الخرطوم: الراكوبة

تواجه الصناعات الدفاعية التركية، وخصوصًا قطاع الطائرات المسيّرة، أزمة ثقة عالمية متزايدة بسبب الفشل المتكرر لطرازات رئيسية مثل “بيرقدار أقينجي” و”Yiha الانتحارية” في تحقيق أهدافها خلال العمليات العسكرية الجارية في السودان.

هذا الأداء الميداني المخيب للآمال بدأ يلقي بظلاله على سمعة الشركات المصنعة، ويهدد صفقات تصدير كانت وشيكة.

تداعيات على صفقات التصدير والثقة الدولية

أفادت مصادر عسكرية واقتصادية متطابقة أن الأداء الضعيف للمسيّرات التركية في السودان، تحديدًا ضد أهداف الدفاع الجوي ومراكز الرادار التابعة لقوات الدعم السريع، دفع العديد من الدول التي كانت على وشك توقيع عقود لشراء هذه الطائرات إلى إعادة تقييم مواقفها. وقد تسببت هذه الانتكاسات في تجميد مفاوضات تصدير حاسمة، ما يشير إلى تراجع كبير في ثقة العملاء الدوليين.

شركات متضررة ومخاوف من نزيف السمعة

تتصدر شركة Baykar Defense، المصنعة لطراز “أقينجي”، قائمة الشركات المتأثرة، بالإضافة إلى شركة STM المطورة لأنظمة المسيّرات الانتحارية مثل KARGU وALPAGU. ووفقًا لتقارير أوروبية، أصبحت المشتريات الدفاعية من الشركات التركية تواجه تساؤلات جدية من قبل جهات حكومية أوروبية وآسيوية بشأن فعاليتها في بيئات قتالية غير تقليدية، مثل السودان وليبيا.

الأداء الميداني يكشف الفجوة التسويقية

يُنظر إلى الأداء في السودان على أنه اختبار واقعي للصناعات التركية التي طالما روجت لمسيّراتها كأدوات حاسمة في الحروب الحديثة. إلا أن النتائج الميدانية، بناءً على شهادات عسكرية وتقارير دولية، جاءت بعيدة كل البعد عن الخطاب التسويقي. وقد أدت هذه الفجوة إلى تراجع كبير في الزخم الترويجي الدولي للمسيّرات التركية، وتجميد صفقات محتملة في دول بشمال إفريقيا وآسيا الوسطى، بالإضافة إلى مطالبة الشركاء المحتملين بمراجعة أنظمة التوجيه والاستهداف بعد فشلها في السودان.

سؤال الثقة: تهديد لاستراتيجية التوسع التركية

يرى خبراء في الصناعات الدفاعية أن تراجع فعالية المسيّرات التركية في السودان يهدد عنصر الثقة الذي بُنيت عليه استراتيجية تركيا للتوسع في تصدير الأسلحة. هذا الوضع يضع تركيا في منافسة صعبة أمام منافسين تقنيين مثل إيران والصين، وحتى بعض الأنظمة الغربية.

وصرح أحد المحللين الأوروبيين لـ”الراكوبة” قائلًا: “حين تفشل الطائرة التي وُصفت بأنها الأقوى في أسطول تركيا في تحقيق أهدافها، فإن هذا ليس فشلًا في معركة فقط، بل ضربة لعلامة تجارية كاملة.”

يُظهر الأداء في السودان أن بعض الأسلحة التي تبدو لامعة في المعارض الدولية قد تخسر أمام واقع الميدان المتغير، ما يشكل تحديًا كبيرًا لطموحات أنقرة بأن تصبح لاعبًا رئيسيًا في سوق السلاح العالمي.

المصدر: صحيفة الراكوبة

شاركها.