فشلت كافة المبادرات .. حرب الجيش السوداني و الدعم السريع تدخل يومها الـ «100»
دخلت الحرب في السودان بين الجيش وقوات الدعم السريع يومها المئة مُخلفة آلاف القتلى ومئات الآلاف من الجرحى وملايين النازحين واللاجئين، فضلاً عن خراب مهول في البني التحتية في البلاد بما في ذلك المرافق الصحية والتعليمية والاقتصادية و المؤسسات الحكومية بجانب منازل و ممتلكات المواطنين ودمار وخراب و نهب الأسواق و البنوك.
الخرطوم ــ التغيير
ومع دخول الحرب يومها المئة بين الطرفين فشلت جميع الحلول المطروحة لإخماد الصراع مع فشل حسم المعركة عسكرياً من أي من الطرفين، فضلاً عن ارتفاع عدد القتلى والإصابات جراء القصف الجوي، والاستمرار في تدمير البنيات التحتية وقصف المستشفيات ومحطات المياه والكهرباء والمصانع ، وتوقف العام الدراسي العام والجامعي، وتدهور الأوضاع المعيشية والزيادات غير المسبوقة في الأسعار، وحرق الأسواق ، وتدمير الإنتاج الزراعي حتى أصبحت البلاد مهددة بالمجاعة ، وتزامن مع ذلك عدم فتح المسارات الآمنة لوصول الأغاثات للمواطنين تحت وابل الرصاص والقنابل ، مع عدم صرف العاملين لمرتباتهم لمد ثلاثة أشهر.
حرب إعلامية
ومنذ بدء المواجهات بتاريخ 15 أبريل اعتمدت الحرب بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع على نشر الدعاية الحربية، وشغل الفضاء الإعلامي الرسمي والافتراضي كمساحات رديفة للصراع على الأرض، رغم ادعاء كل منهما أنه متقدم على الآخر في ساحة الحرب، بينما يزداد كل يوم عدد القتلى والجرحى جراء الاشتباكات والأوضاع الأمنية من جهة، والأوضاع الإنسانية والمعيشية من جهة أخرى، فيما لم يتغير الأسلوب طوال فترة الحرب الممتدة إلى الآن من تبادل الاتهامات، و بالتزامن مع المعارك المستعرة في شوارع الخرطوم و ولايات البلاد المختلفة يخوض طرفا الصراع في السودان حربا أخرى، ساحتها منصات التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام المختلفة، لبث دعايتيهما في السيطرة على المواقع الجغرافية، وإبداء المواقف السياسية، وتبادل الاتهامات بشأن المسؤولية عن الانتهاكات، ومن أطلق الرصاصة الأولى.
الأوضاع على الأرض
تواصلت الإشتباكات بين الجيش وقوات الدعم السريع صباح اليوم الأحد، و دوّت أصوات انفجارات عنيفة شمالي مدينة أم درمان فيما تصاعدت أعمدة دخان من وسط المدينة،و حلقت طائرات الجيش حلّقت منذ الصباح الباكر بكثافة، وقصفت أهدافا للدعم السريع في سماء مدن العاصمة السودانية الخرطوم والخرطوم بحري وأم درمان»، من جانبها ردّت قوات الدعم السريع بإطلاق المضادات الأرضية، كما قصفت بالمدفعية مقرّ القيادة العامة للقوات المسلحة وعددا من مواقع الجيش في وسط الخرطوم وجنوبي أم درمان، فيما أسفرت المعارك بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في دارفور أمس عن مقتل 16 مدنيا.
وفي آخر التطورات الميدانية، رحبت قوات الدعم السريع بانشقاق عناصر من قيادة الفرقة 20 بولاية شرق دارفور التابعة للجيش السوداني، وانضمامها لصفوفها معتبرة أن ذلك يمثل دفعة جديدة بحسب بيانها.
تفكيك الجيش
وفي آخر تصريحات صحفية له أمس السبت قال قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو حميدتي في منشور له على مواقع التواصل الاجتماعي: «إننا لا نسعى لإلغاء القوات المسلحة أو تفكيكها أو استبدالها».
و أكد «حميدتي” استعدادهم للعمل مع القوات المسلحة السودانية لبناء جيش قومي بما يخدم مصالح الشعب والسوداني، و قال : «إننا لا نسعى لإلغاء القوات المسلحة أو تفكيكها أو استبدالها؛ لكننا سنعمل يدا بيد مع الشرفاء على بناء جيش قومي واحد لا علاقة له بالسياسة يخدم مصالح الشعب ويحمي البلاد».
وكان حميدتي، قد ظهر في تسجيل صوتي الاسبوع الماضي، عقب تداول روايات متعددة حول حياته ووضعه الصحي.
وأضاف: «لقد حان الوقت لفتح صفحة جديدة من تاريخ بلادنا نرسم فيها مستقبل أمتنا وفق رؤية وطنية شاملة تحقق الحرية والعدالة لنا جميعا في ظل حكم ديمقراطي حقيقي» .
و أكد قائد الدعم السريع لثقته في إعادة بناء البلاد بالاستفادة من التنوع الاجتماعي والثقافي والامكانات البشرية والمادية الهائلة.
وأردف: «بمقدورنا جميعا وضع بلادنا الغالية في الطريق الصحيح».
لا حلول في الأفق
وفي تطورات جديدة على الصعيد الدبلوماسي استبعد وزير الخارجية السودانية المكلف السفير على الصادق أمس السبت التوصل إلى هدنة جديدة لوقف إطلاق النار بين الجيش و قوات الدعم السريع، و قال الصادق بحسب وكالة السودان الرسمية للأنباء إن المعلومات التي يتم تداولها بشأن احتمالات التوصل إلى هدنة في مسار مفاوضات جدة معلومات غير دقيقة ولا تعكس واقع الحال وذلك لأن المفاوصات غير المباشرة لم تستأنف اعمالها بصورة جدية بعد، ونوه الوزير المُكلف إلى أن القبول بهدنة أخرى مشروطة بالتزام من وصفهم بالمتمردين بإخلاء المرافق العامة والخروج من بيوت المواطنين والكف عن عمليات السلب والنهب وقطع الطرقات وتعطيل حياة الناس.
وكان قد فشلت العديد من الهُدن المعلنة بين الطريفين و سريعاً ما يتم خرقها و من ثم يتهم كل جانب الآخر بخرق الهدنة.
وكان قد حذر منسق شؤون الإتصالات في البيت الأبيض الأمريكي، جون كيربي، من أن الوضع لا يزال يشكل خطراً على الشعب السوداني، وقال إن ما يجري هناك غير مقبول.
وقال كيربي في تصريحات صحفية ، إن بلاده بالتعاون مع السعودية تواصل إشراك أطراف الصراع في السودان للوفاء بالالتزامات التي يزعمون أنهم يريدون القيام بها فيما يتعلق بوقف إطلاق النار، وكذلك السماح للمساعدات الإنسانية بالوصول إلى كافة المناطق.
و أعلن كيربي أن الدبلوماسيين الأميركيين يعملون بجد، و أكد أن واشنطن لن تتخلى عن محاولة التوصل لهدنة دائمة في السودان، هذا في وقت أكدت فيه الخارجية السودانية على أن القوات المسلحة قادرة على حسم التمرد في مدى زمني قصير.
المصدر: صحيفة التغيير