د. مرتضى الغالي
كاتب الشرق الأوسط “عثمان ميرغني” عندما يكتب عن (الشأن السوداني) فلا يمكن أن يزعم أي شخص أن في وسعه أن يقرا كتابة فطيرة وماسخة وعقيمة أوغل في السذاجة والتبسيط من كتابة هذا الرجل، أو مقدرة مثل مقدرته على تزييف الواقع السوداني.. فسبحان ربك الذي علّم بالقلم..!
الغريب انه يضع تحت كل ما يكتب ديباجة تقول (نائب رئيس تحرير سابق متخصّص في الشؤون السياسية والعلاقات الدولية ومهتم بقضايا الاقتصاد العالمي والمناخ والبيئة)…! إذاً فليمد أبو حنيفة رجليه..!
لم نقرأ يوماً لهذا الرجل ما يُذكر ولو على غرار (دجاجي يلقط الحبَ) في الاقتصاد السوداني أو العالمي؛ أو في قضايا المناخ والبيئة والجفاف والغازات الدفيئة..أو ثقب الأوزون والاحتباس الحراري وحرائق الغابات..!
وليته بدلاً عن حديثه المكرور عن انتصارات البرهان الوهمية و(المليشيات الأربعين) التي صنعها مع الكيزان..ليته تحدث عن (بيئة السودان الآن)..وعن الشعب الذي يصارع الكوليرا وحمى الضنك والحصبة الألمانية والفشل الكلوي وتلوث الماء والهواء وجوع الأطفال وافتقار الأمن..والعصابات المسلحة تقتل الناس في متاجرهم وبيوتهم بالأسلحة التي وزعها البرهان يميناً وشمالاً..!! أين الانتصارات..؟!
هذا الرجل (الذي أعلن مرّة عن إعجابه بياسر العطا) لا يخجل من منح البرهان شرعية من عنده فهو لا يصفه إلا بسعادة (رئيس مجلس السيادة) ولم يقل يوماً واحداً أو نصف يوم بأنه المسؤول الأول عن مجزرة فض ميدان الاعتصام أو أن (مجلس سيادته) مجلس وهمي يستند على انقلاب مزق آخر ورقة لها علاقة بالدستور والدستورية والشرعية..!!
في آخر مقال له أوضح هذا (الصحفي الإنساني) انه يؤيد استمر الحرب وردد فيه بابتهاج تصريح البرهان الفارغ وهو يقول ( المعركة مستمرة حتى تحرير آخر شبر من تراب الوطن)..! هل تشمل هذه الأشبار حلايب والفشقة..؟!
كاتب الشرق الأوسط يقول كل ما يجول بذهنه من (خزعبلات)..لكنه لم يذكر مرة واحدة مسؤولية جيش البرهان عن دعم وتقنين الدعم السريع وتسليحه وتمكينه من المواقع الإستراتيجية ومنحه وضع “حامي السودان”..في إعلان صريح بتخلّي الجيش الوطني عن وظيفة الأساسية..!
التسجيلات بالصوت والصورة موجودة..وكذلك انحناءات الجنرالات لقائد الدعم السريع و(تعظيمات السلام) و(البساط الأحمر)..كل ذلك موجود في (موبايل كاتب الشرق الأوسط)..!
لكم أن تراجعوا كل ما يكتبه هذا الرجل ولن تجدوا فيه (تعاطف مستشرق) أو (دمعة تمساح) على الأبرياء قتلى الحرب..والنازحين الجوعى والتلاميذ المشرّدين والأمهات الثواكل..لن تجدوا غير (أفراح طفولية) بانتصارات وهمية..والوطن يعيش تحت الخراب والأشلاء..!!
كم تساوي مثل هذه المواقف الخائرة من متعلمين مهندمين أياديهم وقفازاتهم في الماء وليست في النار؟..وما هو معادلها بكل ما في الدنيا من ذهب ومناصب أو عملات (بتكوين وكريبتو) ..!
الصحفيون في كل الدنيا يقفون بطبيعتهم ضد الحروب وضد الانقلابات إلا هذا الصحفي الأممي الدولي المتخصّص في صندوق الأمم المتحدة الإنمائي..وإستراتيجية (البصيرة أم حمد)..!
أزمة هذا الرجل وأصحابه من المتعلمين ليست في التقاعس عن نصرة المظلوم أو الوقوف مع الحق..لكن الافتقار المريع لأبسط مبادئ الإنسانية تجاه الضحايا..!
هذا المحلوق يريد أن يشرعن سلطة البرهان والكيزان الانقلابية التي يرفض الاعتراف بها شعب السودان وثورته ..والاتحاد الإفريقي والإيقاد والأمم المتحدة ووكالاتها “المتخصّصة” ومفوضية اللاجئين ولجنة حقوق الإنسان والهلال والصليب الأحمر و(الجن الأحمر)..وأطباء بلا حدود ومراسلون بلا حدود..ولكن ماذا تقول في (عثمان بلا حدود ميرغني)..؟
الله لا كسّبكم..!
المصدر: صحيفة الراكوبة