كولومبيا إلى جامعة من العالم الثالث
كما تابعتهم في الأيام القليلة الماضية تضامن طلاب جامعة كولومبيا في نيويورك مع أهل غزة طالبوا بإيقاف العدوان الإسرائيلي عليها.
جامعة كولومبيا تعتبر واحدة من أقدم وأعرق
الجامعات في الولايات المتحدة الأمريكية ، تأسست في عام 1754م. تقع في مدينة نيويورك وتتميز ببرامجها الأكاديمية المتميزة في مختلف التخصصات بما في ذلك القانون، والطب ، والعلوم الاجتماعية ، والهندسة ، والفنون الجميلة ، وغيرها
ومن أشهر العرب الذين عملوا في جامعة كولومبيا البروفيسور إدوارد السعيد (1935م 2003م) المفكر الفلسطيني المعروف. ولابد أنه لم يكن أن يتخيل مجرد خيال مثل هذه المآسي الإدارية.
في ٢٠٢٣م تولت الخبيرة الأكاديمية والسياسية الاقتصادية مصرية الأصل نعمت شفيق رئاسة جامعة كولومبيا. وهي أول سيدة تتولى هذا المنصب. ولدت نعمت شفيق في الإسكندرية كما تقول سيرتها الذاتية َوهاجرت أسرتها إلى الولايات المتحدة في الستينيات من القرن الماضي. حققت شفيق نجاحات ملحوظة حيث كانت أصغر من تولى منصب نائب رئيس البنك الدولي ثم مديرة لمدرسة لندن للاقتصاد أشهر المؤسسات التعليمية في مجال الاقتصاد.
بدأت الاحتجاجات في جامعة كولومبيا في17 أبريل 2024م ، عندما أقام الطلاب المؤيدين للفلسطينيين مخيمًا مكونًا من حوالي 50 خيمة في حرم الجامعة ، أطلقوا عليه اسم مخيم التضامن مع غزة ، مطالبين الجامعة بسحب علاقاتها مع إسرائيل.
جرت مفاوضات بين الطلاب وإدارة الجامعة في الأيام الماضية لإقناع الطلاب بفض اعتصامهم ولكنها باءت بالفشل. فما كان من إدارة الجامعة أن استدعت الشرطة لفض الاعتصام وإخلاء إحدى أكبر قاعات الجامعة بالقوة الجبرية حيث تمكنت الشرطة من الدخول إلى القاعة واعتقال وترحيل عدد غير معروف من الطلاب تجاوز الخمسين طالبا وفقا لتقارير إعلامية. أعضاء هيئة التدريس بالجامعة عبروا عن عدم رضاهم للطريقة التي فض بها الاعتصام.
احتجاجات الطلاب في جامعة كولومبيا َالتي امتدت إلى العديد من الجامعات الأمريكية أخرجت من الذاكرة الأمريكية احتجاجات الطلاب إبان الحرب الأمريكية في فيتنام. ومن القضايا التي صاحبت هذه الاحتجاجات مسألة معاداة السامية. كما اهتم بعض المحللين بتأثير الاحتجاجات على الانتخابات الأمريكية القادمة.
من المحزن أن يفض اعتصام جامعة كولومبيا في يوم يحمل ذكرى عزيزة على الثوريين في جميع أنحاء العالم ألا وهو عيد العمال في الأول من مايو الذي يصادف اليوم الأربعاء. وعيد العمال كان أيضا نتيجة الاحتجاجات العمالية في الولايات المتحدة الأمريكية المطالبة بتحديد ساعات عمل اليوم ب 8 ساعات.
لا نود أن نختم أن خلفية مديرة جامعة كولومبيا “العالمثالثية” هي التي أدت إلى الأزمة الحالية لكن يبدو أن المعالجة التي انتهجتها ليست بعيدة عن معالجات البنك الدولي وصندوق النقيدان الدولي ومؤسسات الليبرالية الجديدة التي برزت فيها.
المصدر: صحيفة الراكوبة