سقط لاجئ سوداني قتيلاً جراء بعد تعرضه لضربات في رأسه بساطور في أحدث الهجمات على اللاجئين بمعسكر كيرياندونغو.
كمبالا: التغيير
تجدّد مساء السبت، الهجوم على لاجئين سودانيين في معسكر كيرياندونغو شمالي أوغندا، حين اقتحم مسلحون من جنوب السودان مجمع كلستر (C) واعتدوا بعنف على سكانه، ما أسفر عن مقتل لاجئ وإصابة العشرات، في حادثة هي الثانية من نوعها خلال أسبوع، وسط اتهامات بتقاعس السلطات الأمنية وتزايد المخاوف من انفلات الأوضاع داخل المخيم.
وبحسب شهود عيان ومقاطع صوتية اطلعت عليها (التغيير)، نفّذ أفراد من مجتمع “النوير” من لاجئي جنوب السودان هجوماً مباغتاً باستخدام العصي والسكاكين والأسلحة البيضاء، وهاجموا لاجئين سودانيين داخل المساجد، ما أدى إلى سقوط عدد من الجرحى، بعضهم في حالات حرجة.
وقال محمد حامد، مدير اللجنة الأمنية في كلستر (B)، في رسالة صوتية متداولة على مواقع التواصل الاجتماعي، إن الضحية يُدعى “كباشي”، وقد تعرض لعدة ضربات بساطور في رأسه أمام منزله ما أدى إلى وفاته على الفور.
وأضاف أن عدداً من المصابين يعانون من إصابات خطيرة، فيما لا تزال بعض الحالات دون إسعاف، موجهاً نداءً عاجلاً للجهات الصحية والمنظمات الإنسانية للتدخل الفوري.
هجوم داخل المسجد وحالة من الذعر
أكدت روايات متطابقة، أن المهاجمين اقتحموا أحد المساجد داخل كلستر (C) عقب صلاة العشاء مباشرة، واعتدوا على المصلين، قبل أن يتجهوا إلى مسجد ثانٍ، مما أثار حالة من الفزع والهلع بين النساء والأطفال في محيط المنطقة.
وذكر أحد أعضاء اللجنة الأمنية بالمعسكر في تسجيل صوتي أن الشرطة الأوغندية وصلت متأخرة، وأطلقت أعيرة نارية في الهواء لتفريق المعتدين، بينما كانت جهود الإسعاف مستمرة لنقل المصابين إلى المستشفيات وسط شكاوى من تأخر الاستجابة وغياب الحماية.
وقالت لاجئة لـ(التغيير): “والله الوضع خطير، اضطررنا للجوء إلى الجيران في منزل مبني بالطوب لأنه أكثر أماناً.. لا أحد يشعر بالأمان بعد الآن”.
بينما أشار لاجئ آخر إلى أن “الاعتداء جاء انتقاماً بعد توقيف أحد أفراد العصابة بتهمة السرقة”.
20 مصاباً وتحديات في الرعاية الصحية
وأعلن المكتب القيادي لمجتمع اللاجئين السودانيين في بيان، عن إصابة 20 لاجئاً جراء الهجوم، نُقلوا إلى مرافق صحية مختلفة، من بينهم 14 لا يزالون يتلقون العلاج، و5 غادروا بعد تحسن حالاتهم.
وأوضح مكتب الصحة التابع للمكتب القيادي أن الكوادر الصحية والمتطوعين واجهوا تحديات كبيرة نتيجة ضعف التجهيزات ونقص الكادر الطبي، خصوصاً في مستشفى كيرياندونغو الذي استقبل معظم المصابين.
من بين أخطر الحالات، الأستاذ علي الذي خضع لعملية جراحية معقدة استمرت أكثر من خمس ساعات بعد إصابته بطعنات في الكبد والمرارة والحجاب الحاجز، ولا يزال في العناية المركزة.
كما يرقد راشد مصطفى في قسم العناية إثر إصابة في الرأس ونزيف داخلي أثّر على الدماغ، فيما يعاني محمد مرسال من نزيف من الأنف والأذنين وتُوصف حالته بالمستقرة.
وضم التقرير أيضاً أسماء جرحى يتلقون العلاج في مستشفى غولو ومستشفى كيرياندونغو ومركز بانيادولي الصحي، إلى جانب حالات خرجت من المستشفى، بينها طفلان.
دعوات للتحرك العاجل وحماية المجتمع
عبّر قادة مجتمع اللاجئين السودانيين عن قلقهم البالغ إزاء تصاعد الهجمات وتكرارها في ظل غياب واضح للإجراءات الوقائية، محذرين من عواقب وخيمة إذا استمر الانفلات الأمني داخل المعسكر.
وطالب المكتب القيادي المفوضية السامية لشؤون اللاجئين وشركاءها بالتدخل الفوري لتعزيز الأمن، وتقديم الدعم النفسي والاجتماعي العاجل للضحايا، لا سيما الأطفال الذين تعرضوا لصدمات بالغة نتيجة هذا العنف المتكرر.
ويعيش أكثر من 10 آلاف لاجئ سوداني في معسكر كيرياندونغو، غالبيتهم من الفارين من الحرب التي اندلعت بالسودان في أبريل 2023، وسط ظروف إنسانية وأمنية متدهورة.
المصدر: صحيفة التغيير