في حين أن المحققين اتهموا كلا الجانبين بالمسؤولية عن النزاع الوحشي، سلطوا الضوء بشكل خاص على وحشية قوات الدعم السريع في الفاشر التي تحاصرها منذ مايو 2024..
التغيير: وكالات
قال فريق من محققي الأمم المتحدة الجمعة إن قوات الدعم السريع ارتكبت جرائم ضد الإنسانية خلال الحرب في السودان، مع اتهامه طرفي الصراع بارتكاب جرائم حرب.
وأفادت بعثة الأمم المتحدة لتقصي الحقائق في السودان أنها توصلت إلى أن قوات الدعم السريع “ارتكبت جرائم ضد الإنسانية، ولا سيما القتل والتعذيب والتهجير القسري والاضطهاد على أسس عرقية، وغيرها من الأعمال اللاإنسانية”.
كما وجدت البعثة أدلة على ارتكاب كلا الجانبين جرائم حرب في النزاع الدائر بين الجيش النظامي وقوات الدعم السريع والذي أودى بحياة الآلاف منذ اندلاعه في أبريل 2023.
وقال رئيس البعثة محمد شاندي عثمان في بيان “نتائجنا لا تترك مجالا للشك: المدنيون هم من يدفعون الثمن الأعلى في هذه الحرب”.
وقال “لقد استهدف كلا الجانبين المدنيين عمداً من خلال الهجمات وعمليات الإعدام التعسفية والاعتقال التعسفي والتعذيب والمعاملة اللاإنسانية في مراكز الاحتجاز بما في ذلك الحرمان من الطعام والخدمات الصحية والرعاية الطبية”.
وتابع “هذه ليست مآسي عرضية بل استراتيجيات متعمدة ترقى إلى جرائم حرب”.
في حين أن المحققين اتهموا كلا الجانبين بالمسؤولية عن النزاع الوحشي، سلطوا الضوء بشكل خاص على وحشية قوات الدعم السريع في الفاشر التي تحاصرها منذ مايو 2024.
وجاء في البيان أن “قوات الدعم السريع ارتكبت خلال حصار الفاشر والمناطق المحيطة بها جرائم لا حصر لها ضد الإنسانية بما في ذلك القتل والتعذيب والاستعباد والاغتصاب والاستعباد الجنسي والعنف الجنسي” إضافة إلى “التهجير القسري والاضطهاد على أسس عرقية وجندرية وسياسية”.
وأضاف أن “قوات الدعم السريع وحلفاءها استخدموا التجويع كأداة حرب وحرموا المدنيين من أبسط الأشياء لبقائهم على قيد الحياة بما في ذلك الغذاء والدواء وإمدادات الإغاثة وهو ما قد يرقى إلى جريمة ضد الإنسانية بهدف الإبادة”.
مثول أمام العدالة
وطالبت بعثة تقصي الحقائق باتخاذ إجراءات دولية لسوق مرتكبي هذه الجرائم إلى العدالة.
وقالت منى رشماوي عضو البعثة في بيانها “المساءلة ليست اختيارية بل هي ضرورة قانونية وأخلاقية لحماية المدنيين ومنع وقوع المزيد من الفظائع”.
الحرب المستمرة في السودان منذ أبريل 2023 بين الجيش وقوات الدعم السريع خلّفت أزمة إنسانية غير مسبوقة، حيث نزح أكثر من 10 ملايين شخص داخليًا وخارجيًا، وفق تقديرات الأمم المتحدة، فيما يواجه الملايين خطر المجاعة والأوبئة نتيجة انهيار الخدمات الأساسية.
ويأتي تقرير بعثة تقصي الحقائق في وقت يتزايد فيه الضغط الدولي لإحالة الانتهاكات في السودان إلى المحكمة الجنائية الدولية، خصوصًا بعد توثيق جرائم واسعة النطاق ترقى إلى جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، بينما لا تزال الأطراف المتحاربة ترفض أي مسار للمساءلة أو الحل السياسي الشامل.
المصدر: صحيفة التغيير