بكري الصائغ
مقدمة: تجي في يوم الاحد ٢٤/ اغسطس الحالي ٢٠٢٥، الذكري الثانية علي خروج القائد العام للقوات المسلحة الفريق أول/ عبدالفتاح البرهان من داخل سرداب القيادة العامة في يوم الخميس ٢٤/ اغسطس ٢٠٢٣، وبعدها غادر سرا القيادة العامة الي مدينة امدمان، وهناك مع بائعات القهوة احتسي كوب من القهوة “عدلت مزاجه”، والتقط معهن صور فتوغرافية نشرتها الصحف فيما بعد، ومن امدرمان توجه الي مطار وادي سيدنا الحربي حيث نقلته طائرة حربية في نفس اليوم الي بورتسودان وبقي فيها حتي اليوم.
المعلومات التي ورد ذكرها اعلاه، ليست بالجديدة ولا فيها ما يثير الانتباه او التوقف عند بعض ما جاء فيها، غالبية السودانيين وبنسبة عالية اصبحوا ملمين بالكثير من تفاصيل ما وقع في القيادة العامة وامدرمان وبمطار وادي سيدنا، كل هذه الاحداث حصلوا عليها من خلال ما نشر بالصحف والمواقع السودانية والاجنبية طوال شهور عديدة، الا ان الشيء الخافي علي المواطنين، وعلي نسبة كبيرة ضباط وجنود القوات المسلحة حتي اليوم، انهم لا يعرفون وغير ملمين بتفاصيل كيف خرج البرهان من بوابة القيادة العامة في يوم الجمعة ٢٥/ اغسطس ٢٠٢٣ الي امدرمان، علما ان القيادة العامة في ذلك اليوم كانت محاصرة بقوة كالسوار حول المعصم، قوات “الدعم السريع ” ما تركت مكان حول القيادة العامة الا ونشرت فيه اعداد من قواتها.
السؤال حول كيف خرج البرهان من القيادة العامة،هو سؤال شغل الجميع وبصورة خاصة ودرجة كبيرة الصحفيين والمراسلين الاجانب ووكالات الانباء العالمية، وقتها تبارت الصحف السودانية والاجنبية بكل اشكالها المتعددة، وتنافست تنافس ضاري قوي فيما بينها من اجل تقديم اقوي الاحتمالات حول كيفية هروب البرهان من القيادة العامة، التي كان من رابع المستحيلات خروج ضابط او جندي منها.
تعددت الروايات المختلفة وتنوعت حول هروب البرهان، ونشرت الصحف الكثير عن رويات الهروب باساليب مشوقة جذبت القراء كثيرا، وحتي اليوم رغم مرورعامين علي الحدث الغامض لم تخرج اي معلومة من البرهان (بطل الفيلم!!.) ، ولا ابدي اي رغبة منه في كشف حقيقة ما جري فجر الجمعة ٢٥/ اغسطس ٢٠٢٣.
في ظل هذا الغموض الذي صاحب هروب البرهان، كان من الطبيعي ان تعددت الروايات المختلفة والمتضاربة في كل مكان عند المواطنين الحائرين مما يجري حولهم وقصة رئيس البلاد الهارب من الخدمة العسكرية، بل حتي وسائل الاعلام المحلية والدولية والمؤسسات الصحفية شاركت المواطنين في عدم فهم ما قام به البرهان، انتشرت الاشاعات والاقاويل في الشوارع والميادين والاماكن القليلة التي تجمعوا فيها المواطنين رغم ظروف الحرب، وتبادلوا بينهم الاراء والمعلومات والقيل والقال، لقد طغي هذا الهروب علي مجريات القتال، بل حتي الكثيرين من ضباط وجنود المؤسسة العسكرية اعترتهم الحيرة تجاه هذا الهروب الغامض الذي قام به القائد العام للقوات المسلحة!!، ومما زاد من حيرتهم ان البرهان رفض رفضا بات ان يقول لزملاءه رفقاء السلاح كيف خرج من القيادة؟!!، ومن هم وراء هذا لهروب!!
رصد: ماذا كتبت الاقلام، ونشرت الصحف والمواقع السودانية والاجنبية عن هروب البرهان من القيادة العامة؟!!، وما هي التعليقات التي صدرت من المواطنين عن الخروج السري للبرهان من السرداب؟!!
١/ قصة خروج البرهان من الألف إلى الياء:
زعزع خروج البرهان المفاجئ وظهوره الجماهيري من سردية سيطرة الميليشيا بشكل محكم على العاصمة. فظهر أعضاء الميليشيا المحيطون بمباني القيادة العامة في أول الأمر ، ليقولوا إنهم شاهدوا طائرة عمودية تهبط للإجلاء ، ولكنهم لم يهاجموها لأسباب إنسانية برروا بالظن بأنها كانت تجلي أحد المرضى ، دون أن يوضحوا ما الذي دعاهم إلى هذا الظن. وبعد ذلك قالوا إنه هرب من القيادة العامة دون حتى أن يدري رفاقه به. ولاحقا عملت الآلة الإعلامية للميليشيا على نشر دعاية مكثفة بأن البرهان خرج نتيجة لصفقة دولية تمت بترتيب مع قوات الدعم السريع للسماح له بالخروج ، وهو الزعم الذي كرره بعض قادة الحرية والتغيير قادة الحرية والتغيير لاحقا.
المصدر صحيفة “الراكوبة” 25 يوليو، 2024
٢/ البرهان أنكر في خطابه الحماسي لجنوده في قاعدة فلامنغو البحرية في بورتسودان هذه المزاعم ، وقال إنه خرج في عملية عسكرية تم تنفيذها بواسطة قوات الجيش. وجاء خطابه بعيدا عن ملامح أي صفقة مع أي من الأطراف ، بمن فيهم الإسلاميون الذين تنكر البرهان لهم في خطاب فلامنغو بشكل قاطع مما يرجح صحة خطاب البرهان ، وما توارد عن مصادر عسكرية واجتماعية بمقتل اثنين من الضباط العاملين في حراسته ، وإصابة أحد مساعديه العسكريين المقربين بطلقة رصاص في قدمه خلال العملية. وكذلك ، يرجح صحة خطاب البرهان بانعدام التواصل المباشر وغير المباشر بين الجيش و”الدعم السريع” بعد توقف منبر مفاوضات جدة والخلافات الدائرة حاليا بين الوسطاء المشرفين عليه.
المصدر صحيفة “الراكوبة” 25 يوليو، 2024
٣/ خروج البرهان لأول من أسوار قيادة الجيش التي تحاصرها قوات الدعم السريع طرح علامات استفهام كثيرة، خصوصاً أنّ توقيتها تزامن مع دخول (الدعم السريع) أهم قاعدة عسكرية في الخرطوم (سلاح المدرعات) وفرض سيطرته على حوالي 85% منها، بحسب تقدير مراقب عسكري، بينها مستودعات (هناكر) الدبابات والسيارات المدرعة ومخازن الأسلحة.
وبحسب مصادر عسكرية عالية الموثوقية ان خروج القائد المحاصر بهذه البساطة تم إثر اتفاق بادرت به دولة كبرى مع دولة خليجية لم تفصح المصادر عنهما بالتنسيق مع قوات الدعم السريع، على يسمحوا بخروج قائد الجيش من مقر القيادة العامة ، دون أن تتعرض له القوات التي تحاصر القيادة. وأكدت المصادر أنّ الغرض من الاتفاق (الصفقة) هي إتاحة الفرصة والمساحة لقائد الجيش لبسط نفوذه على الأرض وسط جيشه، خاصة أن الفراغ الذي تركه استثمرته الحركة الاسلامية بواسطة تنظيمها العسكري داخل القوات المسلحة ومليشياتها المساندة للجيش؛ والتي بدأت في التمدد في المجال العسكري، بل أصبحت تتحدث بلسان الجيش، الأمر الذي خلق مخاوفًا حقيقية من عودة التنظيم العسكري للإسلاميين الراديكاليين إلى حكم السودان مرة أخرى. مضيفة بان البرهان تعهد بحسم تحركات الحركة الاسلامية ( الإخوان) وتوغلها في الشأن العسكري، وأكد للوسطاء بدء قطع أي علاقة له معهم.
