رشا عوض
رشا عوض


رشا عوض

*اي كلام او حتى مجرد تذكر او تذكير بدور الكيزان في اشعال الحرب ممنوع بل جريمة!!

* الوعي المطلوب هو اختزال مشكلة السودان في ان هناك جنجوييد هبطوا من السماء يوم ١٥ ابريل ٢٠٢٣ وهم الشر المطلق والوحيد في السودان ويجب استئصالهم بالحرب.
غير مسموح نهائيا بطرح اسئلة على شاكلة: ما السبب في وجود هؤلاء الجنجوويد اصلا؟ من اين نبعت الحاجة لوجودهم؟ من الذي فتح لهم ابواب العلاقات مع الاتحاد الاوروبي ومع الخليج عبر المشاركة في عاصفة الحزم؟ من الذي استثمر في التمليش والتوحش ؟ من الذي ملكهم مناجم الذهب؟ لماذا يتم الان تصنيع مليشيات جديدة؟ من الذي عرقل الانتقال وانقلب على الثورة وذبح الثوار السلميين؟ من الذي يعارض السلام ويخون من يدعو لايقاف الحرب؟ كل هذه الاسئلة محض كوزوفوبيا وفش غبائن.

* انت ثوري وضد الحرب ومع السلام ولكن في نفس الوقت يجب ان تمجد قتلى الحرب من الكيزان وتسميهم ابطال وشهداء وتنسى تاريخهم في قتل العزل وحاضرهم في ذبح المدنيين اثناء هذه الحرب وفي ذات الوقت “تصرف بركاوي” للمدنيين ودعاة السلام والديمقراطية لمجرد انهم يحملون الكيزان مسؤولية اشعال الحرب .

* عندما تتناول قضية الانتهاكات يجب ان تدين انتهاكات الد.عم السريع فقط وتتعامى عن انتهاكات الجيش وان لا تدين ” صانع الكباب العظيم” ولا تدين جز الرؤوس وبقر البطون وان تتماهى مع اكذوبة ان تاريخ الانتهاكات بدأ في هذه الحرب فقط وتنسى تماما المجاازر الجماعية والاغتصااابات الجماعية وحريق دارفور وحريق الجنوب وجبال النوبة وبيوت الاشباح ودق المسامير في الرؤوس ودق الخوازيق في الاجساد! ، اما الموقف الثوري ضد الانتهاكات الذي يدينها بصرف النظر عن هوية مرتكبها ويدعو الى اعادة بناء المنظومة الامنية العسكرية على اسس جديدة تجعلها تحمي المواطن ولا تنتهكه فهذا الموقف تحالف مع المليشيا وكوزوفوبيا!

كل هذه المواقف الملتوية والفاقدة للاتساق لا تعدو ان تكون” مقاولات سياسية من الباطن ” تنفذها غواصات الاجهزة الامنية الكيزانية في الاحزاب ومنظمات المجتمع المدني ووسائل الاعلام ، او تواطؤا سياسيا مفضوحا مع الكيزان لاسباب عديدة ومختلفة باختلاف مصالح المتواطئين ، ولكن مثل تلك ” المقاولات” هذا “التواطؤ ” غير قابل للتغليف بغلاف ثوري او وطني خصوصا عندما يصدر من مثقفين او فاعلين ثوريين مفترض ان يكونوا على درجة من الوعي.

صحيح ان الانتهاكات البشعة التي ارتكبها الد.عم السريع في المدن التي سيطر عليها عبأت المواطنين ضده وجعلتهم ينظرون اليه كعدو يجب دحره والنظر الى كل من يحاربه كبطل وكمخلص او منقذ ، ومن هذا المدخل تسلل الكيزان بكل انتهازية لتغيير صورتهم في اذهان الناس من قتلة وحرامية الى ابطال منقذين وحولو الحرب الى استيكة لمحو الذاكرة تماما ونسيان انهم هم اس البلاء حتى لو كنا نعتقد ان اس البلاء هو الد.عم السريع فانه خرج من رحم القوات المسلحة ومن رحم برلمان الكيزان اصحاب فكرته وتقويته وشركائه في انتهاكات افظع من الانتهاكات الحالية ، ولكن على اساس الاستيكة التي استغلت محنة المواطنين خلق الكيزان موجة عاتية من الشعبوية الغوغائية لاخراس كل من يشيع الوعي باسباب الحرب واهدافها وطبيعتها الاجرامية والجهة المسؤولة في المقام الاول عن جرجرة البلاد الى هذه المحرقة. مفهوم جدا ان يغضب الكيزان عندما نكشف دورهم في الحرب ونكشف حقيقة انهم يقاتلون في سبيل العودة الى السلطة لا في سبيل المواطن، وانهم غير مؤهلين اخلاقيا للحديث عن الانتهاكات والاهم من ذلك هو تبصير المخدوعين بان نجاتهم من الانتهاكات تكون بايقاف الحرب على اساس مشروع سياسي يعصم البلاد من الحروب.
مفهوم جدا ان يغضب الكيزان بجنون من كل الذين يسبحون عكس تيار التضليل والكذب الفاجر وعكس تيار الموجة الشعبوية التي يرونها اخر امل لهم في العودة الى السلطة ولكن غير المفهوم والمحير فعلا هو غضب ثوار الغفلة من كل ذلك ويقدمون تعريفا جديدا للثوري الملتزم وهو ان ( يعمل رايح من جرائم الكيزان ويتوجهم ابطالا)!!!!
مؤسف جدا ان تجد من يدعون الانحياز للثورة يساعدون الكيزان على قطف الثمار السياسية من حالة الغوغائية التي استثمروا فيها للحد الاقصى! وذلك عبر التواطؤ معهم في تأجيج العداء ضد القوى المدنية والزعم بان هناك عداء شعبيا طبيعيا ضدها في حين ان هناك عداء مصنوعا ووماكينة تضليل تحرض الشعب ضد دعاة السلام وتحشده لتمجيد القتلة والمجرمين! في هذه الحالة الثوري الحقيقي هو من يتضامن مع ضحايا الغوغائية وخطاب الكراهية خصوصا عندما يتحول الى تحريض مبطن على ممارسة العنف العشوائي ضد العزل لمعاقبتهم على ارائهم وترويج التبرير الاستباقي لجرائم ضد المدنيين عبر الترويج الكثيف والمستمر لحكاية ” تعالوا السودان والشعب السوداني دا سيأكلكم باسنانه! الشعب السوداني سيقطع رؤوسكم ويرمي جثثكم للكلاب! لا تستطيعون مواجهة الشعب السوداني لانه سينفذ فيكم حكم الاعدام بيده” وطبعا من ينفذ مثل هذه الجرائم هم بلطجية الكيزان وليس الشعب السوداني الذي لم يفعل مثل هذا عندما انتصرت ثورته ضد اقذر نظام في تاريخ البلاد فكيف يفعلها مع من يسعون في انقاذه من جحيم الحرب !! ولا يمكن باي حال من الاحوال ان تجد ثوريا حقيقيا يتواطأ مع ذلك ويجتهد في تجريم الضحايا ويزعم انهم خذلوا الشعب بامتناعهم عن مجاراة الغوغائية والطبطبة على الزيف والخداع!! او ينصح المثقفين بمجاراة القطيع ايثارا للسلامة بدلا من تعبيد الطريق نحو العقلانية!! .
سنسبح عكس تيار الغوغائية والكذب وسنظل بعون الله وتوفيقه وسند الشرفاء من شعبنا سدا منيعا ضد كتابة تاريخنا بانصاف الحقائق والاكاذيب الكاملة ولن ترهبنا تهديدات البلطجية، اما الشعب فهو ليس كتلة صماء يمتلكها الكيزان ، انه شعبنا الكبير المتعدد التيارات السياسية ، لسنا غوغائيين وكذابين لنقول كل الشعب معنا ولكننا بالفم المليان نقول اننا جزء لا يتجزأ من الشعب ندافع عن حقه في السلام والحياة الحرة الكريمة ولنا في هذا الشعب قاعدة عريضة تربطنا بها وشائج من لحم ودم وعرق، وافكار ومواقف مشتركة واحلام مشتركة ( مشتركة فوق الجد جد)!
انني اكتب ما اكتب واقول ما اقول في مواجهة هؤلاء المجرمين لان ظهري مسنود بجزء عزيز وكريم من الشعب السوداني اسأل الله ان يكرمه بالسلام والحرية والتنمية .

المصدر: صحيفة التغيير

شاركها.