
كشف الشاعر والمسرحي قاسم أبو زيد لـ”التغيير” عن تفاصيل العمل الغنائي الجديد يا رحمن للفنانة نانسي عجاج، وهو نص من كلماته قامت نانسي بتلحينه وأدائه بمشاركة الفنان أحمد النيل، في عمل وُصف بأنه مختلف ومائل إلى المديح النبوي، لكنه محمّل برسائل مباشرة عن الحرب ومعاناة السودانيين.
القاهرة: التغيير
أوضح أبو زيد أن تسجيل وتنفيذ الأغنية تم في عدة دول، أبرزها مصر، إلى جانب هولندا ويوغندا، مؤكداً أن الأداء الروحي لنانسي منح العمل بريقاً خاصاً. وقال إن المشروع جاء ضخماً ومختلفاً، وإنه لم يتوقع أن تُلحن القصيدة أو تُغنّى، مضيفاً:
«أكتب في كل مرة عن الوجع والحرب ولا أجد ما يوازي معاناة الناس».
رمزية الزرزور… وطن يهجر أبناءه
أشار أبو زيد إلى توظيف طائر الزرزور كرمز للسوداني الذي هجر وطنه وتفرّق في المنافي، كما في قوله:
«وليه العش يطرد زرزورك»،
موضحاً أن النص يعكس خراباً إنسانياً واسعاً خلّفته الحرب.
تفاعل واسع وتحول إلى “ترند”
وجدت الأغنية انتشاراً كبيراً على منصات التواصل الاجتماعي عقب إطلاقها، واعتُبرت من بعض النقاد «مدحة في شكل أغنية» لقربها من نسق مديح حاج الماحي واعتمادها إيقاع النوبة.
نقلة نوعية
قدّم الناقد الفني أيمن كمون موسَّعة للأغنية في منشور على فيسبوك، اعتبر فيه أن العمل يمثل نقلة نوعية في تجربة نانسي عجاج. واستهل نقده بالقول:
«إنها المرة الأولى التي أتمتع فيها بفلسفة لحنية واضحة ومرتّبة، ومشروع لحني كامل يُنجز وفق رؤية إبداعية متكاملة».
وأضاف أن نانسي صنعت «دراما غنائية كاملة بمشاهد وشخوص ومؤثرات»، موضحاً أنها اختارت تيمة مديح حاج الماحي «يا رحمن» كأساس بنَت عليه المعمار اللحني، وأن اختيارها إيقاع النوبة منح الأغنية عمقاً روحياً وموروثياً أظهرها قريبة للوجدان منذ الاستماع الأول.
وتوقف كمون كثيراً عند الأداء الصوتي، قائلاً:
«نانسي وصلت في أدائها إلى مرحلة الدروشة والانجذاب الروحي… وما أجمل كل ما يحمل ريحة سيدنا النبي»،
معتبراً أن أدائها أقرب إلى حال المتصوفة في حضرات الذكر.
كما أشار إلى أن مشاركة الفنان أحمد النيل كانت إضافة فارقة، واصفاً صوته بأنه «ساحر»، قائلاً إن ثنائية نانسي وأحمد صنعت «تسونامي غنائي أحبه الناس من الدقيقة الأولى».

رسائل سياسية واجتماعية
رأى أيمن أن نانسي مضت بجرأة في تحميل الأغنية رسائل احتجاجية على الحرب، قائلاً إن النص واللحن معاً يوجهان أصابع الاتهام إلى من ترى أنهم يشعلون الصراع، مستشهداً بمقاطع من الأغنية مثل:
«الأطفال لا ضل لا راعي
والميتين يا حليل الناعي»
وكذلك:
«بلد الخير المالي السهلة
الله بلاك بي أكبر جهلة»
التي اعتبرها أيمن كمّون إشارة واضحة لمن تُحمّلهم نانسي مسؤولية ما يجري.
كما توقف عند بيت آخر:
«الخازوق الواقف عارض
بين الحق والصح متعارض»
وصفه بأنه تعبير شعري حاد يحضر في سياق إدانة صريحة للحرب وللمتسببين فيها.
وختم كمون نقده بالإشادة بالجرأة الفنية التي ظهرت في الأغنية قائلاً:
«حين تكون الكلمة نية… بتبقى الثورة مدد صوفية»،
معتبراً أن نانسي في هذا العمل «اختارت المواجهة» وعادت بقوة إلى الواجهة الفنية.
«يا رحمن أجبر مكسورك»
«وليه العش يطرد زرزورك»
«النازحين في بلاد مشنوقة
والحاكمين في آخر روقة»
«بى دعواتكم يا أهل الله
إيد الباطش راح تنشلا»
المصدر: صحيفة التغيير
