قيادية بـ«تقدم» السودانية: هذا هو الحل لوقف الحرب
مع اتساع أمد الحرب في السودان وتصاعد معدلات النزوح والجوع، تبذل القوى الديمقراطية المدنية جهودا هائلة لوقف نزيف الدماء.
نائبة رئيس الهيئة القيادية لتنسيقية القوى الديمقراطية المدنية (تقدم)، هيام بشرى، اعتبرت في مقابلة مع “العين الإخبارية”، أن السبيل الوحيد لإيقاف هذه الحرب ورغم طول أمدها هو الضغط على أطراف الصراع.
وقالت هيام بشرى إن “الضغط يكون عبر مستويين؛ الأول هو الضغط الشعبي المدني وتأتي هذه الخطوة وسط التعقيدات المتشابكة في الساحة السودانية وانطلاقا بمخاطبة المجتمع الدولي والإقليمي بالضغط على أطراف الصراع وكذلك مخاطبة أطراف الصراع بصورة مباشرة للاستجابة للضمير الإنساني الحي والخضوع إلى التفاوض.”
وأوضحت أن المستوى الثاني يكون “من خلال عملية سياسية شاملة تعمل على وقف وإنهاء الحرب وذلك بتوحيد أكبر كتلة مدنية تنادي بوقف الحرب من خلال رؤية سياسية أو من خلال إعلان مبادئ”.
وأضافت “يمكن أن نقول إن “تقدم” ذهبت خطوات إلى الأمام بداية بتكوين أكبر جبهة مدنية لإيقاف الحرب واستعادة التحول المدني الديمقراطي.”
أحلام العودة إلى السلطة
وحول تقييمها لتصاعد خطاب العنصرية والكراهية، قالت القيادية بـ”تقدم” إن “هذه الخطوة تأتي في إطار أحلام وتمنيات عناصر النظام البائد بالرجوع للسلطة، ولا يكون ذلك إلا عبر استثمار عناصر النظام البائد في خطاب الكراهية والعنصرية واستخدام الوسائل التي اعتادوا عليها.”
وأضافت، “فيما يتعلق بتصفية الخصوم السياسيين وممارسة الإرهاب فإنها محاولة لإسكات صوت الحق وتخويف وتجريم كل من ينادي بالسلام لتمرير مشروعهم الشمولي من جديد الذي أسقط عبر ثورة شعبية، ولكن نقول لهم هيهات سوف تنتصر إرادة السودانيين في الحرية والسلام والعدالة عاجلا أم آجلا.”
وتابعت قائلة إنه “بما أن عناصر النظام البائد هم تنظيم شمولي قائم على العنف ولا يستطيعون تمرير مشاريعهم إلا عبر البندقية، بالتالي فإن القوى المدنية الديمقراطية تُعتبر عدو لها وضد مشروعها، ولكن سوف تنتصر القوي المدنية بأدواتها وآلياتها وكذلك بتنظيمها في محاربة هذا الإرهاب.”
التضييق على طرفي النزاع
وقالت نائبة رئيس الهيئة القيادية لتنسيقية القوى الديمقراطية المدنية، إن “التضييق على الأطراف ومنع انتشار الأسلحة على أطراف الصراع يعتبران مسألة واحدة، وهي من المهام الرئيسية للمجتمع الدولي الذي ينشد السلام والأمن والاستقرار للسودان ولذلك نعتبر مواقف بما نسميه أصدقاء السودان هي مواقف إيجابية”.
وأضافت، “أيضا نؤكد أنها مهمة صعبة تحتاج إلى آليات أكثر فعالية، فلا يجب أن نقول أنه عجز ولكن يجب أن يطور المجتمع الدولي آلياته وأدواته لمنع أطراف الصراع من جلب مزيد من الأسلحة.”
مشروع وقف الحرب
وأشارت إلى أن تنسيقية “تقدم” وفق مشروعها المُعلن بأنها تسعى إلى إيقاف الحرب وفق ما أعلنته ووفق جدولها وخططها المعلنة.
وقالت إنه “قمنا بتشكيل أكبر جبهة مدنية للضغط على الطرفين ومن ثم خاطبنا أطراف الصراع للجلوس للتفاوض وكذلك مستمرين في توحيد السودانيين نحو إيقاف الحرب ومنها مؤتمر القاهرة وكذلك مؤتمر الاتحاد الأفريقي والإيغاد”.
وأضافت “كلها محطات ولن تقف هنا كما نعلم أن مهمة إيقاف الحرب هي مهمة صعبة، وأيض نجدد دعوتنا لأطراف الصراع بالاستجابة للضمير الإنساني الحي والخضوع للسلام.”
وقد فشلت جولات عدّة من المفاوضات في وضع حدّ للمعارك في السودان.
وفي نهاية أغسطس/آب الماضي، عقب محادثات نظّمتها الولايات المتحدة في سويسرا، تعهّد الطرفان المتحاربان بضمان وصول المساعدات الإنسانية في شكل آمن وبلا عوائق عبر طريقَين رئيسيين.
وتقول الأمم المتحدة، إن السودان الذي كان، حتى قبل الحرب، من أفقر بلدان العالم، يشهد “واحدة من أسوأ أزمات النزوح في العالم، وهو مرشح لأن يشهد قريبا أسوأ أزمة جوع في العالم”.
وتتصاعد دعوات أممية ودولية لإنهاء الحرب في السودان، بما يجنب البلاد كارثة إنسانية بدأت تدفع الملايين إلى المجاعة والموت جراء نقص الغذاء بسبب القتال.
ومنذ منتصف أبريل/نيسان 2023، يخوض الجيش السوداني و”الدعم السريع” حربا خلّفت نحو 20 ألف قتيل وأكثر من 14 مليون نازح ولاجئ، وفقا للأمم المتحدة.
العين الاخبارية
المصدر: صحيفة الراكوبة