اخبار السودان

قرأه في جلسة مجلس الامن الدولي

السر العجمى

 

امس الخميس الثالث عشر من مارس 2025م عقد مجلس الامن الدولي جلسة خاصة بطلب من بريطانيا والدنمارك لمناقشة الوضع في السودان، وتهدف الجلسة الي تسليط الضو على تداعيات الصراع على المدنيين وتأثيره الإنساني خاصة النساء والأطفال وسط تساؤلات حول مدي اتخاذ قرارات جادة لحمايتهم.

وقد ظل العالم يراقب هذه الجلسة ومأسوف يتخذه مجلس الامن الدولي من قرارات تجاه حرب استمرت حتى الان مدة عامان من الصراع والعنف المتزايد تجاه المدنيين وعدم التقيد بقواعد القانون الدولي الإنساني واتفاقيات جنيف من قبل أطراف الصراع، مما خلق أكبر كارثة إنسانية في تاريخ البشرية، كما جاءت هذه الجلسة في ظل التعقيدات على المشهد السوداني بتشكيل حكومة موازية في مناطق سيطرة الدعم السريع.

الا انه من المؤسف وكالعادة تجاه الحرب المنسية في السودان جاءت الجلسة مخيبة للآمال كسابقاتها بالرغم من التحذيرات والتصريحات التي حددت هدف الجلسة وهو مدي اتخاذ مجلس الامن من قرارات جادة لحماية هؤلاء المدنيين؟ ولكن كانت الجلسة عبارة عن مهرجان خطابي من قبل الدول الأعضاء. وهذا هو الخط الذي يسير علي هداه مجلس الامن بشأن الازمة السودانية دون اصدار قرارات ملزمة، حيث عجز مجلس الامن في اصدار قرار وفقا لصلاحياته الممنوحة له بموجب الميثاق ويبدو ذلك بسبب الفيتو الذي يعيق اعماله. وسوف نركز كجرأة اولي علي خطاب مديرة مكتب الشؤون الإنسانية، ومندوب المملكة المتحدة والولايات المتحدة الامريكية.

والملاحظ ان خطابات الدول كلها بما فيها خطاب السيدة اديم وسونو اتفقت حول نقطتين هما:

1/ الترحيب بقرار السلطات السودانية بتمديد فتح معبر أدرى.

2/ التركيز على وحدة السودان

3/التمسك بقرار مجلس الامن 2724

ابتدرت الجلسة بخطاب السيدة اديم وسونو مديرة العمليات والتواصل في مكتب الشؤون الإنسانية وركزت خطابها على الازمة الإنسانية غير المسبوقة والنزوح والمجاعة حيث عددت الاحصائيات بشان هذه الازمة الكارثية وأفادت بان عدد النازحين اكثر من 12 مليون شخص و3.4 قادروا السودان، واكثر من نصف سكان السودان يعانون من الجوع، بالإضافة الي انقطاع التعليم الرسمي والعنف الجنسي، كما جاء التركيز اكثر على التطورات الأخيرة في معسكر زمزم الذي يتعرض فيه المدنيين للاعتداء وأكدت علي المجاعة بهذا المعسكر، كما ان القتال الدائر في شمال كردفان وجنوب كردفان يعرقل عملية المساعدات الإنسانية، وأشارت الي التدخل الخارجي في الصراع بانه لايزال يغوض جهود الإغاثة. وفي الختام طالبت المجتمع الدولي لحماية المدنيين ودعت مجلس الامن لاتخاذ تدابير فورية لحماية المدنيين في معسكر زمزم، وان الاعتداء يجب ان يتوقف فورا. وان شعب السودان يحتاج الي اهتمامكم ودعمكم. فخطاب السيدة اديم وسونو نبه المجتمع الدولي بظهور المجاعة في السودان، وثبوت المجاعة في معسكر زمزم والكارثة والازمة الإنسانية باعتبارها ازمة إنسانية غير مسبوقة في العالم كما دعا وطالب الامن بحماية المدنيين. واتخاذ خطوات جادة بشأن التدخل الخارجي في الحرب. ولكن للأسف من يسمع صوت يوسف داخل الجب.

اما مندوب بريطانيا فقد ركز على زيارة وزير الخارجية البريطاني الذي زار أدرى والتقارير التي تتحدث عن الاغتصاب والعنف الجنسي، واكد علي احترام حقوق السودان ووحدته وسيادته وحث الأطراف على الوساطة. وصرح بالدعوة التي دعا اليها وزير الخارجية لعشرين دولة لعقد مؤتمر في ابريل القادم من اجل حل سلمى، فضلا عن ذلك ضرورة التأكيد على دعوات المجلس الي قوات الدعم السريع بوقف الحصار على الفاشر. ويبدو من خلال خطاب بريطانيا انها تركز على الحل السلمي والدبلوماسي، وذلك بالدعوة الي مؤتمر في ابريل القادم في بريطانيا. وسبق ان اتبعت الإدارة الامريكية السابقة في عهد بايدن ذات النهج الدبلوماسي فيما يتعلق بالأزمة السودانية عند عقدها لمؤتمر جنيف، فهل تنجح بريطانيا فيما فشلت فيه إدارة بايدن بشأن الحل الدبلوماسي؟ خاصة مع تنامي خطاب الجيش السوداني الداعي لمواصلة الحرب واصراره على الحسم العسكري وعدم الدخول في أي تفاوض او حوار سلمي؟ .

وفيما يتعلق بخطاب مندوب الولايات المتحدةالامريكية جاء الخطاب حادا شديد اللهجة، ومحزرا المساس بالمصالح الامريكية في البحر الأحمر، والتي كما يبدو تتمثل في الاعتبارات الجيوسياسية باعتبار البحر الأحمر أكثر الممرات المائية التجارية في العالم، وضمان تدفق النفط وحماية استثمارات الطاقة وغيرها من المصالح. ويبدو ذلك في إشارة الي حديث وزير الخارجية السوداني بمنح روسيا قاعدة عسكرية. كما حزر الخطاب من الإرهاب والجماعات الإرهابية والإرهاب البحري حيث جاء في الخطاب (لا يمكن ان نسمح للسودان بان يكون بيئة للإرهاب ومنظمات الجريمة العابرة للحدود ولأيمكن ان نسمح للأضرار بمصالحنا في البحر الأحمر). ويبدو من خلال هذه الجزئية في الخطاب إشارة واضحة وصريحة في إمكانية التدخل الأمريكي خارج نطاق مجلس الامن في حالة المساس بالمصالح الامريكية في البحر الأحمر. لذلك إذا حاولت حكومة بورتسودان اتخاذ أي اجراء فيما يتعلق بالبحر الأحمر، فالتدخل الأمريكي لا شك قادم وخارج نطاق مجلس الامن كما حصل ذلك. في العراق وكوسوفو.

أيضا دعا الخطاب الي وقف الاعمال العدائية وحماية المدنيين، وعبر عن قلقه فيما يحصل في معسكر زمزم، ولابد من المسالة كما حث فريق الخبراء ان يواصلوا في رصد الانتهاكات، ويبدو ان أمريكا تجهز وتتجه لمحاسبة منتهكي جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية عبر محكمة الجنايات الدولية، وذلك عن طريق طلب الإحالة من قبل مجلس الامن بحكم انها ليست عضوا في المحكمة. الا ان هذا الطلب في اعتقادي سوف يعرقله الفيتو الروسي او الصيني. ولم يكتب له النجاح.

وأخيرا انتقد الخطاب الحكومة التي سيتم انشاؤها في مناطق سيطرة الدعم السريع، بانها لم تساعد على الامن والسلام في السودان وقد تؤدي الي انقسام السودان.

نواصل

 

[email protected]

المصدر: صحيفة الراكوبة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *