اخبار السودان

في ظل عدم جيش حقيقي : وزير الخارجية الجديد يعلن الحرب ضد إثيوبيا !!

بكري الصائغ

لم يعد يخفي علي أحد ، أن السودان هو البلد الوحيد في العالم الذي أصبح فيه أي مسؤول كبير في السلطة او جنرال بمؤسسة عسكرية أن يصرح ويفتي يدلي ببيانات كيفما شاء دون ضوابط او رقابة ومحاسبة علي ما يقوم بها من تصرفات غير مقبولة وتتعارض مع القوانين واللوائح المنظمة للعمل في جهازي الخدمة المدنية والعسكرية ، انهمم يطلقون لأنفسهم العنان في لغو الكلام والحديث غير مهتمين إن كانت تصرفاتهم تسبب اضرار واحراج للسلطة الحاكمة.

اكبر مثال له علاقة بالكلام اعلاه، وكيف أن أهل السلطة الحاكمة في بورتسودان قد أصبحوا لا يكترثون لتصرفاتهم وتصريحات الخالية من الذوق واللباقة ما بدر من الفريق أول ركن/ ياسر العطا الذي شن هجوم ضاري على دولة الإمارات العربية وتشاد وكينيا والسودان بألفاظ كانت جديدة في معانيها ومفرداتها لم يألفها المواطن ولا سمع لها مثيل من قبل!!، كان هجوم ياسر علي هذه الدول حادا استعمل فيها كل انواع البذاءات التي ما كان يجب أن تصدر من جنرال كبير عضو في مجلس السيادة أكبر مؤسسة عليا في البلاد!! .

بل والغرب من كل هذا ، أن القائد العام للقوات المسلحة الفريق أول ركن/ عبدالفتاح البرهان لم يردع ياسر ويذكره بضرورة مراعاة الانضباط العسكري وعدم التصرف بسلوك يتنافى مع الذوق العام واحترام دول لها علاقات وطيدة وقوية مع السودان منذ قديم الزمان.

منذ اكثر من أربعة أشهر مضت هدأت ثورة العطا وجنح للهدوء وعدم الإكثار من السباب ، ولا ندري هل يعود السبب الي زجره ومنعه من مواصلة الادلاء بتصريحات معادية للدول الصديقة .. ام نفذ رصيده من التعبيرات الغير لائقة ولا مقبولة؟!! .

وما كدنا نلتقط انفاسنا وارتحنا من هجاء العطا ، وهدأت العلاقات إلى حد كبير ما بين النظام الحاكم في بورتسودان والدول التي عانت من هجوم العطا ، حتى فوجئنا بوزير الخارجية الجديد الدكتور/ علي يوسف احمد الشريف يفتح النار على دولة اثيوبيا ، وكان الوزير قد تحدث في لقاء تلفزيوني مؤخرًا عن أزمة سد النهضة ، أكد فيه أن السودان قادر على العيش بدون المياه القادمة من سد النهضة، ولكن مصر لن تستغني عنها ، وهذا يعني أن مصر المستهدفة من هذا السد ، معقبًا حينها : القاهرة والخرطوم في خندق واحد في كافة القضايا ، أشار الوزير في هذا اللقاء إلى خيار الحرب كبديل حال فشل الحوار والتفاوض في ملف سد النهضة.

وبالطبع لم تسكت الحكومة الاثيوبية علي الوزير الجديد الذي يود جر نظامه إلى حرب مع إثيوبيا وأعربت عن استيائها من تصريحات الوزير السوداني ، علي يوسف ، التي أشار فيها إلى خيار الحرب كبديل حال فشل الحوار والتفاوض في ملف سد النهضة.

ليت وزير الخارجية الدكتور/ علي يوسف احمد الذي تم تعيينه في يوم الإثنين ٤/ نوفمبر الحالي أي قبل خمسة عشر يوما مضت كان قد اطلع علي ملفات ووثائق فيها ما يثبت عن قوة ومتانة العلاقة بين الشعبين السوداني والاثيوبي ، الدولة التي تستضيف اليوم أكثر من ربع مليون لاجئ سوداني ، وجدوا هناك الحماية والأمن والأمان من قصف القوات المسلحة المواطنين بالمسيرات وبراميل البارود المشتعل.

واسأل الوزير الذي يرحب الحرب ضد اثيوبيا اذا فشلت مفاوضات سد “النهضة”: هل عند جيش ضرغام قوي علي استعداد لملاقاة الجيش الاثيوبي، والدخول ضده في معارك وقتال … ام تستعين في الحرب بجماعات “المستنفرين” وتنظيم “براء بن مالك” والمليشيات الاسلامية وكتيبة المقدم / أبوعاقلة كيكل؟!! .

يا وزير الخارجية ، إن التصريح الذي ادليت به عن الحرب ضد إثيوبيا الشقيقة ، هو تصريح فيه نفاق مقرف وانحياز بلا اخلاق لموقف مصر في تعاملها مع اثيوبيا ، موقف يدل علي أن وزارة الخارجية تحتاج فعلا وبصورة عاجلة الي وزير خارجية جديد بدل عن هذا (الجديد!!) الموجود حاليا في الوزارة يعيث فيها فسادا.

 

[email protected]

المصدر: صحيفة الراكوبة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *