بلغت مناسيـب نهر النيل مستوى الفيضان بعدة ولايات بينها النيل الأزرق والخرطوم، ووزارة الري تحذر السكان على ضفافه وتدعوهم لاتخاذ تدابير لحماية الأرواح والممتلكات..
شهدت مناطق عديدة بالسودان موجات فيضانات جراء ارتفاع مناسيب نهر النيل ورافديه “النيل الأبيض” القادم من بحيرة فكتوريا، و”النيل الأزرق” القادم من الهضبة الإثيوبية.
ونصحت وزارة الزراعة والري السودانية، المواطنين على ضفاف النيل بإجراء ما يلزم لحماية ممتلكاتهم وأرواحهم، مؤكدة استمرار ارتفاع مناسيب المياه في جميع محطات رصد وقياس مناسيب مياه النيل، خلال الأسبوع الحالي.
وذكرت الوزارة الاثنين، أن منسوب المياه بمحطات الرصد والقياس في مناطق سنجة، والخرطوم، ومدني، وشندي، وعطبرة، وبربر، وجبل أولياء، بلغ منسوب الفيضان (يتراوح منسوب الفيضان بين 15.22 إلى 17:30 متر في كل مدينة على حدة).
وأضافت أن مستوى المياه بلغ منسوب الفيضان في ولايات النيل الأزرق، وسنار، والجزيرة، والخرطوم، ونهر النيل، والنيل الأبيض.
وبلغ مستوى المياه منسوب الفيضان في نهر النيل في المناطق الممتدة من الخرطوم إلى دنقلا شمالا، وفي النيل الأبيض في المناطق الممتدة من الجبلين إلى الخرطوم، وفي النيل الأزرق في المناطق الممتدة من الديم على الحدود مع إثيوبيا حتى الخرطوم، وفق الوزارة.
إنزار أحمر
وكانت وزارة الزراعة والري السودانية، أطلقت السبت، إنذارا أحمر بالفيضان على طوال الشريط النيلي نتيجة لزيادة وارد المياه من النيل الأزرق والأبيض.
وغمرت مياه نهر النيل مساحات واسعة من المزارع والأراضي الزراعية شمالي ولاية الخرطوم وفي ولايتي نهر النيل والشمالية.
كما غمرت مياه نهر النيل الأزرق عدة مناطق في ولايات النيل الأزرق وسنار (جنوب شرق) والجزيرة (وسط) والخرطوم، كما تضررت ولاية النيل الأبيض (جنوب) بمياه نهر النيل الأبيض وكذلك مناطق جنوب الخرطوم.
ونهر النيل الأبيض ينبع من بحيرة فكتوريا الواقعة على حدود كل من أوغندا، وتنزانيا وكينيا، ويبلغ طوله نحو 3700 كيلو متر إلى أن يلتقى مع نهر النيل الأزرق في الخرطوم ليكونا نهر النيل الذي يعبر شمالا مصر ويصب في البحر الأبيض المتوسط.
وقال مواطنون من مناطق الكلاكلة والشقلة جنوبي الخرطوم للأناضول، إن مياه نهر النيل غمرت المنازل والشوارع القريبة من النهر.
كما تداول ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي، فيديوهات لمناشدات سكان جنوب الخرطوم للمساعدة في تشييد تروس (حواجز رملية لمنع مياه النهر النيل الأبيض من التسرب إلى المنازل والشوارع).
وفي ولاية الجزيرة وسط البلاد غمر فيضان مياه نهر النيل الأزرق المزارع في مناطق ديم المشايخة، وأم دلكة، وقندال جنوبي الولاية.
وبحسب السلطات السودانية، تضرر ألف و764 فدانا موزعة على 176 مزرعة بمنطقة قندال يستفيد منها أكثر من 238 مزارعا تنتج المنتجات الورقية والمانجو والموالح والموز والخضروات، وفق وكالة الأنباء السودانية.
والأحد، أعلنت وزارة الصحة السودانية عن تأثر 3 ولايات بالسيول والأمطار خلال الأيام الأربعة الأخيرة من 22 25 سبتمبر الجاري، هي الجزيرة، والشمالية والنيل الأبيض.
وقالت في بيان ” تضررت 386 أسرة، وألف و876 شخصا، بسبب الأمطار الغزيرة وارتفاع معدلات مناسيب النيل، التي متوقع أن تزيد خلال الأيام القادمة في بعض الولايات” .
وأضافت: “منذ 30 يونيو الماضي وحتى 25 سبتمبر الجاري، تضرر 24 ألفا و992 أسرة و 125 ألفا و56 شخصا”.
وتهطل عادة أمطار غزيرة بفصل الخريف في السودان، الذي يبدأ من يونيو وحتى أكتوبر، وخلاله يواجه البلد سنويا فيضانات واسعة النطاق.
ويحصل نهر النيل على 80 إلى 85 بالمائة من مياهه من النيل الأزرق عند التقائه مع نهر النيل الأبيض في نقطة “المقرن” بالعاصمة السودانية، ليواصل مسيرته إلى مصبه في البحر الأبيض المتوسط.
ويبلغ طول النيل الأزرق من بحيرة “تانا” الإثيوبية إلى العاصمة السودانية الخرطوم، حوالي 1622 كلم.
ومعظم المياه القادمة من النيل الأزرق إلى النيل الرئيسي تأتي في فصل الصيف (موسم الأمطار)، وخلال بقية العام يكون جريان المياه ضعيفا.
وتتشارك 11 دولة في نهر النيل، الذي يمتد لمسافة 6 آلاف و650 كيلومترا، وهي: بوروندي ورواندا والكونغو الديمقراطية وكينيا وأوغندا وتنزانيا وإثيوبيا وإريتريا وجنوب السودان بالإضافة إلى السودان ومصر.
المصدر: الأناضول
المصدر: صحيفة التغيير