وتسببت الحرب الداخلية في السودان، الدائرة منذ منتصف أبريل  2023 بين الجيش السوداني و«قوات الدعم السريع»، في فرار ملايين السودانيين داخل البلاد وخارجها، بينهم نحو مليون ونصف المليون دخلوا مصر، حسب إحصاءات رسمية.

مبادرات

وكانت الحكومة المصرية قد أطلقت بالتنسيق مع «منظومة الصناعات الدفاعية السودانية»، آلية جديدة لعودة السودانيين الطوعية، في 21 يوليو  الماضي، تتمثل في تخصيص قطار «مجاني»، كل أسبوع لنقل العائدين من محطة رمسيس (وسط القاهرة) إلى أسوان (جنوب مصر)، في تطور لافت، إذ يحمل القطار الواحد ألف راكب، فيما كانت طرق العودة تتركز على الحافلات التي تنقل الواحدة منها نحو 50 راكباً، وسط ظهور لحالات نصب على سودانيين باسم العودة.

ونوهت هيئة السكك الحديدية المصرية، الأحد، عقب مغادرة القطار الخامس، بأنه «نتيجة الإقبال المتزايد على المشاركة في مبادرة العودة الطوعية، تستعد الهيئة بالتنسيق مع الجهات السودانية لتسيير رحلات إضافية خلال الفترة المقبلة، بما يحقق الاستجابة لمتطلبات الأشقاء الراغبين في العودة عبر مبادرة العودة الطوعية التي تشكل نموذجاً للتضامن والتعاون الإنساني على الصعيدين الرسمي والشعبي» .

توجيهات

ووجه القنصل السوداني في أسوان الشكر إلى الحكومة المصرية على «توفير القطارات للعودة رغم الزحام في جدول السكك الحديدية المصرية، فضلاً عن معاملتها السوداني معاملة المصري في سعر التذكرة»، لافتاً إلى أن المسافر لا يدفع شيئاً، إذ تتحمل تكلفة العودة بالنيابة عنه «منظومة الصناعات الدفاعية السودانية».

وبعد وصول القطار إلى أسوان تعمل القنصلية السودانية بمساعدة متطوعين على استقبال العائدين، وتنظيمهم في حافلات تعبر بهم الحدود إلى السودان، حسب القنصل الذي قال إن «40 حافلة تخرج يومياً إلى السودان، حمولة كل واحدة منها نحو 50 راكباً، عدا الجمعة الذي تُغلق فيه الحدود بين البلدين».

مغادرة

ووفق بيانات رسمية، عاد إلى السودان براً منذ مطلع عام 2024 وحتى 13 أغسطس الحالي، 323 ألفاً و386 سودانياً، فيما «تتواصل أفواج العودة التي تتزايد مع استقرار الأوضاع في المدن السودانية»، حسب عبد الله، مقدراً أن «العائدين براً من خلال أسوان يمثلون نحو ثُلث من قدموا إلى مصر عقب الحرب، في حين تتجاوز أعداد العائدين بشكل عام هذا الرقم، فالبعض يعود جواً، وآخرون انتقلوا إلى بلدان أخرى»، حسب القنصل.

وإلى جانب المبادرة الرسمية لعودة السودانيين الطوعية، تعمل العديد من المبادرات الأهلية، منها مبادرة «راجعين لبلد الطيبين»، التي أعادت الآلاف خلال الشهور الماضية، وفق المنسق في الحملة عبد الناصر حسن جعفر، فيما «لا تزال لدينا قوائم انتظار طويلة».

ويقول جعفر ، إن الحملة «تسيّر كل أسبوع 3 حافلات للعودة، بعضها مجاني للأسر التي لا تستطيع تحمل تكلفة هذه الرحلات». وأشار إلى أن «الإقبال كبير على العودة خصوصاً لأهالي الخرطوم وأم درمان ومنطقة بحري، وفي الوسط منطقة مدني».

وأوضح المنسق أن «العديد من الحملات تعمل إلى جانب حملتنا، بالإضافة إلى مبادرة القطار التي مثلت طفرة في أعداد العائدين».

وقالت هيئة السكك الحديد المصرية إنها حرصت على «توفير جميع التسهيلات وسبل الراحة للمسافرين، بما في ذلك إجراءات الاستقبال داخل المحطات، وتخصيص فرق دعم لخدمة كبار السن، وتوفير أجواء آمنة ومريحة على متن القطار وتزويده بعربة لنقل أمتعة الركاب ومتعلقاتهم الشخصية».

وأعرب عدد من المواطنين السودانيين عن «تقديرهم للجهود المبذولة والتنظيم الجيد والتيسيرات المقدمة لتسهيل رحلتهم منذ استقبالهم داخل المحطة وعلى متن القطار»، مؤكدين أن «ما لمسوه من روح الأخوة والمساندة من أشقائهم المصريين منذ وصولهم وحتى مغادرتهم لها، سيظل محفوراً في وجدانهم»، وفق بيان الهيئة.

المصدر: صحيفة التغيير

شاركها.