فرق اللجنة منتشرة في المناطق المحيطة، حيث يتنقل النازحون داخلياً في اتجاهات متعددة، لافتاً إلى وجود قوي للّجنة في منطقة طويلة، التي من المقرر أن تقدم فيها خلال الساعات المقبلة مساعدات نقدية لـ 75 ألف شخص، وفقاً لمديرها الإقليمي.

نيروبي: التغيير

قال المدير الإقليمي للجنة الدولية للصليب الأحمر في أفريقيا، باتريك يوسف، إن كل يوم يمر دون تمكين منظمته من الوصول إلى مدينة الفاشر يُعد “يوماً ضائعاً”، مؤكداً أن الحاجة لا تقتصر على تقديم المساعدات والانسحاب، بل تتطلب تقييماً مباشراً للوضع والاستماع للسكان حول ما عانوه خلال الأشهر الماضية.

وخلال مؤتمر صحفي عقده في جنيف الثلاثاء، أوضح يوسف أن اللجنة الدولية للصليب الأحمر كانت تدق ناقوس الخطر منذ أشهر بشأن تدهور الأوضاع في الفاشر، مضيفاً أن الوضع في المدينة وما حولها بات “مأساوياً للغاية”.

وأشار إلى أن فرق اللجنة منتشرة في المناطق المحيطة، حيث يتنقل النازحون داخلياً في اتجاهات متعددة، لافتاً إلى وجود قوي للّجنة في منطقة طويلة، التي من المقرر أن تقدم فيها خلال الساعات المقبلة مساعدات نقدية لـ 75 ألف شخص، إضافة إلى توفير الإمدادات الطبية الأساسية ودعم المستشفى الذي تديره منظمة أطباء بلا حدود.

وأكد يوسف الحاجة إلى “مساحة إنسانية مناسبة” تمكّن الفرق الإنسانية من التواصل المباشر مع السكان، قائلاً: “لسنا منظمة خيرية، ولا الأمم المتحدة. نحن بحاجة إلى الجلوس مع الناس لفهم مدى معاناتهم، تماماً كما نفعل الآن في طويلة”.

وأشاد بالجهود “الشجاعة” التي يبذلها متطوعو جمعية الهلال الأحمر السوداني، الذين فقدت الجمعية 27 منهم منذ بداية الحرب.

ورغم التركيز الدولي على الفاشر حالياً، شدد يوسف على ضرورة تبني “نهج يشمل السودان بأكمله”، مضيفاً: “لا تنخدعوا. الفاشر اليوم، بالأمس كانت الجزيرة، وقبلها أم درمان والخرطوم”.

وأشار إلى أن اللجنة الدولية تتواصل مع جميع أطراف الصراع، إلى جانب المجموعة الرباعية التي تضم الولايات المتحدة والإمارات والسعودية ومصر، مرحّباً بالدور الأوسع للاتحاد الأفريقي “لكسر حلقة الحرب”.

وأعرب عن أمله في التوصل إلى وقف لإطلاق النار يسمح بدخول مزيد من المساعدات الإنسانية.

وأوضح يوسف أن الأزمة في السودان “لم تُنسَ، بل أُهملت تماماً”، مؤكداً أهمية ربط السلام باحترام المدنيين، معتبراً أن هذا الاحترام “يحيلهم من ضحايا إلى عوامل تغيير إيجابي”.

المصدر: صحيفة التغيير

شاركها.