المصدر صحيفة “الراكوبة” 25 يوليو، 2024
٤/ أكدت كثير من المصادر الصحفية؛ أنّ قوات الدعم السريع هي التي سمحت للبرهان بالخروج رفقة (4) من صغار الضباط يمثلون طاقم مكتبه، فيما لا تزال تفرض طوقاً على مقر قيادة الجيش التي يوجد بداخلها رئيس هيئة الأركان وجميع ضباطها، وقادة الفرق والأفرع العسكرية ولم تسمح لهم بالخروج، مع استمرارها في السيطرة على المقار العسكرية التي استولت عليها، كما لن تتوقف عملياتها العسكرية من أجل (تحرير) المقار العسكرية القليلة المتبقية بحسب تعبير مصدر مقرب من قوات الدعم السريع، والذي وصف خروج البرهان بأنه تم (بضمانة الغير)، في إشارة لبقية قادة الجيش الذين ما يزالوا محاضرين داخل القيادة العامة. واستبعدت المصادر العسكرية حدوث هدنة عسكرية مترافقة مع خروج البرهان، قائلة بأن الوقت لا يزال مبكرًا لحدوث مثل هذا الأمر.
المصدر صحيفة “الراكوبة” 25 يوليو، 2024
٥/ لفتت مصادر سودانية عديدة إلى وجود طبخة سياسية يتم الترتيب لها مع البرهان مباشرة، بموجبها يضمن الرجل خروجا آمنا من السلطة والورطة التي وقع فيها عند التوقيع على اتفاق لوقف إطلاق النار وتهيئة الأجواء لاستئناف العملية السياسية قريبا وتسليم السلطة إلى حكومة مدنية وتقويض نفوذ القيادات الموالية للإسلاميين في الجيش.
المصدر صحيفة “العرب” اللندنية 2023/08/26
٦/ كيف خرج البرهان من القيادة العامة، تابع الفيديو للنهاية:
٧/ أكبر عملية للجيش السوداني..كيف خرج البرهان من القيادة العامة.
اوكلت لسلاح الطيران مهمة ضرب ألاهداف وحماية الطائرة المروحية التي سوف تقل السيد الرئيس ومرافقيه. ولسلاح المدفعية ضرب اهداف في منطقة بحري والخرطوم بالتزامن مع العملية وكان لسلاح المسيرات السلاح الذي اثبت كفاءة عاليه دور فعال في استهداف المدافع المعادية.
هذه العملية تم الترتيب لها والتنفيذ بصورة احترافية ومهنية حيث اشتركت فيها القوات البرية و الجوية والبحرية وسلاح المدفعية والمسيرات وتعتبر اكبر عملية ابرار تمت بنجاح بدون خسائر في تاريخ الجيوش العالمية.
بداية العملية كان التخطيط والتنسيق والترتيب لها من هيئة السيطره بإشراف رئيس هيئة الاركان حيث حددت ساعة الصفر عند الثانية صباح الخميس 24 أغسطس 2024. الساعه الثانية عشرة صباحاً بدأت العملية بقصف مدفعي عنيف علي مواقع التمرد مما خلق في نفسهم الهلع والخوف من المصير المجهول. الساعة الواحدة صباحا تقدمت قوات من المشاة في عدة محاور واشتبكت مع العدو لصرف نظر العدو عن العملية الرئيسية
الساعة الثانية صباحا بدأت اسراب الطيران الحربي تحلق بسماء الخرطوم وبدات مضادات العدو التعامل معها لكن تعامل معها سلاح الطيران والمدفعية والمسيرات بحسم وتدمير عدد كبير منها واسكاتها في الحال. الساعة الثانية وخمسة دقائق طائرة مروحية تحلق بارتفاع منخفض نزلت داخل القيادة العامة للجيش بالمهبط المخصص للطائرات المروحية.
