قراءة اولية في اعلان نيروبي
في السبت الثامن عشر من مايو وقع رئيس الوزراء الاسبق الدكتور عبدالله حمدوك والاستاذ عبدالواحد محمد نور رئيس حركة تحرير السودان أعلان سياسي لا نهاء الحرب وبناء الدولة السودانية علي اسس جديدة.
*الاعلان خطوة جيدة حيث ان هذا الاعلان من خلال مقدمته يعمل علي تأسيس وبناء الدولة السودانية فيما بعد الصراع. وذلك من خلال مؤتمر المائدة المستديرة. وكان يمكن ان يكون رئيس حركة تحرير السودان الاستاذ عبد الواحد محمد نور احد الاشكاليات التي تواجه بناء الدولة ، وان الوصول معه وإقناعه بمناقشات ما ورد في بنود الاعلان في المائدة المستديرة يكون قد زالت احدالاشكالات التي تواجه بناء الدولة السودانية.
* تم توقيع الاعلان من قبل دكتور عبدالله حمدوك بصفته رئيس وزراء اسبق وذلك لسببين ربما أن هذا الاعلان في الاساس هو دعوة لمؤتمر المائدة المستديرة ، او ربما يكون بناء على طلب الطرف الاخر عبد الواحد بان لا يوقع حمدوك بصفته رئيس تقدم.
* يعيب على الاعلان انه في بنده الخامس حصر مؤتمر المائدة المستديرة ، في القوي الوطنية المؤمنة بهذه المبادي وربما تكون بعض من القوي الوطنية لديها تحفظات حول ما ورد في المبادئ مثال تقرير المصير او الفيدرالية ، وبالتالي منع هذه القوة من المشاركة وحرمانها من وضع او اضافة مبادئ جديدة قد لا يحقق نجاح المائدة المستديرة.
* الاعلان دعا الاطراف الى منبر جده للوصول لاتفاق لا يقاف الحرب ، واحلال السلام ، وفى ذات اللحظة تحدث في بنده الرابع الفقرة (ز) عن معالجة تركة الانتهاكات الانسانية من خلال العدالة والمحاسبة ، وفي اعتقادي بان الاعلان فضل السلام علي العدالة. لا نه غالبا ما يدخل اطراف الصراع الجيش والدعم السريع والذين ارتكبوا جرائم ضد الانسانية وجرائم ابادة جماعية وانتهاكات واضحة لحقوق الانسان في المفاوضات ويطالبون بالحصانة كضمان قبل توقيع اتفاق السلام. وفى معظم الحالات ، ويرى هؤلاء(الجيش والدعم السريع) أن المساءلة هي العقبة امام السلام ، لذلك يضغطون على المجتمع الدولي والإقليمي الذي يقود التفاوض بحجز شعبهم كرهائن من خلال مواصلة العنف اذا لم يكن هناك ضمان للحصانة . فالعدالة والمحاسبة التي نص عليها الاعلان لا فائدة منها لا نها لا تستطيع ان تعاقب الجناة ، وحتى ان تم تطبيق العدالة الانتقالية لاحقا من قبل موقعي الاعلان ومشاركو المائدة المستديرة ليس امامهم الا تطبيق النموذج الجنوب أفريقي الذى عمل بأنشاء لجنة الحقيقة والمصالحة بدلا عن المحاكمات، حيث تم فيها العفو مقابل اعتراف ما ارتكبوه .
[email protected]
المصدر: صحيفة الراكوبة