فرنسا تعلن أنها ستعترف بفلسطين كدولة، وإسرائيل تصف الخطوة بأنها “مكافأة للإرهاب”

صدر الصورة، Getty Images

التعليق على الصورة، صورة أرشيفية للرئيس الفلسطيني محمود عباس والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عام 2023

أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أن بلاده ستعترف بفلسطين كدولة خلال الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك في أيلول/سبتمبر المقبل.

وقال ماكرون عبر منصتي إكس وإنستغرام: “وفاء بالتزامها التاريخي بسلام عادل ودائم في الشرق الأوسط، قررتُ أن تعترف فرنسا بدولة فلسطين. سأُعلن ذلك رسميا خلال الجمعية العامة للأمم المتحدة في أيلول/سبتمبر المقبل”.

وأَضاف الرئيس الفرنسي: “الحاجة الملحة اليوم لإنهاء الحرب في غزة وإنقاذ المدنيين… علينا في نهاية المطاف بناء دولة فلسطين وضمان قابليتها للبقاء والسماح لها، بموافقتها على أن تكون منزوعة السلاح واعترافها الكامل بإسرائيل، بأن تساهم في أمن الجميع في الشرق الأوسط”.

وقال ماكرون في رسالة موجهة إلى رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، إن فرنسا باتخاذها خطوة الاعتراف تنوي “تقديم مساهمة حاسمة من أجل السلام في الشرق الأوسط، وستجمع كل شركائها الدوليين الراغبين في المشاركة”.

ردود فعل متباينة

رئيس الوزراء الإسرائيلي بينيامين نتنياهو

صدر الصورة، Reuters

التعليق على الصورة، انتقد رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو القرار، واصفاً إياه بأنه “مكافأة للإرهاب”

أثار هذا الإعلان غضباً في إسرائيل، كما يُتوقع أن يواجه رداً حاداً من واشنطن، بحسب وكالة رويترز للأنباء، إذ انتقد رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو القرار، واصفاً إياه بأنه “مكافأة للإرهاب ويُشكل خطراً بظهور وكيل إيراني جديد”.

تخطى الأكثر قراءة وواصل القراءة

الأكثر قراءة

الأكثر قراءة نهاية

وأضاف أن إقامة دولة فلسطينية “تشكّل منصة للقضاء على إسرائيل وليس للتعايش السلمي”.

أما وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، فأدان القرار ووصفه بـ”العار والاستسلام للإرهاب”، مؤكداً أن إسرائيل لن تقبل بكيان فلسطيني يُهدد وجودها وأمنها.

تخطى يستحق الانتباه وواصل القراءة

يستحق الانتباه نهاية

وكانت الولايات المتحدة قد أعربت، في مذكرة دبلوماسية صادرة في يونيو/حزيران الماضي، عن معارضتها لأي تحرك أحادي للاعتراف بالدولة الفلسطينية، معتبرةً أنه يتعارض مع مصالح السياسة الخارجية الأمريكية وقد تترتب عليه تداعيات سلبية.

وكان من المقرر أن تستضيف فرنسا مؤتمراً مشتركاً مع السعودية في يونيو/حزيران لمناقشة سبل إقامة الدولة الفلسطينية مع ضمان أمن إسرائيل، إلا أن المؤتمر أُجّل بفعل الضغط الأمريكي واندلاع مواجهة جوية بين إسرائيل وإيران.

وأُعيدت جدولة المؤتمر ليُعقد على مستوى وزاري في أواخر يوليو/تموز، مع اجتماع ثانٍ لقادة الدول على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر/أيلول المقبل.

من جهته أعرب حسين الشيخ، نائب الرئيس الفلسطيني، عن شكره لفرنسا على موقفها، مؤكداً أن الخطوة تعكس احترامها للقانون الدولي ودعمها للحقوق الفلسطينية في تقرير المصير وإقامة الدولة المستقلة.

ورحّبت حركة حماس بإعلان ماكرون الخميس عزم بلاده الاعتراف بدولة فلسطين، مناشدة سائر الدول ولا سيما الأوروبية منها أن تحذو حذوه.

وقالت حماس في بيان إنّها ترحّب بقرار ماكرون بوصفه “خطوة إيجابية في الاتجاه الصحيح نحو إنصاف شعبنا الفلسطيني المظلوم” و”تطوراً سياسياً يعكس تنامي القناعة الدولية بعدالة القضية الفلسطينية”.

كما رحّبت السعودية الخميس بإعلان فرنسا الخطوة، وأعلنت وزارة الخارجية السعودية على منصة إكس “ترحيب المملكة العربية السعودية بإعلان رئيس الجمهورية الفرنسية إيمانويل ماكرون عزم بلاده على الاعتراف بدولة فلسطين الشقيقة”، مشيدة بـ”هذا القرار التاريخي الذي يؤكد توافق المجتمع الدولي على حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره، وإقامة دولته المستقلة على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.

وجدّدت السعودية “دعوتها لبقية الدول التي لم تعترف بعد، لاتخاذ مثل هذه الخطوات الإيجابية والمواقف الجادة الداعمة للسلام وحقوق الشعب الفلسطيني الشقيق”.

ورحّبت وزارة الخارجية الأردنية بإعلان ماكرون ، معتبرة هذا القرار “خطوة في الاتجاه الصحيح”.

وأضافت الوزارة في بيان أنّ المملكة “تثمّن قرار الرئيس الفرنسي باعتباره خطوة هامة للتصدّي لمساعي إنكار حق الشعب الفلسطيني غير القابل للتصرف في تقرير المصير وتجسيد دولتهم المستقلة وذات السيادة على ترابهم الوطني”.

من جهته رحّب رئيس الوزراء الإسباني، بيدرو سانشيز، الخميس بإعلان فرنسا أنها ستنضم إلى إسبانيا في الاعتراف بدولة فلسطينية، قائلاً إن هذه الخطوة من شأنها أن “تحمي” حلّ قيام دولتين، إسرائيل وفلسطين، تعيشان جنباً إلى جنب.

وجاء في منشور على منصة إكس لسانشيز، الذي يُعتبر معارضاً بشدة للعمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة : “معا، يتعيّن علينا حماية ما يحاول (رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين) نتنياهو تدميره. حلّ الدولتين هو الحل الوحيد”.

حماس تبدي دهشتها من تصريحات ويتكوف

ويتكوف

صدر الصورة، Getty Images

التعليق على الصورة، ستيف ويتكوف

في سياق آخر، قال المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، الخميس، إن إدارة ترامب قررت إعادة فريقها من محادثات وقف إطلاق النار بشأن غزة، من الدوحة، لإجراء مشاورات.

وأضاف ويتكوف في بيان نشر عبر مواقع التواصل الاجتماعي: “قرّرنا إعادة فريقنا من الدوحة لإجراء مشاورات بعد الردّ الأخير من حماس والذي يظهر بوضوح عدم رغبتها في التوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة”.

وأكمل المبعوث الأمريكي قائلاً: “في حين بذل الوسطاء جهودا كبيرة، لا تبدي حماس مرونة أو تعمل بحسن نية”.

فيما أشار إلى أن واشنطن ستدرس الآن “خيارات أخرى لإعادة الرهائن إلى ديارهم ومحاولة إيجاد بيئة أكثر استقرارا لسكان غزة. من المؤسف أن تتصرف حماس بهذه الطريقة الأنانية”.

من جهتها أعربت حركة حماس عن دهشتها من تصريحات ويتكوف، والتي لمح فيها إلى أن الحركة لا تبدي رغبة في التوصل إلى وقف لإطلاق النار في قطاع غزة.

وقالت الحركة في بيان صدر فجر الجمعة: “إننا نستغرب تصريحات المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف، السلبية تجاه موقف الحركة، في وقتٍ عبّر فيه الوسطاء عن ترحيبهم وارتياحهم لهذا الموقف البنّاء والإيجابي، الذي يفتح الباب أمام التوصّل إلى اتفاق شامل”.

وأضاف البيان: “تؤكّد الحركة حرصها على استكمال المفاوضات، والانخراط فيها بما يساهم في تذليل العقبات والتوصّل إلى اتفاق دائم لوقف إطلاق النار.

من جانب آخر، أعلن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي أنه تقرر إعادة فريق التفاوض إلى إسرائيل “لإجراء مشاورات إضافية”، وذلك في ضوء الرد الذي قدّمته حركة حماس صباح اليوم، على مقترح الهدنة في قطاع غزة، بعد أكثر من أسبوعين من المفاوضات في الدوحة.

وبينما لم تكشف حركة حماس عن تفاصيل الرد الذي قدمته للوسطاء، وقالت القناة 12 الإسرائيلية إن ردَّ حماس جاء “طويلاً ومفصلاً”، وتستغرق دراسته عدة ساعات.

وأضافت القناة 12 أنَّ حماس قدّمت مطلباً بالإفراج عن 200 سجين فلسطيني محكومين بالسجن المؤبد، بالإضافة إلى 2,000 فلسطيني اعتقلوا في قطاع غزة بعد السابع من أكتوبر/تشرين الأول عام 2023، ضمن مقترح صفقة تشمل إطلاق سراح 10 رهائن إسرائيليين أحياء.

كما نقلت صحيفة يديعوت أحرونوت عن مصادر إسرائيلية أن رد حماس يتضمن مطالب تتعلق بانسحاب الجيش الإسرائيلي من مناطق أوسع داخل قطاع غزة، وفتح معبر رفح بشكل كامل، واستئناف إدخال المساعدات الإنسانية عبر الأمم المتحدة، بالإضافة إلى رفع عدد السجناء الفلسطينيين الذين سيُفرج عنهم ضمن الصفقة.

ونقلت صحيفة جيروزاليم بوست عن مصدر إسرائيلي قوله، “في الوقت الحالي لا يمكن الجزم ما إذا كانت ردود حماس قد تحسنت بما يكفي لتحقيق تقدم”.

ومن المتوقع وفقاً للتقارير الإسرائيلية أن تُعقد محادثات غير مباشرة بين مسؤولين أمريكيين وإسرائيليين في سردينيا لاحقاً، بهدف “التقدم” نحو اتفاق وقف إطلاق النار في غزة.

“المعاناة والمجاعة… لا يمكن وصفها ولا الدفاع عنها”

غزة

صدر الصورة، Getty Images

أطلقت هيئة الإذاعة البريطانية “بي بي سي” ووكالات فرانس برس وإيه بي ورويترز، نداء مشتركاً الخميس، طالبت فيه “إسرائيل بالسماح للصحافيين بالدخول إلى قطاع غزة والخروج منه. وضرورة إيصال الإمدادات الغذائية الكافية إلى السكان هناك”، في وقت حذرت منظمات غير حكومية من أن القطاع يواجه خطر المجاعة بعد 21 شهراً من الحرب.

وقالت وسائل الإعلام في بيان مشترك “نشعر بقلق بالغ على صحافيينا في غزة الذين أصبحوا غير قادرين على إطعام أنفسهم وأسرهم”، وأضافت “ندعو السلطات الإسرائيلية مجدداً إلى السماح للصحافيين بالدخول إلى قطاع غزة والخروج منه”.

في غضون ذلك، أعلن رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر عن محادثات “طارئة” بين باريس ولندن وبرلين، يوم الجمعة، لمناقشة الوضع في قطاع غزة حيث “المعاناة والمجاعة… لا يمكن وصفها ولا الدفاع عنها”، وفق قوله.

وقال ستارمر في بيان: “سأجري اتصالاً طارئاً غداً مع شركاء المجموعة الثلاثية الأوروبية (فرنسا وألمانيا وبريطانيا)، سنناقش خلاله ما يمكننا القيام به بشكل عاجل لوقف عمليات القتل، ولتزويد الناس بالطعام الذي يحتاجون إليه بشدة”.

وبينما أضاف ستارمر أنَّ وقف إطلاق النار في المستقبل في غزة “سيضعنا على طريق الاعتراف بدولة فلسطينية”، أشار إلى أنّ الوضع في غزة “وصل إلى مستوى حرج جديد ويستمر في التدهور”، قائلاً: “نحن نشهد كارثة إنسانية”.

50 شاحنة مساعدات تتجه من الأردن إلى غزة

في غضون ذلك أعلن الأردن تسيير قافلة مساعدات إنسانية جديدة باتجاه قطاع غزة، تتكوّن من 50 شاحنة تحمل مواد غذائية أساسية وطحينا وحليب أطفال.

وتشمل القافلة، وفق بيان صادر عن الهيئة الخيرية الهاشمية، الجهة المسؤولة عن إرسال المساعدات لغزة، مكونات غذائية متنوعة تدخل في إعداد الوجبات الساخنة التي يتم توزيعها داخل غزة من خلال فرق منظمة المطبخ العالمي وبرنامج الغذاء العالمي، إضافة إلى كميات من الطحين والحبوب والزيوت التي ستُسهم في تلبية احتياجات آلاف العائلات.

وتعد هذه القافلة هي الخامسة التي يتم إرسالها بالتعاون مع المنظمات الدولية في غضون 10 أيام، إذ تم إرسال 147 شاحنة في القوافل الأربع الأولى، وتمكنت الهيئة يوم الأربعاء من إدخال قافلة واحدة من المساعدات إلى القطاع عبر معبر “زيكيم” الحدودي وكانت تضم 36 شاحنة.

بدورها، أفادت هيئة تنسيق أعمال الحكومة الإسرائيلية في المناطق، وهي الهيئة العسكرية الإسرائيلية المسؤولة عن الشؤون المدنية في الأراضي الفلسطينية المحتلة، أن حوالي 70 شاحنة مساعدات إنسانية، معظمها محملة بالمواد الغذائية، دخلت قطاع غزة عبر معبري زيكيم وكرم أبو سالم يوم الأربعاء.

وأشارت إلى أن أكثر من 800 شاحنة محملة بالمساعدات لا تزال تنتظر استلامها من معبري زيكيم وكرم أبو سالم.

بالمقابل، أكّد مراسل بي بي سي أنه لم يُسمح إلا لحوالي أربعين شاحنة محملة بالإمدادات بالدخول إلى القطاع خلال 24 ساعة.

فلسطينيون ينتظرون الحصول على الطعام من مطبخ خيري في مدينة غزة

صدر الصورة، Reuters

التعليق على الصورة، الأمم المتحدة تؤكد مقتل أكثر من ألف شخص من منتظري المساعدات الإنسانية خلال الشهرين الماضيين

وقُتلت سيدة تبلغ من العمر 45 عاماً، بعد إصابتها بطلق ناري أثناء ذهابها لاستلام المساعدات من منطقة مركز مساعدات غرب مدينة رفح، وفق تأكيدات مصادر في مستشفى ناصر الطبي في مدينة خان يونس.

وأعلنت “منظمة غزة الإنسانية” عن تخصيصها يوم الخميس للنساء، ودعتهن منذ يوم الأربعاء للتوجه إلى مراكزها في وسط وجنوب القطاع لاستلام طرود غذائية.

وأعلن الجيش الإسرائيلي في بيان الخميس، أنه رصد ليل الأربعاء، “إطلاق قذيفة صاروخية من منطقة خان يونس باتجاه مجمع توزيع المساعدات الإنسانية في رفح جنوب قطاع غزة”، متهماً حماس والفصائل بمحاولة إفشال عمل مراكز التوزيع.

وسقطت القذيفة على بعد نحو 250 متراً من المجمع قرب محور موراغ في رفح، دون وقوع إصابات أو أضرار في الموقع، وفقاً للبيان.

وجاء في بيان الجيش أنه “بصرف النظر عن هذا الاعتداء، تم فتح المجمع صباح اليوم ليتم توزيع عشرات آلاف الطرود الغذائية الأسبوعية للعائلات الفلسطينية”.

من جانبها، أعلنت كتائب القسام، الذراع العسكرية لحركة حماس، في بيان مقتضب على تلغرام أنها قصفت مساء الأربعاء “موقع قيادة وسيطرة للعدو في محور موراغ بمنظومة الصواريخ (رجوم) قصيرة المدى من عيار 114 ملم”.

إصابة 8 جنود في “هجوم” وسط إسرائيل

في سياق آخر، أعلن الجيش الإسرائيلي الخميس إصابة ثمانية جنود عندما صدم سائق “عمداً” بسيارته موقفاً للحافلات في هجوم وصفته الشرطة بأنه “إرهابي”.

وقال الجيش إن جنديين أصيبا بجروح “متوسطة”، فيما أصيب ستة آخرون بجروح “طفيفة” في الهجوم الذي وقع عند مفترق قرب مدينة كفار يونا وسط إسرائيل.

وقال المتحدث باسم الشرطة الإسرائيلية، ديدان إلسدوني، إن الحادث “هجوم إرهابي، حيث قام إرهابي بدهس أشخاص كانوا يقفون هنا بانتظار الحافلة”.

وأضاف: “حاول السائق الهرب، ووصلت قوات كبيرة من الشرطة، وطوقت المكان وبدأت البحث عن الشخص”، مع استدعاء طائرات مروحية ودراجات نارية ووحدة كلاب متخصصة بحسب بيان الشرطة الإسرائيلية.

المصدر: صحيفة الراكوبة

شاركها.