اخبار السودان

كرتي وياسر العطا: متسابقان على مضمار السلطة والمال..!

رمضان كريم.. وهناك قول مأثور فحواه: (ألسنة الخلق أقلام الحق)..ولكن مع جماعة الانقلاب والكيزان يمكن أن تنقلب هذه الحكمة رأساً على عقب وتصبح (ألسنة البرايا كاشفة النوايا) وها نحن أصبحنا في خضم هذا البلاء العظيم والامتحان الكبير نسمع هذه (المهارشة) من “ياسر العطا” من جهة ومن “علي كرتي” من جهة أخرى…(كلا الرجلين هرّاشٌ ولكن/ شهاب الدين أهرش من أخيه)..!!

ما هي الحكاية..؟! ياسر العطا جرياً على طبيعته الساذجة والمتهوّرة كشف عن المستور..وقال انه لن يسلم السلطة للمدنيين والقوى السياسية..! وهو يتحدث دائماً (في العلن) بما يدور بين الكيزان (سرّاً) ..! وهذه التطوع بإفشاء الشمارات من (التسخير اللطيف) لبعض مخلوقات الله..على طريقة الأحاجي السودانية (يا فرطوق صنقع فوق…شن بتشوف..بشوف القوم…قوم منو..؟ قوم عدلان..يا عدلان..إلخ)..! ومن الخير أن ينطق أحد الانقلابيين بما يخفيه الكيزان…!!

ياسر العطا لا يعرف حتى (فن الخبث) وحصافة المُكر..فهو لا يفرق بين (حديث التآمر) الذي يُقال سراً وبين ما يمكن أن يتم الإفصاح عنه جهراً.. لقد سبق أن كشف ياسر العطا عن الغضب الكيزاني على الإيقاد وعلى الرئيس الكيني والرؤساء الأفارقة وأطلق عبر الهواء من جرابه الفارغ عباراته السقيمة المنفلتة من عينة (كان انتو رجال تعالوا بي جاي)..!

وهو الآن يكشف حقيقة هذا الحرب الموجهة لإجهاض الثورة وعودة الكيزان واستئثار الانقلابيين بالسلطة..هذا هو هدف الحرب الحقيقي والأوحد..وليس مواجهة الدعم السريع أو البطيء..!!

مشكلة الانقلاب والكيزان والبرهان والعطا هي مع الثورة ..وقد بان المستور..!

ماذا يملك ياسر العطا من السلطة حتى يقول انه لن يسلمها للمدنيين..؟! سلطة الخراب والخرائب والبوم..! وحتى هذه لا يملكها العطا ..فهو قد طلب قبل يومين من قوات الدعم السريع (في خطاب ودي وعبارات لينة) أن تغادر الخرطوم وتخرج من دارفور وكردفان والنيل الأبيض والجزيرة وسنار (هذا على سبيل المثال ولم يذكر العطا كل المناطق خارج سيطرة الجيش)..!

فماذا بقى لياسر العطا من سلطة لا يريد أن يتنازل عنها للمدنيين..؟! أنت يا رجل هارب من مكتبك في القيادة العامة ولم تستطع العودة إليه..فلماذا تبادر بـ(المقابحة) وإعلان حرمان الآخرين من شيء ليس في حوزتك…هل أنت تبخل بالعدم والكدم..!

هل يريد ياسر العطا كما أدعى أن يصنع جيشاً وطنياً مهنياً وهو يقوم بتخريج جنود لمليشيا لا علاقة لها بالجيش الوطني..مليشيا لها اسمها وأصحابها وأهدافها..ثم يقول انه يحارب مليشيا الدعم السريع..؟! ما هو الفرق بين مليشيا ومليشيا..؟! هل هناك طعنة في ظهر شرفاء الجيش أكثر من هذه الطعنة..؟!

وهل هناك (خيبة) أبلغ من الخيبة التي تجعل نائب القائد العام للجيش السوداني يقف بأزبليطاته الحمراء مزهواً منتفخاً بتدشين جنود لمليشيا (إيديولوجية أو تجارية) يزيد بها من عدد المليشيات التي تحمل السلاح وتنافس الجيش الذي هو في كل الدنيا المحتكر الأوحد للقوة الجبرية..!

كيف تكون هناك خيبة وعيبة أسوأ من احتفاء كبار قادة القوات المسلحة السودانية بصبيان أغرار من الكيزان ينعمون عليه بالنياشين ويفرشون لهم البساط الأحمر..بل أصبح هؤلاء الصبيان المراهقين الجاهلين يأمرون فيطاعون..!

**

أما السيد (علي كرتي) صاحب (الـ 99 قطعة ناصية) عن طريق الحيازة الفاسدة خارج نطاق القانون فقد قال: لن نقبل هدنة ولن نرضى بإيقاف الحرب ..!

والسؤال هو عندما يقول كرتي لن نقبل ولن نوافق ولن نوقف الحرب..باسم مَنْ يتحدث؟

هل يتحدث باسم الجيش..؟

هل يتحدث باسم الإنقاذ..؟

هل يتحدث باسم المؤتمر الوطني المقبور..؟

هل يتحدث باسم الكيزان..؟

هل يتحدث باسم حركتهم الاسلامية..؟!

هل يتحدث باسم الانقلاب..؟

هل يتحدث باسم التنظيم العالمي للإخوان..؟!

هل هو طرف في الحرب..؟!

عندما تقول: لن نوقف الحرب معنى ذلك أنك تحارب الآن..!!

**

صعب أن يقنع كرتي أحداً من الناس بأنه يعمل من أجل المصلحة العامة وإقامة الشرع..مع حيازة 99 قطعة ارض في بلد كان يعيش فيه 4 ملايين بين معسكرات النزوح واللجوء..!!

هل تعرف ما هي دوافع كرتي التي قال إنه يستند عليها في رفض إيقاف الحرب..؟!

يريد كرتي أن يصدقه الناس بأنه حزين على:

عدم وصول المساعدات الإنسانية للمتضررين..

وعلى تدمير المؤسسات العدلية والقانونية..

وعلى نهب وتدمير ممتلكات المواطنين..

وعلى اغتصاب النساء وإرهاب المواطنين..

وعلى سرقة أموال الناس وطردهم من ديارهم..

وعلى إفقار المواطنين وتعريضهم للجوع..!

هل هذه اعتراضات كرتي رجل الدفاع الشعبي للكيزان…أم هي فقرات من (برنامج الإنقاذ الثلاثيني)..؟!

هذا هي مواقف وتصريحات “ياسر العطا وعلي كرتي” وآخر ما أعلناه من تهديد للشعب بالاستمرار في القتل والتخريب..ولا تسأل أين البرهان..فهو بين غفوة الغيبوبة ويقظة الأوهام وكوابيس الأحلام..!!

لا حول ولا قوة إلا بالله..الله لا كسّبكم…!

 

المصدر: صحيفة الراكوبة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *