قيادي في “المقاومة الشعبية السودانية: نحن في خندق واحد مع الجيش حتى النصر
شهدت الأشهر الأخيرة من الحرب بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع تطورات كبيرة على الأرض، بعد أن تحول الجيش السوداني من الدفاع إلى الهجوم وتحقيق مكاسب على الأرض لصالحه.
ويرى بعض المراقبين أن ميزان القوى بدأ يميل لصالح الجيش في ظل تراجع الطرف الآخر، خاصة بعد دخول “المقاومة الشعبية” على خط المواجهة وتجنيد الآلاف وتسليحهم لمساندة الدولة.
حول دور “المقاومة الشعبية” السودانية ومهامها والقوانين التي تنظم عملها وطبيعة تكوينها وسر المخاوف من تحولها إلى خطر بعد انتهاء الحرب، أجرت وكالة “سبوتنيك” مقابلة مع خليل الضو، القيادي وعضو المكتب الإعلامي في “المقاومة الشعبية”.
إلى نص الحوار:
أطقت قواتنا المسلحة مبادرة المقاومة الشعبية للدفاع عن الأرض والعرض وتحرير السودان من “الغزو الأفريقي”، الذي يجتاح البلاد كسيل هادر.
هل هناك تجارب سابقة مشابهة للـ”مقاومة الشعبية” في التاريخ الحديث للسودان وكيف كانت نتائجها على جميع المستويات؟
المقاومة الشعبية فكرة مشابهة لفكرة الجيش المساند، على سبيل المثال نجد إسرائيل لديها جيشا احتياطيا وهم في نفس الوقت مدنيون، والأمثلة كثيرة على مساندة المدنيين لجيوش بلادهم وحمل السلاح للدفاع عن الوطن في حالات الحروب منعا لسقوط الدول أو استيلاء الميليشيات عليها، فالجيش هو جيش الشعب على عكس الميليشيات التي تحارب لمصالح خاصة لكي تستعبد المواطنين وتستولي على حقوقهم ومقدراتهم بقوة السلاح.
هل تم وضع ضوابط وتنظيم واضح لعمل “المقاومة” قبل الدعوة لتشكيلها؟
المقاومة الشعبية لديها ضوابط معينة قريبة جدا من طريقة التقديم للقوات النظامية الأخرى، بدايتها الدخول إلى معسكرات القوات المسلحة، حيث يتم تدريب المستنفرين (طالبو الانضمام للمقاومة الشعبية) تدريبا عسكريا مكثفا ليصبح لديهم أرقاما و بطاقات عسكرية، وهم بلا شك تحت إشراف القوات المسلحة، فهم قوات نظامية.
ما هي المهام الموكلة إلى “المقاومة الشعبية” وهل تقوم بعملها بتعليمات من القوات المسلحة أم أن لديها هامش من حرية الحركة؟
مهام المقاومة الشعبية هي الوقوف في خندق واحد مع القوات المسلحة لتحرير السودان من “الميليشيات الأفريقية” ومن ضمن مهامها تأمين الأحياء السكنية ووضع نقاط تأمين في الشوارع الرئيسية، ولن تتحرك إلا بإذن الله ثم القوات المسلحة.
من أين يأتي سلاح “المقاومة الشعبية” وهل هو قاصر على الأسلحة الدفاعية الخفيفة أم أن كل الأسلحة والذخائر متاحة لها؟
المقاومة الشعبية، كما أسلفت سابقا، ليس لديها معسكرات خاصة بها ولا تسليح خاص بها، وباختصار شديد يمكننا تعريف المقاومة الشعبية بأنها واجبة على كل إنسان سوداني قادر على حمل السلاح وعليه أن يأتي إلى القوات المسلحة وأن تقوم هي بتدريبه لكي يقاتل في صفوفها.
هناك اتهامات يتم توجيهها لكم بتجنيد الأطفال من معسكرات النازحين بالقوة والدفع بهم إلى ساحات القتال بلا إعداد أو تدريب؟
إذا كانت هناك أي مقاطع تثبت ذلك، عليهم أن ينشروها للعالم حتى يثبتوا صحة حديثهم الزائف، هذا الكلام غير صحيح الآن، المواطنون يطالبون بفتح معسكرات جديدة لهم حتى ينخرطون في صفوف القوات المسلحة، فالشعب كله أصبح جيش ويدعم الجيش دعما كاملا.
