اخبار السودان

كيان فجر الاستقلال والحرية

كــــفاح

بيـــان (1)

 

في هذه الحرب ، يتهيأ السودان الوطن الواحد للانقسام ، لذلك تداعت جهود بعض بناته الوفيات وأبناءه الأوفياء ، لعبور تحدي بقاء كيان الدولة الواحدة ، ومواجهة خطر مؤامرات عملاء الداخل والخارج ، والولوج إلى مرحلة الاستقلال الحقيقي لبلادنا التي ظلت حبيسة سجون النخب السياسية، وأسيرة للقادة العسكريين منذ خروج البريطانيين ، ووجوب تمتع جميع سكان السودان بالحريات المكفولة لهم كمواطنين متساويين في الحقوق والواجبات ، مثلهم مثل غيرهم من مواطني البلدان التي تجاوزت مرحلة الكبت والظلم والطبقية ، والتي مزقت الدساتير الظالمة المشجعة على مبدأ المواطنة ذات الدرجات الثلاث ، وانفكت من براثن التآمر الدولي والمشاريع الإقليمية ، التي لا هدف لها سوى جر بلادنا لمزيد من التناحر الداخلي والتباغض الجهوي والعرقي.

تعلن “كـــفاح” عن حتمية بزوغ فجر جديد للاستقلال الحقيقي والحرية المنتزعة لا الممنوحة ، تتآلف فيه قلوب السودانيات والسودانيين ، لتأسيس مشروع للكفاح الوطني يهدف للاستقلال المنشود والحقيقي لا الزائف الاستقلال الضامن لحرية الشعب والخلاص من الخضوع للأجندة الاستغلالية ، وصونه من الفردانية والأحادية ، التي كرّست لها النخب والأحزاب والتنظيمات والحركات المسلحة وجنرالات العسكر ، والخروج الكامل من نفق المحاور الإقليمية والعبودية الدولية غير العادلة.

وفي سبيل تحقيق كل ما تقدم ، عقدت مجموعة واعية ومستنيرة ومستقلة ، من أبناء الوطن الأوفياء وبناته الوفيات ، العزم على تأسيس هذا الكيان الشامل “كـــفاح” ، للكفاح والمقاومة المدنية لدحر الاستعمار الذي مازال مستمراً ، ومتحكماً في مفاصل الدولة السودانية منذ الاستقلال الزائف قبل تسع وستين عاما ، لتضع “كفاح” النقاط على الحروف ، وذلك بإعلان السودان مستعمرة ما زالت ترزح تحت نير القوى الإقليمية ، ويجب تحريرها من قبضة المستعمرين الجدد.

وعليه فإنّ “كـــفاح” تدعوا للآتي :

1 فتح الباب على مصراعيه لانضمام كل سودانية وسوداني يؤمن بأن وطنه مازال مختطفاً داخل أروقة المؤسسات الإقليمية والدولية ، وأن ثرواته تنهب على مدى سبعين عاما ، بتسهيل وتحكم من العملاء والمرتزقة من حكامه ، ويقر بضرورة الدفع الجماعي وتضافر الجهود الكلّية باتجاه تحرير البلاد من وكلاء المستعمر في الداخل ، ثم الشروع في التوافق على عقد اجتماعي يؤسس لمواطنة يتساوى تحت ظلها الجميع في الحقوق والواجبات.

2 إغلاق أبواب الفرز الجهوي والعرقي وإغلاق باب الهواء المسموم، ومنافذ الكراهية القبلية والطائفية والدينية والثقافية ، وفتح جميع مسارات التلاقي السوداني التلقائي، العامل على توحيد الرؤى السياسية الوطنية والالتفاف حول الهدف الأسمى ، وهو الحفاظ على استقلال ووحدة البلاد وسلامة أراضيه ، والحرص على حياة سكانه وحمايتهم من خطر الانقسام الداهم.

3 مطالبة الشعب السوداني الأبي للاصطفاف مع أجندة “كـــفاح”، ودعمها من أجل تحقيق الوحدة والتضامن ، ليس من أجل سودان (يسع الجميع) وحسب ، وإنّما للوصول إلى تأسيس وطن يملكه الجميع ، لا يشعر فيه كائن من كان بالتهميش والاستصغار والقهر والتجويع ، والتعذيب والتجريد من الهوية الوطنية (التشكيك في الانتماء الوطني) ، وعلى شعبنا الانتباه لما يحاك بحقه في الإعلام المغرض والموجّه ، من الدوائر الخارجية والداخلية ، التي تدّعي كذباً ونفاقاً الوقوف إلى جانبه ، وعليه قطع الطريق امام أي مسعى غير وطني ، يسهم في تشريده وتدمير بنيته التحتية، إرضاءً لمن ظل ينهب ثرواته طيلة سنوات (الاستقلال).

4 تدعو “كـــفاح” جميع السودانيات والسودانيين ، إلى مقاطعة كل الأحزاب والتنظيمات السياسية والعسكرية، والوقوف صفاً واحداً مع “كـــفاح” ، لتكون هي نبض الشارع ، وضمير الناس القاطع بوجوب الاستقلال والحرية ، وقادة “كـــفاح” يجتمعون على كلمة سواء ، لا تخرج هذه الكلمة عن تحقيق استقلال السودان (الاستقلال الحقيقي) ، وليس الصوري، الذي خدعتنا به النخب السياسية والأحزاب المرتهنة للخارج وضباط الانقلابات العسكرية لأكثر من ستة عقود.

سوف يعيش السودان حراً مستقلاً

 

 

المصدر: صحيفة الراكوبة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *