«كنداكات» بلغن القمة.. نماذج نجاحات عالمية للمرأة السودانية
على الرغم من المعاناة الكبيرة التي تجابهها المرأة السودانية؛ إلا أنها تقاتل بشكل يومي في العمل والدراسة وسط مجتمع يعاني من اختلالات كبيرة في مجال عدم المساواة بين الجنسين.
الخرطوم: التغيير: أمل محمد الحسن
تواجه النساء في السودان العديد من التحديات في بلد تحتل المرتبة 172 في مؤشرات التنمية عالميا حسب التقارير الأممية.
ذلك بجانب معاناته من ويلات الحروب والاقتتال القبلي لسنوات طويلة ما القى بالمزيد من الأعباء على عاتق النساء، خاصة في معسكرات النزوح واللجوء.
لا يزال العنف الجنسي ضد المرأة يمثل مشكلة رئيسية للمرأة السودانية
وعلى الرغم من المعاناة الكبيرة التي تجابهها المرأة السودانية؛ إلا أنها تقاتل بشكل يومي في العمل والدراسة وسط مجتمع يعاني من اختلالات كبيرة في مجال عدم المساواة بين الجنسين.
لا يزال العنف الجنسي ضد المرأة يمثل مشكلة رئيسية، فبحسب تقرير للأمم المتحدة صدر في أغسطس 2021، هناك أعدادًا كبيرة من حوادث العنف المنزلي والجنسي في المنازل.
إضافة إلى العنف الجنسي الأسري ضد النساء، في الوظائف غير الرسمية، والنساء النازحات واللاجئات خارج المخيمات، والأطفال في المدارس القرآنية، والأشخاص ذوي الإعاقة.
عوضا عن الزيجات القسرية والمدبرة وزواج الأطفال؛ وتشويه الأعضاء التناسلية الأنثوية (ختان الإناث)؛ وتقييد الوصول إلى الموارد المالية والفرص التعليمية، بحسب موقع فريدوم هاوس.
مكاسب الثورة
مثلت مشاركة النساء في مواكب ثورة ديسمبر التي أسقطت نظام المخلوع البشير في 2019، الهاما كبيرا للعالم أجمع، ووجدت التحية والاشادة من قادة الدول مثل رئيسا فرنسا وامريكا.
عقب ثورة ديسمبر حدث تحول في المناصب والحقائب الوزارية التي تقلدتها المرأة
وانتشر خلال الثورة إطلاق لقب “كنداكة” على المرأة السودانية، وهو لقب كانت يُطلق الملكات السودانيات اللواتي حكمن قبل آلاف السنوات.
وعقب ثورة ديسمبر حدث تحول في المناصب والحقائب الوزارية التي تقلدتها المرأة؛ فحصلت لأول مرة في تاريخ السودان على مقعد وزارة الخارجية ومقعدين ضمن حكام الولايات ومجلس السيادة الذي ضم سيدتان.
وهذه مكاسب اعتبرتها الحركة النسوية السودانية “زهيدة” مقابل التضحيات الجسام التي تقدمها النساء في المجتمع.
حيث لم تكن هناك مشاركة واسعة في عمليات التفاوض وتشكيل الحكومة الانتقالية وعمليات التفاوض لاتفاق سلام جوبا وغيرها من القضايا التي دفعت النساء فيها الثمن الاغلى.
اشراقات عالمية
النساء في السودان برزن في الكثير من المجالات العلمية والفنية والانسانية؛ مع كافة الظروف المعقدة المحيطة بهن.
وبالنسبة للنساء السودانيات اللاتي وجدن فرصا عالمية في الدراسة والعمل؛ فقد وصلن لأرفع المناصب العلمية والسياسية والاكاديمية والفنية والرياضية، وغيرها من المجالات.
الأمر الذي يؤكد أن المرأة السودانية حال توفرت لها ظروف المساواة والبيئة المتفهمة والفرص، ستكون نجاحاتها بلا حدود.
السياسية: مزاهر صالح
مزاهر صالح، مهاجرة من السودان تعد أول سيدة مسلمة سودانية تحصل على منصب نائب عمدة ايوا سيتي الامريكية بالانتخاب.
وقبل هذا المنصب كانت عضوا في مجلس المدينة، وهو منصب حصلت عليه بسبب العمل المتصل في خدمة الاقليات وقضاياهم في الولايات المتحدة الأمريكية.
وقالت “مزاهر” في مقابلة مع وسائل إعلام سودانية سابقا إنها كانت مرشحة مقابل سيدة أمريكية درست كافة مراحلها التعليمية بـ (ايوا) لكن الناخبون منحوها صوتهم.
مزاهر صالح، أول سيدة مسلمة سودانية تحصل على منصب نائب عمدة في مدينة امريكية
ولم يكن هذا الاختيار في البلد التي تمثل رمزا للديمقراطية قد أتى من فراغ؛ كانوا اينما توجهوا يجدوا السيدة السودانية أمامهم مناصرة لقضايا الاقليات والمهمشين وراعية لحقوقهم.
وكانت “مزاهر” قد درست الهندسة بجامعة السودان، ثم هاجرت لامريكا لتعمل في مهن اضطرارية أول حياتها، لدوامات تصل إلى 12 ساعة في اليوم، قبل أن تؤسس مجال الأعمال الخاص بها.
وبعد أن تطورت في مجال الأعمال اختارت تغيير مكان إقامتها والانتقال لايوا سيتي من احل دراسة تخصص طبي حازت فيه على أعلى الدرجات العلمية.
قبل أن تنتقل لممارسة السياسة التي بدأتها بقضايا المهمشين والمهاجرين، متدرجة حتى حصولها على منصب نائب عمدة المدينة في العام 2020.
الفيزياء والفضاء: وداد المحبوب
ألغت السيدة وداد المحبوب، الصورة الذهنية العالمية حول عدم تفوق النساء في مجالات مثل الفيزياء وعلوم الفضاء، وتصنف على انها اول سيدة على مستوى الدول العربية تحصل على مناصب علمية واكاديمية رفيعة في الولايات المتحدة الأمريكية.
حيث شغلت منصب بروفيسور في علوم الفيزياء والرياضيات التطبيقية في جامعة هامبتون.
ولدى “المحبوب” براءة اختراع لدى وكالة ناسا مختصة ببحوث في الرياضيات استخدم للكشف عن المعادن والاوكسجين على كوكب المريخ، طبقاً لموسوعة ويكيبيديا.
أبرز النساء العربيات
اختار برنامج الأمم المتحدة للسكان مجموعة من النساء اعتبرهن الأبرز عربيا في الابداع والتميز اثناء جائحة كورونا في العام 2020.
وجاءت البداية مع الشابة السودانية فاطمة جمعة خميس، التي وصفها تقرير الأمم المتحدة بـ” امرأة تحفل مسيرتها في الحياة بالكثير من الأمثلة الملهمة، بدءا من كسرها لقيود عديدة فرضها مجتمعها بشأن تعليم الفتيات، مرورا بدراسة تخصص “يهيمن عليه الرجال”.
فاطمة خميس، المرأة الوحيدة العاملة في مجال التكنولوجيا اللاسلكية في البعثة الأممية أفريقيا الوسطى
فاطمة خميس، مهندسة سودانية تعمل مع بعثة الأمم المتحدة في جمهورية أفريقيا الوسطى، فعلى غير العادة بالنسبة للكثيرات من بنات جيلها، اختارت دراسة هندسة الكمبيوتر في وطنها السودان، قبل الالتحاق ببعثة الأمم المتحدة في جمهورية أفريقيا الوسطى للعمل كمهندسة اتصالات.
نشأت فاطمة خميس، في قرية كان التعليم فيها يعد “حصريا على الذكور”، وكان الناس يعتقدون أن تعلم القراءة والكتابة كافيا جدا بالنسبة للبنت لكي تؤدي دورها في الحياة، على حد تعبيرها.
في حوار مع المهندسة فاطمة خميس، روت قصتها، وكيف يبدو العمل في جمهورية أفريقيا الوسطى باعتبارها المرأة الوحيدة العاملة في مجال التكنولوجيا اللاسلكية في البعثة الأممية هناك، بحسب موقع الأمم المتحدة.
مطربة سودانية في باريس
من النماذج الفنية السودانية التي مارست الغناء في دول أوربية، هند الطاهر، وهي سيدة من ولاية الجزيرة درست اللغة الفرنسية وسافرت إلى فرنسا وتزوجت من عازف موسيقى فرنسي.
تمت استضافتها من قبل في قنوات محلية هي وزوجها، ما يؤكد ارتباطها بالسودان وعدم انقطاعها عنه.
تؤدي هند الطاهر، العديد من الأغنيات السودانية، في باريس ويقف بقربها زوجها الفرنسي
كما تؤدي هند الطاهر، العديد من الأغنيات السودانية، ويقف بقربها زوجها الفرنسي الذي يقوم بالعزف لها، بإضافة تنوع وتجديد في الألحان السودانية.
وقالت في لقاءات صحفية مختلفة إن زوجها دفعها لدراسة تقنيات الصوت، وشكلا معا فرقة موسيقية متجانسة.
التنمية الإجتماعية والإقتصادية
من ناحيتها مثلت الشابة، عبير إبراهيم، النموذج الذي اخترناه في مجال التنمية الإجتماعية والإقتصادية، كقائدة نسائية وشبابية في الصحة العالمية.
حيث تم تعيينها كمستشار في هيئة الصحة والسلامة في المناطق الريفية في تنزانيا في العام 2014.
وعملت “عبير” بشكل وثيق مع الحكومة المحلية والوطنية لتصميم بعض التداخلات التي ترمي الى إصلاح القطاع الصحي وخلق مساحة شاملة للنساء مع التركيز على تمكين المرأه اقتصادياً واجتماعياً.
كما ساهمت في تعزيز الحوار المحلي والعالمي حول النوع (الجندر) للأجيال القادمة ودور المرأه في التنمية.
كذلك ساهمت محليا، في بناء مدرسة لـ 540 فتاة محرومة في المناطق الريفية في السودان، كما أطلعت مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة على أهمية تعليم الفتاة حيث أن المقدر كعدد من اطفال السودان الذين لم يحصلو على التعليم الإبتدائي بلغ 3.9 مليون في العام 2018.
وفي وقت لاحق أطلعت رؤساء الحكومات في قمة الكومنولث الإفريقية حول الشمول والحوكمة الجيدة.
كانت هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها دعوة ممثل من السودان للتحدث في هذه القضية أمام الكومنولث.
المصدر: صحيفة التغيير