تأمُلات
كمال الهِدَي
توقفت في الجزء السابق من قصة (كديس رواندا) عند ترتيبات الشحنة التي اتفق عليها الثلاثة: صاحبنا، قريب صاحبنا والكديس.
بعد تأسيس الشركة (دنين للتجارة) تم الاتفاق على توريد حاوية كبيرة من الصين تتضمن عدداً مهولاً من الشاشات الذكية وبعض الإلكترونيات الأخرى بأعداد أقل.
. ولما كان صاحبنا بعيداً عن رواندا فقد اعتمد على ترتيبات قريبه مع الكديس.
. وبدا من مناقشات قريب صاحبنا والكديس مع صاحبنا التي استغرقت أشهراً عديدة أنهما درسا السوق الرواندية جيداً، أو هكذا خُيل لصاحبنا لأنهما كانا يحددان له عدد وسعر كل حجم من الشاشات والمواصفات بعناية، أو هكذا توهم صاحبنا.
و بما أن الاتفاق قضى بأن يتحمل قريب صاحبنا والكديس مصاريف الجمارك ومهام التسويق مع تقسيم نفقات المعرض الذي كان متفقاً على افتتاحه هناك فقد زادت ثقة صاحبنا في حسن اختيارهما لسلع مطلوبة في السوق الرواندية وبدا متأكداً من حسن تسويقهما بعد أن قالا له مراراً أن لديهما طلبيات بأعداد كبيرة، وعبرا عن توقعاتهما بأن تصبح الشركة وكيلاً لنوع الشاشات التي تضمنت مواصفة خاصة ( مُقاوِمة للكسر) .
لكن سُرعان ما بدأ الخذلان بمجرد وصول الحاوية للعاصمة كيغالي.
. صحيح أن الكديس تكفل بقيمة الشاحنة التي جلبت الحاوية من ميناء دار السلام بتنزانيا إلى كيغالي، لكن قريب صاحبنا والكديس لم يلتزما بفتح المعرض الذي دفع صاحبنا نصيبه فيه كاملاً (٥٠٪)، ٣ ألف دولار، بينما لم يدفع قريب صاحبنا والكديس دولاراً من ال ٥٠٪ المتبقية التي كان من المفترض أن تكون مناصفة بينهما.
وفي لحظة وصول الحاوية للميناء الجاف بمدينة كيغالي تفاجأ صاحبنا بعدم تحرك قريبه من شقته، وتواجد بالميناء لحظة استلام البضاعة الكديس بمفرده، بينما تابع العملية قريب صاحبنا (المتواجد بكيغالي وقتها) وصاحبنا من خارج رواندا عبر مكالمة فيديو.
. وبالإضافة لعدم افتتاح المعرض المتفق عليه لم يفِ قريب صاحبنا والكديس بدفع تكاليف الجمارك، باستثناء عدد محدود من الشاشات وبقية السلع البسيطة، لذلك ظلت غالبية الشحنة داخل الميناء لأشهر عديدة حتى اضطُر صاحبنا بعد ذلك إلى إرسالها ليوغندا بعد دفع مبالغ ضخمة للجمارك لم تكن ضمن خطته ولا ميزانيته، الشيء الذي أدخله في مشاكل مالية حادة.
وما ضاعف من حجم الضرر الذي لحق بصاحبنا هو تداخل مشروع آخر مع مشروع الحاوية مع ذات الشخصيتين، وهو مشروع تضمن احتيالاً كامل الدسم، وهذا ما ستتعرفون عليه في الجزء القادم من هذه السلسلة بإذن الله.
[email protected]
المصدر: صحيفة الراكوبة