إعداد: فريق تحرير الراكوبة
في تصريح جديد، دعا رئيس الوزراء المعيّن كامل إدريس الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش لاتخاذ إجراءات عاجلة لرفع الحصار عن مدينة الفاشر، شمال دارفور، مشيرًا إلى معاناة المدنيين جراء شح الإمدادات الإنسانية.
لكن هذا التصريح يفتح الباب واسعًا أمام تساؤلات جوهرية: كيف يطالب الجيش عبر رئيس وزرائه بإيصال المساعدات إلى الفاشر، بينما كانت طائراته الحربية قبل أيام فقط تقصف قافلة مساعدات إنسانية في مليط شمال دارفور، كانت تحمل الغذاء والدواء للأطفال والأسر الجائعة؟
الحادثة، التي وثقتها منظمات دولية وأثارت إدانات واسعة، أظهرت ازدواجية واضحة في خطاب الجيش: فهو يرفع شعار حماية المدنيين حين يخدم ذلك مصالحه العسكرية، بينما لا يتردد في استهداف القوافل الإنسانية إذا كانت وجهتها مناطق خارج سيطرته.
المراقبون يرون أن ما جرى في مليط يفضح الطابع الحقيقي لاستراتيجية الجيش، التي لا تختلف في جوهرها عن ممارسات الحركة الإسلامية التي سيطرت على مؤسساته لعقود: استخدام التجويع كسلاح حرب، ورفع الشعارات الإنسانية كغطاء سياسي وإعلامي.
تصريح كامل إدريس، بدل أن يخفف من هذا التناقض، زاد من حدة الأسئلة حول مصداقية الحكومة المعيّنة، التي تبدو أقرب إلى ترديد رواية الجيش وتغطية جرائمه، أكثر من كونها تبحث عن حلول حقيقية لمعاناة المدنيين
المصدر: صحيفة الراكوبة