اخبار السودان

قراءة في مسرحية «البحار العجوز» السودانية , اخبار السودان

 

قراءة في مسرحية «البحار العجوز»

السر السيد

النص من تأليف الممثل والكاتب والمخرج  السوداني سيد صوصل وقد نشر مع نصوص مسرحية أخرى في كتاب “نصوص مسرحية سودانية”  الصادر عن دائرة الثقافة والاعلام، حكومة الشارقة دولة الامارات العربية المتحدة فى العام 2010.

عن سيد صوصل:

منذ ثمانينيات القرن الماضي شكل الكاتب والممثل والمخرج  السوداني سيد عبدالله صوصل حضورا مختلفا في فضاء المسرح السودني ولعل ما يلفت المتابع لمسيرته هذه هو استقلالية مجالات اشتغاله المسرحي نسبيا عن بعضها البعض، فبقدر ما اخرج هو بعض نصوصه كان هناك مخرجون اخرون لنصوصه وبقدر ما شارك في التمثيل في بعض نصوصه لم يشارك في أخرى.

كتب صوصل عشرات النصوص وتعامل مع عدد من المخرجين، نذكر منهم: ربيع يوسف في “اغنية الدم” و”الاخيلة المتهالكة” و”تيراب البطيخ”

و”خرف” وقسم الاله حمدنا الله  في “هناي” و”الحقيبة” و”جدادة آمنة” مع يحيى فضل الله وزروق عبدالماجد في “تحت ظل المطر” وعبدالسلام جلود في “تالتن ومخالطن” و د. طارق البحر في “كعب سندريلا العالي” من اعداد صوصل عن  قصة (آلام ظهر حادة) للروائي السوداني عبدالغني كرم الله،  وحاتم محمد علي ي “التزامن” وعاطف قطيري  في “الحرابة”، أما هو فقد اخرج “اللصوص يسرقون المنزل مرتين” والعويش” و”الدية” و”كلب الحر” وغيرها.

من نصوصه الكثيرة نذكر ايضا “المقعد” و”الهمبول” و”امر قبض”  و”البحار العجوز” التى سنتوقف على عجل عندها.

مسرحية البحار العحوز:

هذا نص عظيم “الشجن” وينهض على تقنية تقوم على التداعي الحر وتفجير الذاكرة واللعب على امتدادات الزمن  الطبيعي، الماضي والحاضر والمستقبل وامتدادات الزمن الداخلي، زمن الذكريات وذلك من خلال شخصية البحار.. الشخصية الوحيدة او فلنقل الاساسية في النص مما يجعلنا نضع هذا النص ضمن دائرة ما يعرف بـ(المنودراما). (البحر مملكة الاحلام الغارقة)، (علمنى البحر ان القانون هو اليابسة… ما عدا ذلك فهو الحرية المطلقة..)، (لكل خائن على سطح الارض مصيدة سيقع فيها يوما ما..). هذه بعض من اقوال البحار العجوز “الشخصية الرئيسة” في المسرحية فهناك شخصية المهرج التي تظهر في هذا النص كحيلة لتقديم الحكاية حكاية البحار العجوز.

والمسرحية وهى تطرح هذه الحكاية التي هىي عبارة عن ذكريات البحار وبعض من سيرة حياته وحياة اصدقائه في الموانئ التي تعني رمزيا العالم فقد تجول هذا البحار فى معظم موانئ العالم وتعرف على ثقافات ولغات وفنون عدد من الشعوب ولكنه عاد اخيرا إلى اليابسة.. إلى الوحدة والفقد.. إلى العيش فى كنف الذكريات.. عاد سجينا في الزمن… انه الآن في مصيدة مثل فأر يتأمل ايامه…

إنها حكاية عن الثراء والانطلاق في العالم الفسيح ثم العودة إلى ضيق الذكريات والوحدة.. حكاية نهضت ليس فقط على ما يقوله البحار من اقوال وانما ايضا على عدد من الارشادات والتوجيهات وضعت بين ثنايا النص بهدف ضبط تدفق الحكى وتنويع طرائق التعبير عنه.

… إنه نص محفز للتأمل والفرح المختلس.

 

المصدر: صحيفة التغيير

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *