في حوار مع “الراكوبة”.. عمدة الدويم يكشف تفاصيل أوضاع الأسرى داخل المستشفى وخطط العودة الطوعية

حوار: رشا حسن
في ظل الأوضاع الإنسانية المتفاقمة والتحديات الأمنية المتعددة التي تمر بها ولاية النيل الأبيض، برز دور الإدارة الأهلية كركيزة أساسية في استقرار المجتمعات المحلية واحتواء تداعيات الحرب.
“الراكوبة” التقت نعيم عبد الرحيم أحمد، عمدة محلية الدويم، ورئيس منظمة ينمو الطوعية، وسفير السودان للسلام، للحديث عن جهود الإدارة الأهلية في إيواء النازحين واستقبال الأسرى، ودور المجتمع المحلي، وتقييمه للأوضاع الأمنية والخدمية، بالإضافة إلى رؤيته حول العودة الطوعية إلى المناطق المحررة.
كيف تقيّمون الأوضاع العامة في مدينة الدويم في ظل الظروف التي تمر بها البلاد؟
الدويم مقارنة بمناطق كثيرة تُعد آمنة. قبل فترة، كانت قوات الدعم السريع قريبة جدًا من المدينة، مما بث الخوف في نفوس الناس، ودفع بعضهم إلى الهجرة إلى القاهرة، بينما نزح آخرون إلى مدن سودانية مختلفة. لكن الوضع حاليًا مستقر.
ما هو الدور الذي لعبته الإدارة الأهلية في استقبال ورعاية الأسرى الذين تم نقلهم إلى الدويم؟
قبل وصول الأسرى، لعبت الإدارة الأهلية دورًا كبيرًا في إيواء جميع النازحين من ولايتي الخرطوم والجزيرة، ومحليتي القطينة وأم رمتة. أما فيما يخص الأسرى البالغ عددهم 42، والذين تم نقلهم إلى مستشفى الدويم التعليمي، بينهم أربع حالات وفاة ، فقد تضافرت الجهود لإنقاذهم ومعالجتهم، حيث كانت حالتهم الصحية سيئة للغاية نتيجة سوء التغذية ونقص الغذاء.
من اين جاؤوا الأسرى؟
الأسرى جاؤوا من جبل أولياء والقطينة، وتم ترحيل بعضهم إلى مستشفيات كوستي وربك والدويم.
هل واجهتم تحديات في توفير الدعم الإنساني والخدمي لهؤلاء الأسرى؟ وما الجهات التي تعاونت معكم؟
واجهنا تحديات كثيرة، أولها كثرة “النفرات”، بالإضافة إلى مشكلة النازحين الذين يقيمون داخل المدارس، ما أثر سلبًا على العملية التعليمية، إذ لم يتمكن الأطفال من الدراسة. جميع المدارس، إلى جانب داخليات جامعة بخت الرضا، أصبحت مكتظة بالنازحين.
فعلي منظمات الأمم المتحدة الاطلاع بدورها وعليهم تسجيل زيارة لمحلية الدويم، وأنعدد من المبادرات المحلية، كما تم التنسيق مع إدارة المستشفى بشأن الاسرى لتوفير أماكن لهم، إلى جانب تواصلنا مع خبراء في التغذية العلاجية.
هل بدأت أي خطوات فعلية لتنظيم العودة الطوعية من مدينة الدويم إلى المناطق المحررة؟
بالنسبة للعودة الطوعية، فهي محدودة حتى الآن، لكن في الأيام المقبلة سنركّز على عقد اجتماع موسّع يتناول العودة إلى المدارس، ومن ضمنه العودة الطوعية للمناطق التي تم تحريرها من قبضة الدعم السريع.
كيف تسير الأوضاع الأمنية في الدويم؟ وهل هناك تهديدات مباشرة من أي جهة؟
في السابق، كانت هناك تهديدات من الدعم السريع، حيث اقتربوا من الدويم من اتجاه الشرق والغرب. لكن بعد تحرير منطقة القطينة شرقي المدينة، أصبحت التهديدات محصورة في الجهة الغربية. قبل أيام، هاجمت قوات الدعم السريع منطقة “الهلبة” التابعة لمحلية الدويم، مما أدى إلى نزوح عدد من السكان إلى مدينة الدويم والآن الوضع مستقر.
شهدت المدينة تدفقًا للنازحين مؤخرًا.. كيف تتعاملون مع هذا الوضع؟ وهل هناك تنسيق مع المنظمات الإنسانية؟
منذ اليوم الأول للحرب، كنا في الموعد، وقمنا بالاتصال بالناشطين والمنظمات، وبدأنا في تهيئة أماكن للنازحين وتوفير الغذاء والإيواء والخدمات. كما كان معنا قسم الرعاية الاجتماعية بمحلية الدويم.
ولدينا تنسيق جيد مع المبادرات والمنظمات العاملة في المجال الإنساني.
هل لديكم خطط أو مطالب محددة من حكومة الولاية أو المركز لتحسين الأوضاع الخدمية؟
نعم، هناك مشكلات كبيرة في المؤسسات الصحية، خاصة مستشفى الدويم الذي يواجه ضغطًا شديدًا. المستشفى بحاجة ماسة إلى أجهزة مثل الرنين المغناطيسي وغيره من المعدات. وهناك بشريات من أحد الخيرين من أبناء الدويم الذي وعد بالتبرع بجلب هذه الأجهزة.
كما نعاني من مشكلات في التعليم، ونحتاج إلى تنظيم الأسواق، خصوصًا الباعة المتجولين الذين لا يملكون مصدر دخل. كذلك توجد مشكلات متعلقة بمياه الشرب داخل المدينة.
كيف تقيّمون دور المجتمع المحلي في دعم المستشفى واستقبال الأسرى؟
للمجتمع المحلي دور كبير ومشرف، حيث لم يكن بعيدًا عن خدمة الأسرى. كما شاركت المؤسسات والمبادرات المحلية، إلى جانب عدد من الخيرين من خارج السودان، في تقديم الدعم والرعاية.
المصدر: صحيفة الراكوبة