اخبار السودان

قرأه في خطاب ترامب والحرب في السودان

السر العجمى

 

بالأمس الاثنين في العشرين من يناير 2025م تم تنصيب ترامب الرئيس السابع والاربعون للولايات المتحدة الامريكية ، ومن خلال الخطاب الذي القاه ترامب في حفل التنصيب بالرغم من ان جل الخطاب تناول سياسته الداخلية الا انه تحدث قليلا عن السياسة الخارجية ، عليه سوف نحاول قراءة خطابة فيما يتعلق بالسياسة الخارجية وأثر الخطاب علي حرب السودان والسيناريوهات المتوقعة من قبل إدارة ترامب تجاه الحرب في السودان. وذلك من خلال المقولات التي ذكرت في الخطاب.

أولا : أمريكيا

أولا : جاء الخطاب رافعا شعار أمريكا أولا عندما ذكر ترامب “سوف اضع أمريكا في المقدمة” وهذا هو جوهر الخطاب وتكشف هذه التصريحات بأحداث قطيعة تامة مع الأسس التقليدية والسياسية التي يتبعها الحزبين سواء الجمهوري او الديمقراطي ، وان سياسته سوف يكون محركها الأساسي هو مفهوم المصلحة القومية للولايات المتحدة الامريكية ، “رافعا شعار أمريكا أولا”. لذلك فان تد خل ترامب في الحرب في السودان تحكمه المصلحة فقط فاذا لم تكن هناك مصلحة فلا يمكن ان يتدخل في الشأن السوداني ، ولن تحتل قضية الديمقراطية اولويه عند ترامب كالديمقراطيين عليه ربما ينتهج ترامب سياسة العزلة تجاه حرب السودان وتصبح حربا من الحروب المنسية كحرب الصومال سابقا.

ثانيا : “نجاحنا لن يكون في المعارك التي ننتصر فيها فقط ولكن أيضا في الحروب التي ننهيها والاهم الحروب التي لا ندخلها”

هنا أيضا يشير الخطاب الي احداث قطيعة تامه مع سياسة المحافظون التقليدين في الحزب الجمهوري الذين يقومون بالتدخلات العسكرية خارج نطاق تفويض مجلس الامن حيث انهم يشككون في قدرة الأمم المتحدة والمؤسسات متعددة الأطراف على الحفاظ والسلم والامن والاستقرار. مع الإشارة الي ان الحروب التي لا ندخلها المقصود منها عدم التدخل خاصة ان ترامب يسعي الي تقليل الوجود العسكري خارجيا انطلاقا من مقولته ان حلفاء أمريكيا يستفلوننا ، وبما ان الخطاب تحدث عن الحروب بصورة مطلقة يفهم من ذلك انه فيما يتعلق بحرب السودان لم يكن هناك أي تدخل من قبل أمريكيا خارج نطاق مجلس الامن ، مما يؤكد اتباع ترامب لسياسة العزلة تجاه حرب السودان.

ثالثا : القضاء على الإرهاب الإسلامي المتطرف :

أشار الخطاب ان من ضمن سياسة ترامب الخارجية هو تعزيز التحالفات القديمة وتشكيل تحالفات جديدة ، وتوحيد العالم المتحضر ضد الإرهاب الإسلامي المتطرف ، متعهدا بالقضاء عليه. من خلال هذا الخطاب ترامب يؤمن بان الراديكالية الإسلامية هي مصدر الإرهاب الذي يهدد الولايات المتحدة الامريكية وان الإسلاميين في السودان جزء من هذه الراديكالية الإسلامية وهم مصدر العنف والإرهاب ويساوي بينهم وبين داعش خاصة بعد ظهور كتائب الإسلاميين في السودان أمثال البراء وغيرها من الكتائب والمليشيات الإسلامية داخل السودان وما ارتكبوه من عنف وإرهاب وانتهاكات شاهدتها كل العالم عبر القنوات الفضائية والميديا. فترامب في حديثة عن القضاء على الإرهابيين الإسلاميين يستند الي وثيقة تعود للعام 1992م تحدثت عن الهدف الرئيسي للإخوان المسلمين لاختراق المجتمع الأمريكي. ربما تكون اولي خطوات ترامب فيما يتعلق بالحرب في السودان ، ان اولي خطوات ترامب هو محاربة الإسلاميين ، والضغط على البرهان بالتخلي عن الإسلاميين خاصة ان ترامب يريد مواصلة اتفاق ابراهام والذي يعارضه ويرفضه الإسلاميين بالسودان ، وغالبا ما يرضخ البرهان لذلك لان العقوبات التي أصدرتها الإدارة الامريكية السابقة ، تساعد في الضغط مرة اخري بإحالة البرهان الي المحكمة الجنائية الدولية في حالة عدم التخلي عن الإسلاميين. او ربما يكون الضغط بمساعدة القوات والجماعات التي تقاتل الإسلاميين. او ربما يستخدم ترامب القوة العسكرية لمواجهة الإرهاب الإسلامي طالما ان القضاء عليه يشكل هدف من اهداف سياسته الخارجية.

رابعا : اريد ان يكون ارثي صانع سلام ووحده :

هنا يريد ترامب ان يضع ارثا جديد يخلده التاريخ ويسير علي هداه الأجيال اللاحقة وهو السلام والوحدة. ويتضح من الخطاب ان ترامب متحمسا للسلام ويسعي الي إحلال السلام في كل العالم وإيقاف الحروب ، وفيما يتعلق بشان الحرب في السودان وفقا لهذه الرؤية وبحكم ان ترامب سياسة ترامب تنبني علي المصلحة الامريكية ، وتحين الفرص الاقتصادية فانه ربما ينظر الى الأموال الضخمة التي تدر علي السودان من اجل بناء الدولة فيما بعد الحرب وذلك بدخول الشركات الأجنبية ، لذلك فهو يريد ان يحقق مصلحة اقتصادية لأمريكا من خلال الشركات التي تعمل في الاعمار ، لذلك سوف يسعي جاهدا لصنع السلام في السودان وإيقاف الحرب حتي يحقق أهدافه وان الجهود التي بذلها في حرب غزة وإقناع نتنياهو بأبرام اتفاق السلام ، يمكن ان يقنع بها اطراف الحرب بالوصول الي اتفاق سلام طالما هذا السلام يحقق له مصلحة اقتصادية لدولته وفي ذات الوقت تحقيق هدفه كصانع سلام ، عليه ربما اولي الخطوات التي يتخذها ترامب بشأن إحلال السلام في السودان هو تعيين مبعوث له للسلام في السودان ، من اجل الضغط علي الأطراف والتشاور معهم في الوصول الي اتفاق سلام.

 

[email protected]

المصدر: صحيفة الراكوبة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *