كيف تفاعل رواد وسائل التواصل الاجتماعي مع صور “الأمير النائم” الذي لا يزال في غيبوبة منذ 21 عاماً؟

قبل 41 دقيقة

في مشهد مؤثر أعاد للأذهان قصة لا تزال حيّة في وجدان الكثيرين، تفاعل رواد مواقع التواصل الاجتماعي خلال الأيام القليلة الماضية مع صور نادرة جرى تداولها للأمير السعودي الوليد بن خالد بن طلال، المعروف بلقب “الأمير النائم”، في طفولته، قبل أن يدخل في غيبوبة استمرت حتى يومنا هذا ما يقرب من 21 عاماً.

ونشرت الصور عمته، الأميرة ريما بنت طلال، عبر حسابها على منصة إكس، في منشور قالت فيه “حبيبي الوليد بن خالد، واحد وعشرون عاماً وأنت دائماً حاضر في قلوبنا، وفي قلوب أحبابك بدعواتنا. اللهم اشفِ عبدك الوليد؛ فلا يعلم بضعفه إلَّا أنت يا رب السماوات والأرض.”

وقد تفاعل عدد كبير من رواد وسائل التواصل الاجتماعي مع المنشور، إذ أبدى الكثيرون دعمهم بالدعاء، مستذكرين تفاصيل القصة التي أثرت في قلوب الجميع.

وكان الأمير الوليد قد تعرض لحادث سير مأساوي، عام 2005، أدخله في غيبوبة طويلة لم يستفق منها إلى اليوم. وكان حينها يتلقى تعليمه في الكلية العسكرية، ومنذ تلك اللحظة، أصبح اسمه مقروناً بلقب “الأمير النائم”، كناية عن حالته التي جمعت بين الوجود الجسدي والغياب الواعي.

ورغم محاولات العلاج المكثفة، بما في ذلك زيارة فريق طبي دولي مكوّن من ثلاثة أطباء أمريكيين وطبيب إسباني لمحاولة إيقاف النزيف في الدماغ، لم تسفر تلك المحاولات عن أي تحسن فعلي في حالته.

وتمنّت الدكتورة جيهان، استشارية الصحة النفسية، في منشور لها على موقع فيسبوك الشفاء للأمير وجميع مرضى المسلمين.

وسبق للأمير النائم تحريك أعضاء من جسمه، ففي عام 2019 نشرت الأميرة ريما بنت طلال مقطع فيديو لتحريك الأمير رأسه من الجهة اليمني إلى اليسرى، قائلة ” الحافظ القادر الرحمن الرحيم.. الوليد بن خالد يحرك رأسه من الجهتين، يارب لك الحمد والشكر”.

وما يميز قصة الأمير الوليد ليس فقط مدتها، بل التزام عائلته، وتحديداً والده الأمير خالد بن طلال، بالاهتمام به طوال هذه السنوات، إذ رفض مراراً فصل أجهزة الإنعاش عنه، مؤمنا بأن “الله وحده من يهب الحياة ويسلبها”، وهو ما ألهَمَ الكثيرين الصبر والثقة والتمسك بالأمل.

ولعل أكثر ما يثير الاهتمام في قصة الامير الوليد هو كيف تحوّل “الأمير النائم” من مجرد حالة طبية إلى رمز إنساني يلامس قلوب الناس، فكل صورة جديدة، وكل دعاء صادق، يعيد إشعال نور الأمل في قصة لم تُكتب نهايتها بعد.

ولم تتباين ردود الفعل على الصور الأخيرة، بل كانت كلها مليئة بالدعاء، والذكريات، ورسائل الدعم، خاصة من جيل جديد لم يعايش بداية القصة ولكنه تعرّف عليها من خلال المنصات الرقمية.

من هو الأمير الوليد بن خالد بن طلال؟

وُلد الأمير الوليد بن خالد بن طلال آل سعود في أبريل/ نيسان عام 1990، وأكمل في الثاني والعشرين من شهر أبريل/ نيسان الجاري 36 عاماً، قضى منها 21 عاماً في الغيبوبة.

وهو أحد أفراد العائلة المالكة في المملكة العربية السعودية. وهو الابن الأكبر للأمير خالد بن طلال، شقيق رجل الأعمال المعروف الأمير الوليد بن طلال.

وكان طالباً في الكلية العسكرية في عام 2005 عندما تعرّض لحادث سير مروع أدخله في غيبوبة دائمة حتى اليوم.

نال لقب “الأمير النائم” بسبب استمراره في هذه الحالة لأكثر من عقدين، وأصبح بحسب محبيه رمزاً للقصص الإنسانية التي جمعت بين الأمل، والإيمان، والصبر الطويل، خصوصاً من عائلته التي رفضت الاستسلام لحالته رغم مرور السنوات.

وعلى الرغم من حالته الصحية، لا زال الأمير الوليد حاضراً في وجدان السعوديين، إذ تُعد قصته من أبرز القصص التي لامست قلوب الناس، لما تحمله من معاني الوفاء والإصرار على الحياة.

والده الأمير خالد بن طلال بن عبد العزيز آل سعود، المولود عام 1962، وهو الابن الثالث للأمير طلال بن عبد العزيز آل سعود.