قمع واعتقالات بين الحلفاء.. ماذا يحدث بين البرهان والبجا؟
كشفت وسائل الإعلام في الأسابيع القليلة الماضية عن تقارير ومعلومات بشأن خطط رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان للتعامل مع مطالب قبائل البجا، والتي تعاني منذ عقود من تهميش سياسي واقتصادي.
حيث أشارت المصادر وقتها إلى أن البرهان يخطط للحصول على دعم الأحزاب والفصائل الإسلامية في مؤتمر البجا، والاتفاق معها ضد القوى المدنية الديمقراطية، إلى جانب اعتقال قيادات بارزة في المؤتمر مثل موسى محمد أحمد من قبيلة الهدندوة، وآمنة ضرار من قبيلة بني عامر لفرض سياساته كما جاء في تسريبات لم يتسنى لنا تأكيد مصداقيتها.
بـ “أمر قبض”.. كيف استجاب البرهان لمطالب البجا
في هذا السياق، نشرت بعض وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي، صورة ضوئية لوثيقة مسرّبة صادرة عن مجلس السيادة الانتقالي، تنص على تكليف قائد كتيبة البراء بن مالك المصباح أبو زيد باعتقال بعض القادة في مؤتمر البجا.
وبحسب الوثيقة، فإن مجلس السيادة السوداني يكلّف قائد كتيبة “البراء بن مالك” المصباح أبو زيد بالقبض على محمد محمد نور محمد “همداويا” وموسى محمد أحمد والقيام بالإجراءات المناسبة لحفظ الأمن في ولاية البحر الأحمر، حيث يتخذ البرهان من مدينة بورتسودان عاصمة له.
يشار إلى أن الوثيقة المسربة، صادرة بتاريخ 21 مارس الحالي، وموقعة من رئيس مجلس السيادة الانتقالي، عبد الفتاح البرهان، ولا نعرف ما اذا كانت حقيقية أم مزورة، حيث انتشرت في وسائل التواصل الاجتماعي وثائق مزورة عديدة في الاونة الأخيرة.
وفي سياق متصل، عبر عدد كبير من الصحفيين والمراقبين والحقوقيين عن استنكارهم الشديد لهذا التصرف من قبل مجلس السيادة والطريقة اللانسانية التي يتعامل بها البرهان مع مطالب الناس المحقة، وذلك بعد انتشار الوثيقة على مواقع التواصل الاجتماعي.
خلفيات أزمة البجا
تعيش قبائل البجا في شرق السودان منذ آلاف السنين. ولم تدعم بشكل كاف الثورة الشعبية التي قادت إلى الإطاحة بالبشير في 2019، إلا من بعض المشاركات الشبابية المحدودة ، بل استخدم النظام القديم بعض مكونات البجا بقيادة ناظر قبيلة الهدندوة محمد الأمين ترك في النيل من حكومة الثورة الانتقالية بقيادة عبد الله حمدوك، حيث قام أنصاره بتحريض منه بإغلاق ميناء بورتسودان الميناء الرئيسي في البلاد، قبل الانقلاب الذي قام به المكون العسكري ضد المدنيين في 25 اكتوبر 2021، ما عده مراقبون بان الاغلاق كان جزءا من اجراءات الانقلاب.
ويعتبر “مؤتمر البجا” الذي تأسس بنهاية خمسينيات القرن الماضي أقدم المكونات السياسية لقبائل البجا.
في الوقت الحالي تمثل البجا بأكثر من 7 أحزاب وكتل سياسية. وبطبيعة الحال يشير هذا الانقسام إلى نقطة أساسية وهي ان البجا لا يمثلون قبيلة واحدة متجانسة فكرياً وعرقيا وسياسياً، كما توجد اختلافات ثقافية كبيرة بين مكونات البجا، خصوصاً بين الناطقين بلغة (البداويت) و( التقراييت)، وتتمثل في قبائل الهدندوة التي تتحدث بلغة البداويت وقبائل البني عامر والحباب الناطقة بالتقرايت.
يشار إلى أن مكون صغير من مكونات قبائل البجا يمثلون الهدندوة والبني عامر ، حمل السلاح ضد البشير بين 1994 و2006، لينتهي الصراع وقتها بتوقيع اتفاق سلام مع الحكومة في العاصمة الإريترية أسمرا. قبل ان تتذمر قبائل البجا من الاتفاقية، معتبرة أنها “ضعيفة” ولا تلبي طموحات البجا
المصدر: صحيفة الراكوبة