في الذكرى الرابعة.. طرفا فض اعتصام القيادة العامة يخوضان حرباً دامية وسط المدنيين
تأتي الذكرى الرابعة لمجزرة فض اعتصام القيادة العامة للجيش بالعاصمة السودانية الخرطوم، في خضم اقتتال دام يدور بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع اللذين فضا الاعتصام بالقوة المفرطة في 3 يونيو عام 2019.
الخرطوم: التغيير
رغم مرور أكثر من أربعة أعوام على الإطاحة بنظام المخلوع عمر البشير، في أبريل 2019م، إلا أن السودان ما يزال تحت وطأة الأزمات، تصاعدت بعد انقلاب قائد الجيش عبد الفتاح البرهان في 25 اكتوبر 2021م، قبل أن تصل ذروتها باندلاع الحرب بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في الخامس عشر من ابريل الماضي.
تقرير واضح
ويوصف يوم ذكرى فض الاعتصام بـيوم (الخذلان) من قبل الجهات الأمنية، فيما لم تخرج لجنة المحامي نبيل أديب بنتائج وتقرير واضح حول هوية قتلة المعتصمين في ذلك اليوم، واتهم مراراً وتكراراً التواطؤ وهو الأمر الذي ظل ينفيه.
وصاحب ملف العدالة والتحقيق في قضية “فض الاعتصام” تباطؤ وبطء واضح، فيما توجه الاتهامات لجهات عدلية بالتماهي مع عناصر النظام البائد وعدم الجدية في ملاحقتهم ومحاسبتهم، رغم الجرائم الضخمة والواضحة، مما أدى لهروب عدد كبير من المتهمين إلى الخارج.
تمسك أسر الشهداء
في وقت تتمسّك أسر الشهداء بالقصاص من المتسببين في مجزرة القيادة ولشهداء الثورة السودانية منذ اندلاعها حتى آخر شهيد بعد الانقلاب.
وشدّدت على تمسّكهم بتحقيق العدالة وتقديم الجناة للعدالة بعد انتهاء الحرب التي نشبت بين القتلة الآن وسيتم محاسبة القتلة والقصاص منهم لا محالة مهما طال الزمن.
مرتكبو المجازر
وقال تحالف التغيير الثوري إن الذكرى الرابعة لمجزرة فض اعتصامات الجماهير الثورية، نذكر أنفسنا أن من ارتكبوا تلك المجازر هم أنفسهم من يقومون الآن بقتلنا واحتلال بيوتنا، ويقصفون بالطائرات والمدفعية مساكننا ومستشفياتنا، ويمنعون عنا الماء والدواء.
وأوضح التحالف في بيان “إن طبيعة التكوينات المسلحة التي قفزت على السلطة في الحادي عشر من أبريل ٢٠١٩ وبمساعدة واضحة ومقصودة من قسم من المدنيين تطابقت مصالحهم مع تلك القوى، وعملوا على استبعاد القوى الثورية وإفراغ الثورة من محتواها الاجتماعي والاقتصادي.
رص الصفوف
وشدد على ان التمسك بشعارات الثورة وتحقيقها واجب على كل ثوري، والعمل على رص الصفوف هو الأساس الوحيد لتحقيقها، وتحقيق آمال شهداء ومفقودي المجزرة وكل من استشهد في ظل سلطة القمع التي انتجتها مساومات وتنازلات الهبوط الناعم.
وقال إن ثورة لا تعمل على إسقاط كامل النظام وتحقق العدالة هي نصف ثورة، وهي أخطر على الثوريين لأنها ترتد عليهم تصفية وفشلا”، فلتكن ذكرى المجازر وعظا” لنا، ولتكن هبتنا هذه المرة كاملة الاستعداد لاستحقاق سلطة ثورية تعمل على تحقيق الأهداف بوسائل جديدة وثورية”.
العدالة الإلهية
فيما يرى القيادي بقوى الحرية والتغيير المجلس المركزي معز حضرة أن العدالة الإلهية جات قبل العدالة في الأرض للاقتصاص لشهداء فض اعتصام القيادة العامة في ذكراها الرابعة.
وقال حضرة لـ”التغيير” ما يحدث الآن بين الجيش والدعم السريع من حرب هي دعوات لاستجابة الأسر المكلومة التي فقدت فلذات اكبادهم وهم يدعون بأن يجعل الله كيدهم في نحرهم، بدليل إنهم يقاتلون بعضهم البعض والشعب السوداني الملكوم يتفرج عليهم”.
وتابع: ” ذكرى فض الاعتصام ستظل مرتبطة بالعسكر الذي يقتلون الآن”.
ولفت إلى أن تظل الذكرى الأليمة مرتبطة في اذهان الشعب السوداني أشبه بمذبحة كربلاء لدي العراق،وهذه المذبحة التي ارتكبتها منظومة القوات المسلحة من جيش ودعم وسريع وشرطة وأمن وأمن شعبي”.
وقال للأسف الشديد العدالة لم تقتص من هولاء المجرمين.
وأضاف: “لجنة أديب رغم توفر الزمن الكافي والبينات لكن للإسف لم يقدم اي بينة وقضية.
وتابع: ” لو كانت قدمت القضية لما تجرأ هؤلاء المتقالين الآن للقيام بانقلاب 25 أكتوبر ولا حتى ما يقوم به الآن في السودان، ولكن تأخر العدالة هو اوصلنا لهذا الأمر”.
وشدد حضرة على أن القصاص حتما سيأتي وأن طال الزمن، وقال إن أي حكومة مدنية قادمة يمكن أن تقدم الأطراف المقتتلة من العسكريين لعدالة”. وقال ما لم تتحق سلطة مدنية كاملة لن يتحقق استقرار في السودان.
جريمة فض الاعتصام
وفضّ مسلحون يرتدون زياً عسكرياً في 3 يونيو 2019م، اعتصاماً مطالباً بتسليم السلطة للمدنيين أمام مقر قيادة الجيش بالخرطوم.
وأسفر ذلك عن مقتل «66» شخصاً، بحسب وزارة الصحة، في حين قدّرت قوى إعلان الحرية والتغيير قائدة الحراك الشعبي آنذاك العدد بـ«128»، فيما تحدثت أرقام عن أكثر من «130» شهيداً.
المصدر: صحيفة التغيير