في ذلك الوقت السيد القائد العام للجيش نزل من مكتبه يحمل سلاحه الشخصي ودع رئيس هيئة الأركان وهيئة قيادته امام الطائرة وركب لوحده بدون اي حراسة. ولأن العملية كانت مشتركة وبها جانبا بحريا كانت القوات البحرية قد جهزت القوارب البحرية والتي اوكلت لها مهمة حماية المجري النهري الشريط النيلي وتوصيل قوات الحرس الرئاسي الي امدرمان. الساعة الثانية وعشرة دقائق بدأت الطائرة المروحية الاقلاع والقوارب البحرية في الابحار وكل ذلّك والمدفعية والمشاة والمسيرات تتعامل مع اهدافها مما ادخل الرعب في صفوف العدو واصابهم الجبن ودفنو روسهم في الرمال خوفاً من خطر الموت.
المصدر “تسامح نيوز”20240828
٨/ عملية تاريخية خرج بها الفريق اول البرهان من مقر اقامته بالقيادة العامة:
🔴 عملية تاريخية خرج بها الفريق اول البرهان من مقر اقامته بالقيادة العامة
٩/ ردود أفعال على خروج البرهان من القيادة العامة بعد دخول الحرب شهرها الخامس: أثار عبور البرهان من القيادة العامة إلى قاعدة وادي سيدنا الجوية التساؤلات حول الطريقة التي وصل بها إلى هناك، وسط وجود مكثف للدعم السريع في جميع أنحاء العاصمة. ذلك، أثار خروج البرهان من القيادة العامة بعدما دخلت الحرب شهرها الخامس التساؤلات والجدل في أوساط السودانيين، حول ملفي الحرب والسلام، خاصة بعد أن أشارت تقارير صحفية محلية إلى أنه سوف يغادر إلى مدينة بورتسودان ومنها ينطلق في جولات خارجية. ويعتقد أن ظهور البرهان يمثل انقلاباُ في المعادلة السياسية والعسكرية للحرب ككل. واختلفت ردود الأفعال الأولية على خروجه بعد طول حصار باختلاف مواقف القوى السياسية من الحرب والسلام، فانصار الحل السياسي التفاوضي عبر منبر جدة أبدوا تفاؤلا حذرا بأن هذه الخطوة يمكن أن تكون مؤشرا لان البرهان أدار ظهره للاسلاميين الداعمين لخط المواجهة العسكرية إلى حين القضاء على الدعم السريع نهائيا، ومن ثم الاقتراب إلى حل سياسي يطوي صفحة الحرب. ما علق المعارضون للحل السياسي على الأمر باعتباره انتصار عسكري له ما بعده من المواجهات، فيما تحدث بعض المتطرفين في خيار الحسم العسكري إلى خيانة البرهان وقبوله بصفقة مع الدعم السريع. فيما قال التجاني السيسي رئيس قوى الحراك الوطني(مجموعة موالية للنظام البائد) إن جولة البرهان ترسل إشارة للمجتمع الدولي والإقليمي بأن القوات المسلحة تسيطر على الموقف العسكري وهي الممسكة بزمام المعركة وأن بشريات النصر لاحت في الأفق. قال القيادي في قوى الحرية والتغيير، عروة الصادق، إن الخطوات المقبلة بعد خروج البرهان، تتمثل في إعادة النظر في قرارات “البدروم” السابقة، إعلان وقف إطلاق نار.
المصدر صحيفة “التغيير”24 أغسطس, 2023
الشكر والعرفان للصحف والمواقع السودانية التي اقتبست منها الاخبار والمعلومات.
[email protected]
المصدر: صحيفة الراكوبة