قضية وفاة ماردونا: أمر بإعادة المحاكمة بعد تنحي قاضية

صدر الصورة، Reuters

التعليق على الصورة، حشد من محبي مارادونا خلال جلسات المحاكمة
  • Author, محمد همدر
  • Role, بي بي سي نيوز عربي بيروت

أمرت المحكمة التي تنظر في قضية وفاة نجم كرة القدم الأرجنتيني دييغو مارادونا، بإعادة المحاكمة بعد تنحي قاضية من القضاة الثلاث الذين يرأسون المحكمة.

وخلطت القاضية جولييتا ماكنتاش أوراق المحاكمة بعد أن نتحت عن القضية على خلفية مشاركتها في فيلم وثائقي عن القضية.

واتهّم المدعي العام باتريسيو فيراري، القاضية ماكنتاش قبل تنحيها بالتصرف كأنها ممثّلة وليست قاضية.

وأمر القاضي المكلّف بمتابعة اجراءات المحكمة يوم أمس الخميس، بإعادة المحاكمة.

وكانت جلسات المحكمة قد انطلقت في الأرجنتين في 11 مارس/آذار الماضي، وكان من المتوقع أن تستمر حتى يوليو/تموز المقبل.

تخطى الأكثر قراءة وواصل القراءة

الأكثر قراءة

الأكثر قراءة نهاية

وتوفي اسطورة كرة القدم الأرجنتيني في 25 نوفمبر/تشرين الثاني عام 2020، في العاصمة بوينس آيرس عن عمر ناهز 60 عاماً. وجاء في الإعلان أنّ سبب الوفاة كان نوبة قلبية.

واتجهت الأنظار منذ البداية لمعرفة ما إذا كان فريق مارادونا الطبي يتحمل أي مسؤولية عن وفاته.

ويواجه سبعة أشخاص من الفريق الطبي المكلّف بالاعتناء بصحة مارادونا، تهمة القتل غير العمد.

وفي حال إدانة أحد أعضاء الفريق الطبي، فستكون عقوبته السجن بما يتراوح بين 8 و25 عاماً.

ما الذي حدث في آخر جلسة للمحكمة؟

أثناء عرض مقطع دعائي من سلسلة وثائقية بعنوان “العدالة الإلهية”، بكت ابنة مارادونا جيانينا وزوجته السابقة فيرونيكا أوخيدا في قاعة المحكمة.

وصرخ محامي الدفاع رودولفو باكي في وجه القاضية ماكنتاش قائلاً “هذا هراء”.

التصوير غير المصرح به يعدّ انتهاكاً لقواعد المحكمة، وقد جرى تصوير الفيلم بدون إذن من المحكمة.

وبعد تعرضها لانتقادات بسبب مشاركتها في الوثائقي، قالت جولييتا ماكنتاش إنه “لم يعد لديها خيار” سوى الاعتذار عن متابعة القضية.

انعقدت الجلسة الأخيرة يوم الخميس 29 مايو/أيار الجاري، وأعلن في نهايتها بطلان المحاكمة، دون تحديد موعد جديد أو ترشيح قضاة جدد.

ومنذ انطلاق الجلسات، استمعت المحكمة لنحو 50 شاهدة من بينهم ابنته وشقيقاته.

ماذا نعرف عن مجريات المحاكمة؟

خضع مارادونا قبل وفاته بوقت قصير لعملية جراحية نتيجة تعرضه لجلطة دماغية، وانتقل بعدها إلى منزله لإكمال مرحلة التعافي.

بعد الإعلان عن وفاته، حدّد تقرير الطب الشرعي لاحقاً أن سبب الوفاة هو انسداد رئوي ناتج عن قصور في القلب.

لكنّ عائلة مارادونا طالبت بفتح تحقيق في ملابسات الوفاة ومسؤولية الفريق الطبي المرافق له.

وتكوّنت لجنة من 20 خبيراً لدراسة ملابسات الوفاة والظروف التي أحاطت بمارادونا في الأيام الأخيرة قبل وفاته.

في عام 2021، أصدرت اللجنة تقريرها الأول وأشارت فيه إلى أن الفريق الطبي تصرّف “بطريقة غير لائقة وقاصرة ومتهورة”.

وفي عام 2022، أمر قاضٍ بمحاكمة ثمانية أشخاص بتهمة الإهمال الجنائي بعد أن أشار تقرير اللجنة الطبية إلى أنّ الرعاية الصحية وإجراءات علاج دييغو مارادونا كانت مليئة “بأوجه القصور والمخالفات”.

وفي الشهر الماضي، وتحديداً في 11 مارس/آذار، انطلقت جلسات محاكمة المتهمين من الفريق الطبي في قضية وفاة مارادونا في بوينس آيرس.

ومن المتوقع أن تستمر المحاكمة حتى يوليو/تموز، وأن تستمع المحكمة إلى 100 شاهد في القضية.

