اخبار السودان

فشل مؤتمر لندن

السر العجمى

 

في الثلاثاء الخامس عشر من ابريل وفي الذكري الثانية لحرب السودان انعقد مؤتمر دولي في العاصمة البريطانية لندن دعت له كل من بريطانيا وفرنسا وألمانيا وبمشاركة عشرون دولة للمساعدات الإنسانية وحماية المدنيين وإيجاد سبل لكيفية انهاء هذه الحرب، ويعتبر هذا المؤتمر الدولي المؤتمر الثالث بشأن الازمة السودانية حيث سبقة مؤتمرين دوليين الأول في يوليو 2024م وبدعوة من الأمم المتحدة حيث انعقد في مدينة جنيف بسويسرا لبحث ذات القضايا وهي المساعدات الإنسانية وحماية المدنيين، والمؤتمر الثاني أيضا انعقد في جنيف في اغسطس 2024م بدعوه من وزير خارجية أمريكا الأسبق انتوني بلينكن لمناقشة ذات الاجندة وهي حماية المدنيين والمساعدات الإنسانية. وبالرغم من ان المؤتمرين الأول لم يسفر عن أي نتيجة الا ان المؤتمر الثاني قد حقق نجاحا ضئيلا وهو فتح معبر ادري الحدودي لايصال المساعدات الإنسانية، وجاء المؤتمر الأخير مؤتمر لندن مخيبا للامال كسابقيه بالرغم من هذا المؤتمر بخلاف المؤتمرين السابقين كان هدفه الرئيسي هو صنع السلام وذلك بساعدة اطراف النزاع للوصول الى اتفاق تفاوضي من خلال استعمال الوسائل الدبلوماسية لحل النزاع . وفقا لما ورد في الشرق الأوسط اللندنية ان المؤتمر يدعو الي ضرورة وقف اطلاق النار الفوري والدائم وانهاء الصراع . وحيث انه فشل في اصدار بيان ختامي تتوافق عليه كل الدول الحضور في المؤتمر. حيث شارك في اعداد البيان الختامي ابعة عشر دولة فقط.

الملاحظ ان الدولة التي استضافة المؤتمر ومن ضمن الدول التي اشتركت معها في الدعوة (فرنسا) هم من الأعضاء الدائمين في مجلس الامن الدولي، فالسؤال الذي يثار في الذهن لماذا لم تثير هذه الدول الإشكاليات المتعلقة بحرب السودان امام مجلس الامن الدولي؟ بدلا من إقامة المؤتمرات التي لم تسفر عن أي نتيجة. الإجابة علي هذا السؤال ربما تخاف تلك الدول من مسألة الفيتو الذي يعيق مجلس الامن في أداء مهامه المتمثلة في حفظ السلم والامن الدوليين . وخاصة انها تعلم تماما ان روسيا سوف تستعمل الفيتو بعد ماصرح وهدد به مندوب روسيا في المجلس عنما قال : (سوف تستمر روسيا في عرقلة أي محاولة من قبل زملاءنا الغربيين من خلال فرض القيود على السودان).

كما يلاحظ أيضا غياب الولايات المتحدة الامريكية في المشاركة في المؤتمر، مما يشير عدم رغبة الولايات المتحدة في إيجاد سبل لوقف الحرب وحتي امتناعها عن تقديم المساعدات الإنسانية وحماية المدنيين بعد إيقاف إدارة ترامب للدعم الإنساني، واغلاق الوكالة الدولية للإغاثة. ويبدو ان الولايات المتحدة الامريكية اكتفت بالعقوبات التي فرضتها على قائد الدعم السريع حميدتي في السابع من يناير 2025م. والعقوبات التي فرضتها وزارة الخزانة الامريكية علي قائد الجيش البرهان في السادس عشر من يناير 2025م.

ووفقا للشرق الأوسط اللندنية طالب المشاركون بدعم الانتقال الى حكومة مدنية ينتخبها الشعب السوداني ومنع أي تقسيم للسودان رافضين أي خطط لاعلان حكومات موازية تهدد وحدة السودان وسيادته وسلامتة الإقليمية. كما طالب المشاركون وقف أي تدخلات خارجية تزيد من التوتر او تطيل امد القتال، وتعهدت بريطانيا والاتحاد الاروبي بتقديم مئات الملايين من الدولارات لتخفيف المعاناه في السودان. وأخيرا خرج الاجتماع بتكوين لجنة تواصل مع اطراف الصراع، واصدر بيانه الذي شاركت فيه أربعة عشر دولة.

وفي اعتقادي ان هناك أسباب عدة أدت الي فشل المؤتمر ونتناولها في النقاط التالية:

• الصراع في السودان اصبح صراع تتنافس فيه القوي الإقليمية والدولية من اجل مصالحها الاقتصادية والحصول علي الموارد والثروات التي موجوده بالسودان، ومن اجل النفوذ والسيطرة والتي بسببها دفع الشعب السوداني ثمنا باهظا. فالسودان اصبح اقرب الي نموزج الدولة الساحة التي أصبحت مسرحا لصراع القوي الإقليمية والدولية. وهذا ما جعل المؤتمر يواجة إشكاليات عدة فاشكالية الحل السياسى ام الحل العسكري ليست سوي واحدة من الإشكاليات التي تكشف تناقضات كل الاطراف المعنية بالحرب في السودان دون استثناء مما يجعل الازمة نفسها مباراه من اجل النفوذ السياسي والعسكري وليس جهدا من اجل وضع حد لاراقة الدماء.

• المؤتمر يهدف الي الحل السياسي عبر الطرق الدبلوماسية، وفي ذات اللحظة قدم الدعوة لبعض الدول التي تدعم اطراف الصراع بحيث توظف هذه الدول ادواتها العسكرية لاحداث تغيير على الأرض من اجل تغيير الوقائع لتحقيق مزيد من المكاسب لمصالحها وليس من اجل ماتدعيه بخصوص تنشيط الحل السياسي.

• التصريحات التي سبقت المؤتمر من قبل قادة تحالف صمود التي كشفت المقترحات التي قدمها التحالف الى وزير خارجية بريطانيا حيث صرح خالد عمر يوسف ل بتاريخ 14 ابريل كاشفا عن مقترحات صمود التي تم تقديمها الي وزير خارجية بريطانيا والتي تضمنت (عقد اجتماع مشترك بين مجلس الامن الدولى ومجلس السلم والامن الافريقي لاتخاذ إجراءات لحماية المدنيين وضمان وصول المساعدات وعقد مؤتمر اخر للمانحين لسد الفجوة التويلية للإغاثة. وتقديم الدعم اللازم للكارثة الإنسانية التي تعيشها البلاد. واطلاق حوار سياسي برعاية افريقية ومنظمة ايقاد المعنية بالسلام في القرن الافريقي مدعوم من مجموعة تنسيق دولية. إضافة على صنع حزمة ضغووط لطرفي الحرب لوقف النار فورا، تمهيدا لحوار سياسي تحت رعاية افريقية وبدء التخطيط لاعادة الاعمار حتي قبل انتهاء الحرب).

• عدم دعوة الأطراف الداخلية والرئيسة في الصراع الجيش والدعم السريع.

 

[email protected]

المصدر: صحيفة الراكوبة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *