كان جبل البوم يتبع إداريًا لمحلية دلقو، قبل أن يصدر القرار الولائي خلال الأيام الماضية، ما فجّر نقاشات حادة على منصات التواصل الاجتماعي، وتحذيرات من قيادات محلية من أن يؤدي الخلاف حول التبعية إلى فتنة مجتمعية..

التغيير: دنقلا  

لازالت ردود الأفعال متواصلة حول قرار والي الولاية الشمالية عبد الرحمن عبد الحميد، القاضي بتبعية منطقة جبل البوم الغني بالذهب إلى محلية وادي حلفا بدلاً عن محلية دلقو.

ويُعد جبل البوم من أكثر المناطق الغنية بالذهب في الولاية، وتستفيد المحليات من جزء من عوائد التحصيل الناتج عن التعدين الأهلي في المنطقة. وأثار القرار جدلًا واسعًا حول جدواه وأهدافه، لاسيما في ظل استفادة محليات متعددة من عائدات الموقع.

وحذّرت قيادات مجتمعية ومنصات على مواقع التواصل الاجتماعي من خطورة النقاشات المحتدمة حول القرار، وسط مخاوف من نشوب فتنة أو نزاع مجتمعي بالولاية، خاصةً في توقيت بالغ الحساسية، مع تصاعد القلق من تربص قوات الدعم السريع بالمنطقة، عقب سيطرتها مؤخرًا على مثلث الحدود مع ليبيا ومصر.

وكان جبل البوم، وهو منطقة تعدين تقليدي، يتبع إداريًا لمحلية دلقو قبل أن تُقرر السلطات إلحاقه بمحلية وادي حلفا بموجب قرار ولائي صدر قبل أيام. وأعادت هذه الخطوة إلى السطح نقاشًا قديمًا بشأن أحقية تبعية المنجم الأكبر في الولاية.

وسبق  وزارت صحيفة (التغيير) المنطقة في العام قبل الماضي، ووقفت على أوضاع التعدين التقليدي للذهب في جبل البوم، الذي يمتد في الصحراء الواقعة بين محليتي دلقو وعبري بالولاية الشمالية.

ويُعتبر الجبل المنجم الأكبر في المنطقة، إذ يضم نحو 30 منجمًا يحتوي كل واحد منها على عشرات الآبار، ويعمل فيه، وفق لجنة فض النزاعات، 25 ألف معدن تقليدي.

وفي سياق متصل، اتهم اتحاد أبناء المحس السلطات الولائية بإشعال فتيل الفتنة بين المجتمعات المحلية، سعيًا منها للحصول على ما وصفه الاتحاد بـ”فتات” المسؤولية الاجتماعية التي تقدمها شركات التعدين العاملة في المنطقة.

ودعا الاتحاد، في بيان أصدره أمس الأول، مواطني دلقو ووادي حلفا إلى عدم الانجرار وراء الخلافات في هذا التوقيت الحرج، محذرًا من تداعيات النزاع على النسيج الاجتماعي والاستقرار المحلي.

وأشار البيان إلى أن الأموال التي تقدمها الشركات تحت بند المسؤولية الاجتماعية لا تمثل سوى نسبة ضئيلة من الأرباح الطائلة التي تجنيها من المنطقة، في وقت تعاني فيه المجتمعات المحلية من الفقر وغياب الخدمات الأساسية مثل الكهرباء والمياه والرعاية الصحية.

كما اتهم البيان جهات وصفها بـ”قوى الظلام” بمحاولة إغراق المنطقة في الفوضى عبر افتعال النزاعات.

المصدر: صحيفة التغيير

شاركها.