دخان كثيف يتصاعد فوق المباني المجاورة لمطار الخرطوم في 15 أبريل 2023، وسط اشتباكات في العاصمة السودانية. سبوتنيك عربي, 1920, 24.03.2024
لماذا لم يتدخل مجلس الأمن لوقف الحرب في السودان حتى الآن؟
ما المهام التي تم إنجازها منذ تشكيل “المقاومة الشعبية” حتى اليوم وهل هناك أعمال مشتركة تقومون بها مع الجيش؟
منذ بدء تشكيل المقاومة الشعبية توقف تمدد المليشيا إلى الولايات، فهي التي ترهب مليشيا “الجنجويد” أكثر من الجيش نفسه، فأنا لا أقول لك عقيدة المقاومة الشعبية أقوى من عقيدة الجيش ولكن المستنفرين هم الأشخاص الذين أهانتهم هذه المليشيا واغتصبت أعراضهم ونهبت ممتلكاتهم، لذلك هم يدافعون عن هذا الوطن دفاعا مميتا حتى لا يتعرض باقي الشعب إلى ما تعرضوا له.
بدأت المخاوف داخل الجيش من استفحال “المقاومة الشعبية” المسلحة وتحولها إلى مليشيات بعد انتهاء الحرب.. ما هي ضمانات جمع السلاح وإعادته للقوات المسلحة وتسريح عناصر “المقاومة”؟
ليس هنالك مخاوف داخل صفوف الجيش لأن القوات المسلحة هي من أعلنت تلك المبادرة، وما يُشاع عن وجود مخاوف من قبل الجيش، فهي مجرد أماني تطلقها الأحزاب السياسية بقيادة قوى الحرية والتغيير في الجناح السياسي لمليشيا “الجنجويد” لذلك يطلقون هذه الإشاعات، أما بخصوص جمع السلاح فهذا أمر بسيط جدًا لأن كل مستنفر لدية بطاقة عسكرية فيها كل بياناته فمن السهل جدا يتم جمع هذا السلاح.
هل مهام “المقاومة الشعبية” ضد “الدعم السريع” فقط أم أنها تمتد للموالين لها من المدنيين؟
المقاومة الشعبية تريد أن تنتهي من مليشيا “آل دقلو” و”عصابات أفريقيا” التي جاء بهم حميدتي وحلفائه، أما الموالين لحميدتي فهم قلة وليس لهم وزن في المجتمع السوداني ولا يوجد لهم دعم بين السودانيين.
تشكيل “المقاومة الشعبية”… هل يجر السودان إلى حرب أهلية؟
من خلال قربكم من جبهات القتال.. ما هو الاحتمال الأقرب لحسم الأوضاع في السودان المفاوضات أم العمليات العسكرية؟
التمرد فعلياً انتهى كتهديد للسلطة وحكم البلاد، والآن أصبحت المليشيا عبارة عن جماعات مسلحة وعصابات تقتل وتغتصب وإذا كان هناك تفاوض وأنا استبعده، سوف يكون تفاوض على التسليم الكامل من غير شروط مع محاكمة من يسلمون أنفسهم كما قال الرئيس البرهان.
كيف يمكن استعادة السودان بلا فوضى أو تقسيمات بعد انتهاء الحرب؟
الآن يمكن أن نقول أن المعركة تم حسمها نسبة 80 في المئة لصالح الجيش السوداني، ولا يمكن إرجاع السودان إلى ما قبل 15 أبريل/ نيسان وما هى إلا مسألة وقت، وطالما حركات دارفور الآن تقاتل مع القوات المسلحة في خندق واحد فلن يحدث أي انفصال، لأن مليشيا الجنجويد في السودان ليس لديهم وزن مجتمعي ولن يحدث أي انفصال بإذن الله.
أجرى الحوار/ أحمد عبد الوهاب
سبوتنيك
المصدر: صحيفة الراكوبة