويوضح: “المنطقة الشرقية كلها، التي يقيم فيها 20 ألف شخص، مغلقة”.
ويضيف: “سيارات الإسعاف وحدها يمكنها توصيل الغذاء، إذا ذهبنا إلى هناك، سنتعرض لإطلاق النار، هناك مناطق عديدة لا يمكن أن نوصل الغذاء أو الماء إليها”.
ويقول إن زوجته وابنته لا تزالان في مخيم جنين، لأنه لم يتمكن من إخراجهما قبل وصول الجيش الإسرائيلي.
وضيف أنهما “يخافان من فتح الباب، لأن هناك قناصاً يتمركز خارج المنزل”.
وينتظر منير جروان، الذي كان يعمل في البلدية، دوره أيضا لشراء الغذاء.
يقول إنه كان عضوا في الحزب السياسي الرئيسي في الضفة الغربية، وهو حركة فتح، وقضى 6 أعوام في السجون الإسرائيلية بتهمة إطلاق النار على الجيش الإسرائيلي، والانتماء إلى “منظمة معادية”.
ويضيف: “تدعي إسرائيل أنها تسعى إلى وقف الإرهاب، ولكن عندما يقتلون شباباً، يخلفهم آخرون، ولا يمكن الوصول إلى حل”.
ويقول: “لا نقاتل من أجل أن ينتصر طرف على طرف آخر، إننا نقاتل من أجل حقوقنا”.
ومع حلول المساء، سمعنا دوي الانفجارات وإطلاق النار من جديد، من ناحية المخيم.
وبدأت المعلومات تتدفق مرة أخرى، عندما عادت شبكات الاتصال إلى العمل، تحمل معها تفاصيل عن عملية الاقتحام، وهوية القتلى والجرحى.
ومع عودة الأخبار من جنين، إلا أنها آخر شي يريد السكان سماعه هنا.
المصدر: صحيفة الراكوبة