دييغو مارادونا

صدر الصورة، RODRIGO VALLE

تخطى يستحق الانتباه وواصل القراءة

قناة “مجلة +”

يمكنك مطالعة مجموعة متنوعة من المقالات الشيقة والملهمة والتقارير المفيدة.

اضغط هنا

يستحق الانتباه نهاية

افتتحت الجلسة على وقع صيحات وأناشيد حشد من محبي مارادونا، الذين تجمعوا في أروقة المحكمة حاملين صور نجم الأرجنتين ولافتات تطالب بتحقيق العدالة.

وقال الادعاء إنه كان من الممكن تفادي وفاة مارادونا، واتهم الطاقم الطبي بالإهمال.

وردّ محامو الدفاع عن المتهمين بالقول إن النجم الأرجنتيني رفض الخضوع للمزيد من العلاج، وكان عليه البقاء في المستشفى لفترة أطول بعد خضوعه لعملية جراحية.

ويضم الفريق الطبي المتهم بالمسؤولية عن وفاة مارداونا، جراح الأعصاب، وطبيب مارادونا الشخصي، والأخصائي النفسي، وطبيبين آخرين، بالإضافة إلى ممرّضين، وجميعهم أنكروا مسؤوليتهم عن التسبب في وفاته.

ويُحاكم المتهمون على أساس الإهمال في العمل الذي يؤدي إلى الوفاة.

وصنّف المحققون القضية في خانة القتل غير المتعمد، على أساس أن المتهمين كانوا على علم بخطورة وضع دييغو الصحي، لكنهم لم يتخذوا التدابير اللازمة لإنقاذه.

وفي حال إدانة أي من المتهمين، يفرض القانون عقوبة السجن من 8 إلى 25 عاماً على هذا النوع من الجرائم.

ونقلت وسائل الإعلام عن الممرضة التي كانت تناوب ليلاً بجانب مارادونا أنها لاحظت إشارات مقلقة على اللاعب الأرجنتيني، لكنها تلقت أوامر من رؤسائها (المسؤولين في الفريق الطبي) بعدم إيقاظه.

وأدلى خبراء الطب الشرعي الذين كشفوا على جثة مارادونا في 2 أبريل/نيسان بشهادتهم أمام المحكمة.

قلبٌ ضعف الحجم الطبيعي.

ونقلت وكالة أسوشيتد برس في بداية شهر أبريل/نيسان عن خبير الطب الشرعي أليخاندرو إزكيال فوغا، القول إن قلب مارادونا تضخّم قبل وفاته ليبلغ وزنه 503 غرامات، بينما يجب أن يتراوح وزنه الطبيعي بين 250 و300 غرام.

وقال فوغا إنّ فحص قلب مارادونا أظهر أن النجم الأرجنتيني عانى من “نقص في التروية طويل الأمد” (قصور إمداد الدم إلى أنسجة معينة في الجسم)، بالإضافة إلى “نقص في تدفق الدم والأوكسجين”.

وقال طبيب شرعي آخر في جلسة المحاكمة إن الفحوصات أثبتت عدم وجود أثر للمخدرات أو الكحول في بول ودم دييغو مارادونا.

شهادة شقيقات مارادونا

أدلت شقيقتا دييغو مارادونا، كلوديا وآنا، بشهادتيهما في الأسبوع الرابع من جلسات المحاكمة.

وبحسب صحيفة “بوينس آيرس”، أفادت شقيقتا مارادونا بأن الأخير كان يرفض الالتزام بالنصائح الطبية بسبب “شخصيته القوية”، وأن شقيقهما دييغو “كان يفعل ما يريده”.

دييغو مارادونا

صدر الصورة، Getty Images

قالت الشقيقتان إن دييغو كان يثق بطبيب الأعصاب ليوبولدو لوك، وهو من بين المتهمين في القضية.

وأفادت آنّا بأنها التقت بدييغو عند علاجه في إحدى العيادات القريبة من مكان سكنه قبل أيام من وفاته، وحين سألت عن وضعه، أجابها قائلاً: “روحي تتألم”.

وأدلت شقيقة ثالثة لمارادونا تُدعى ريتا بشهادتها في يوم سابق، وقالت إن القرارات المتعلقة بصحة مارادونا كانت بيد بناته.

أنجب مارادونا ثلاث فتيات من زوجته كلوديا فيلافاني وهنّ دالما، جيانينا، وجانا. كما أنجب دييغو مارادونا ولداً عام 1986 من علاقة بكريستينا سيناغرا، اسمه دييغو، لكن والده لم يعترف به رسمياً حتى عام 2007.

ونقلت الصحيفة عن شاهد لم تُحدد هويته قوله إنه لم يكن هناك أي سيارة إسعاف أو معدات طبية بالقرب من منزل مارادونا عند حدوث الوفاة.

المصدر: صحيفة الراكوبة

شاركها.