قلوب الآثمين آسنة من الظلم! السودانية , اخبار السودان
بثينة تروس
في ظل الانتهاكات الإنسانية لحقوق الشعب السوداني كاَفة في الحرب الدائرة الآن، ورد تقرير لفريق المستشفى العسكري بطلب تحويل المخلوع البشير (80) ورفاقه المجرمين إلى مستشفى مروي والمطالبة بالإفراج عنهم بكفالة (لحاجته إلى موجات صوتية للقلب، وفحص وظائف الرئة وهي غير متوفرة بالمنطقة العسكرية، وأوصى بتحويله لمقابلة استشاري الباطنية.. يوسف عبد الفتاح يعاني ورم بالقولون؛ حيث إن حجم الورم في ازدياد وهناك تخوف من انتشاره.. من الضروري إجراء الفحوصات اللازمة له بأسرع ما يمكن وتحويله لمقابلة استشاري الجهاز الهضمي والمناظير.. وبكري حسن صالح (75) يحتاج إلى موجات صوتية للقلب، ومراجعة برمجة جهاز تنظيم ضربات القلب الذي تم تركيبه له قبل عامين.. وعن عبد الرحيم حسين (75).. كذلك موجات صوتية للقلب وفحص مراقبة ضربات القلب بصورة مستمرة كل 4 ساعات.. عن اللواء الخنجر، يحتاج إلى موجات صوتية للقلب ومتابعة إنزيمات القلب.) النور أحمد النور الجزيرة نت 20 مايو 2024.
بالطبع موازين العدالة الصحاح تؤكد حق العلاج للمعتقلين السياسيين ضمن واجبات الحكومة تجاههم.. ومعلوم أنه قبل الحرب عجز انقلاب الجنرال البرهان وزمرته من إقامة حكومة، وانفرط عقد الأمن بالبلاد ما بين (تسعة طويلة) وتفجيرات خلايا الإرهابيين، وفوضي الفلول وإطلاق يدهم في إشاعة الفوضى، وكانت حرب 15 أبريل، وفيها تم إطلاق سراح جميع المتهمين من أفراد الحركة الإسلامية الذين كانوا في السجون، كما تم إطلاق سراح جميع المساجين في العاصمة بما فيهم عتاة المجرمين.. وعجباً لمحامي هؤلاء القتلة من قادة الإخوان المسلمين الذين أسالوا دماء الشباب السلمي الثائر وقتلوهم بدم بارد، ويتعلل بشيخوختهم وأمراض قلوبهم الآثمة بالظلم، كأسباب لإطلاق سراحهم!!
وهل يا ترى يستحق هؤلاء المفسدون الذين لم يتنازلوا عن كراسي السلطة، وقد بلغوا من الأعمار أرذلها، ومن الصحة بالغ علتها، إلا بعد أن أطاحت بحكمهم ثورة ديسمبر السلمية، واعتقلت قادتهم في السجون بأمر المواطنين، وحينها كان الإسلاميون يتوعدون الثوار بالمشانق في الميادين، بعد أن أفتى لهم علماء السوء والرشاوي بقتل ثلثي الشعب، في سبيل إطالة عمر نظامهم.. وبالفعل قتلوا الشباب العزل أمام عتبات دورهم، وتحت ناظري ومشاركة الجيش، والدعم السريع وكتائب الظل، وأفراد اللجنة الأمنية أصحاب التاريخ الطويل في بيوت الأشباح التي تفننوا فيها بشتى صنوف التعذيب والإذلال إلى درجة اختلاقهم لوظيفة (اختصاصي اغتصابات).. ففي ساحة الاعتصام وعندما قررت اللجنة الأمنية فضه سحلوا الثوار، واغتصبوهم، ورموهم مقيدين وقد علقت على أقدامهم أثقال الطوب والأسمنت حتى يبقوا في قاع النهر، ومن تبقى منهم ملئوا بهم المعتقلات والسجون، وبالطبع ليست كسجونهم المرفهة كأجنحة الفنادق يتلقون فيها العلاج والطعام الجيد.. فقد تم حبس الشباب الثائر من أجل العدالة والحرية والسلام، في باطن الأرض، وفي ثلاجات الموز، وأزهقت أرواحهم، وتركت أجسادهم في مكانها حتى تعفنت واختلطت ببعضها البعض، بلا وازع ولا رحمة ولا دين، خل عنك قانون أو عرف إنساني، وأكثريتهم سموا بالمفقودين، حيث لا يزال أهلهم يعيشون بحلم عودتهم!
واليوم فإن هؤلاء الخارجين على القانون لثلاثين عاماً، يتباكون على العدالة المفقودة ويمنون أنفسهم بأن تقلهم الطائرات إلى تركيا ليلحقوا بإخوتهم وأهليهم حيث المساكن الفخمة التي يملكونها هناك والأرصدة المجنبة لمثل هذه الظروف!
وكيف يستقيم أمر تحقيق العدالة لزمرة أياديها ملطخة بدماء الأبرياء، أشعلت الحروب في ربوع البلاد بما فيها هذه الحرب التي نشهدها اليوم والتي قامت بين فصيلين من فصائلها بعد أن أغدقت عليهما بالأموال والاستثمارات والأسلحة الفتاكة طوال العقود الماضية.. فما بين الجيش وميليشياته التي خرجت من رحمه من (جنجويد) الأمس إلى (براؤون) اليوم، تم إزهاق ما يقارب ال 30 ألف نفس، وأصيب ما يزيد على ال 70 ألف جريح أو معاق، وترك الملايين ما بين نازح ولاجئ يتكففون الناس، أو يواجهون مخاطر الموت والجوع، ولا يجدون سبيلاً لتأمين حياتهم وأمنهم وحفظ كرامتهم! خل عنك الملايين الأخرى التي لا يتيسر لها أمر الصحة والعلاج أو حتى النزوح، حيث خرجت 43 مستشفى عن الخدمة؛ بسبب القصف والإغلاق المقصود.. ثم يأتي هؤلاء المحامون ليحدثونا عن قلقهم بشأن صحة وعافية الديكتاتور الذي تسبب في كل ذلك وإخوته المجرمين!!!
أيها المحامون الإسلاميون العاطبون العاطلون من كل فضيلة ومروءة.. من هم الذين أحق بالعدالة الإنسانية؟ هؤلاء الفاسدون الذين يريدون الهروب من حصاد جرمهم؟ أم الشعب الذي فرضتم عليه هذه الحرب، وهي تدخل عامها الثاني، وجل مطالبه فتح ممرات آمنة لكي يصله الدواء والعلاج والطعام، بعد أن أصبح فقراؤه يقتاتون من ورق الأشجار، ويموت أطفالهم من سوء التغذية، ويهددهم شبح المجاعة، بينما يسعى تنظيمكم الإجرامي في إطالة أمد هذه الحرب، ويقف حجر عثرة أمام أي مساع لإيقافها، عشما في أن ينتصر فيها، ويعود سيرته الأولى حاكما فاسدا ظالما باطشا لهذا الشعب الأبي لعقود أخرى..
المصدر: صحيفة التغيير