اخبار السودان

كيف قضى اللاجئون السودانيون عيد الأضحى في أوغندا؟

كيف قضى اللاجئون السودانيون العيد في أوغندا، سؤال طرحته (التغيير) على عدد من المقيمين هناك، فأبدوا الكثير من الأسى للحرب التي جعلتهم يبتعدون عن الديار ويفتقدون الأهل وطعم الأعياد!!

كمبالا: فتح الرحمن حمودة

افتقد اللاجئون السودانيون في دولة أوغندا، إلى الجو العام ومظاهر الفرحة بعيد الأضحى المبارك هذا العام، كما كانت داخل البلاد، على الرغم من الظروف السيئة التي فرضتها حرب الجيش والدعم السريع عليها، مرة لأنهم بعيدون عن السودان، ومرة لأن الحرب لازالت تفتك بالمزيد من المدنيين مع دخول عامها الثاني دون اكتراث من الجنرالات، ورغم ذلك إلا أنهم حاولوا الاحتفال على طريقتهم الخاصة والتي إن بدت بعيدة عن المظاهر في مدن السودان، إلا أنها مظهر احتفالي بمناسبة دينية سعيدة على كل حال.

وحاول السودانيون المقيمون في العاصمة الأوغندية خلال هذا العيد خلق أجواء شبيهة بأجواء الأعياد في السودان من خلال التزاور في ما بينهم، وتقديم الأكلات الشعبية السودانية وغيره مما بشبه أجواء العيد في البلاد.

بلا ملامح

عيد الأضحى هو العيد الثاني ليسرى النيل وزوجها وهما خارج الوطن، وعن وعن ذلك قالت لـ(التغيير)، إن العيد أطل عليهم بفقد الأسرة والأهل والجيران وحتى ملامح العيد السودانية مع أصوات الأطفال وتكبيرات المساجد كانت غائبة عنهم.

وأضافت بأن العيد في السودان يمكنك من أن تصل لكل المعارف وتطمئن عليهم بشكل شخصي إلا أن الحرب الحالية جعلتهم حتى بعد الاطمئنان يكونون قلقين على أسرهم وأحبائهم وهو ما يشكل لهم أرقاً وقلقاً مستمراً من المجهول الآتي.

أما الشاب أحمد ياسر الذي غادر البلاد منذ بضعة أشهر من أجل مواصلة تعليمه في أوغندا فقال لـ(التغيير)، إنه على الرغم من تطور تكنولوجيا الإتصالات إلا أن معايدة الأهل والأحباب وهو بالقرب منهم لا يضاهيها أي شعور آخر.

وعلى الرغم من الحرب الدائرة بين الجيش وقوات الدعم السريع منذ 15 ابريل 2023م وحتى اليوم، إلا أن الجو العام الذي مر فيه عيد الأضحى بالسودان هو أكثر ما ينقص اللاجئين خارج البلاد الذين اكتفوا فقط بالاحتفال داخل منازلهم بين أفراد عائلاتهم وأحبابهم وأصدقائهم الموجودين في مدن أوغندا في محاولة لإحياء الشعيرة ومحاكاة الاحتفالات المعتادة بمناسبة العيد.

وقال الأستاذ أبو عبيدة الحلاج المقيم في العاصمة كمبالا لـ(التغيير)، إن الوطن هو الكيان والإرث والقيم والإخاء والمحبة والحنين والعزة والشموخ.

وأضاف أن العيد بالموطن لا يوصف، وأن الحنين يبقى والتمنيات بالعودة وأن يعم السلام والأمان البلاد.

خلق أجواء مشابهة

وكان العيد صعباً بالنسبة للسودانيين اللاجئين والمقيمين بمفردهم فأجواء العيد كانت لديهم عادية وشعروا بفرق كبير لأنهم باتوا يقطنون في بلد غير بلدهم الأم.

وتابع الحلاج، أنه بدعوة الأسر السودانية لهم أيام العيد لم يشعر معظمهم بأنهم بعيدون عن الأهل لحفاوة الاستقبال وكرم الضيافة والبشر والسرور وطيب المعشر والبشاشة، وأكد أن القيم السودانية تظل راسخة رسوخ الجبال.

من جانبه، قال محمد خليل لـ(التغيير)، إن عيد الأضحى هو الثاني له مع أسرته خارج الوطن رغم أنه في العيد الماضي كان هناك أمل في وقف الحرب، لكنه ما زال يستحضر ذكريات العشم والجراح لما يحدث في السودان، وأضاف: “ماف عيد ونحن خارج بلدنا” حد تعبيره.

وشتت الحرب الدائرة بالبلاد السودانيين في دول عديدة من بينها دول أفريقية لاسيما أوغندا التي باتت ملجأ لكثير من الأسر السودانية.

واستقبلت أوغندا الواقعة في شرق أفريقيا، عدداً من اللاجئين السودانيين، بعد وصول حوالي 20 ألف شخص منذ بداية الحرب في أبريل 2023م منهم ثلاثة آلاف في معسكرات اللجوء بحسب آخر إحصائية غير رسمية ذكرها سفير السودان بأوغندا.

ويواجه أغلب اللاجئين ظروفاً اقتصادية سيئة خاصة في المناطق الحضرية في ظل توقف الدعم من المنظمات الأممية، مما اضطر عدداً منهم للبقاء في المخيمات ومعسكرات اللجوء التي تفتقر أغلبها لأبسط مقومات الحياة.

المصدر: صحيفة التغيير

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *