فراق سياسي !!
أطياف
صباح محمد الحسن
فراق سياسي !!
طيف أول :
عند محطات النهاية قد لايحين الوقت لوداع الأحلام المؤجلة ،ولكنه قد يسمح بعضة ندم السبابة على حلم مسكوب !!
وفي بيانها المناهض لقرارات الخزانة الأمريكية ، قالت قوات الدعم السريع إن قرار الإدارة الأمريكية تجاهل “الانتهاكات الفظيعة” التي ترتكبها القوات المسلحة السودانية على نطاق واسع بالقصف الجوي
والغريب أن الدعم السريع هي من تجاهلت جرائمها ضد الشعب السوداني في بيانها ، والتي لاتستطيع نفيها او مداراتها او تحاول أن تجد لها مخرجاً من الحبل الذي إلتف حول عنقها لذلك طفقت تبحث عن إدانة موازية لإدانتها وكأنما ادانة جرائم الجيش ستلغي عن عاتقها وزر جرائمها الشنيعة التي مارستها ومازالت تمارسها ، أم أنها كانت تعتقد أن المجتمع الدولي سيسمح لها بإرتكاب المزيد ويغض الطرف عما قامت به منذ بداية الحرب إن رفعت شعار الحرب من أجل الديمقراطية !!
وهذا الإستنكار للعقوبات الذي صرحت به الدعم السريع كان سيحدث ايضا ، إن فرضت الإدارة الأمريكية عقوبات على قيادات الحرب من الجيش والحركة الإسلامية ، فكانت سترفضها الحكومة ايضا وتستنكرها وزارةالخارجية وتطالب بأن العقوبات يجب أن تكون من نصيب الدعم السريع فقط
فعندما طالت العقوبات على كرتي رفضت الحركة الإسلامية القرار وقالت في بيانها( إن الإدارة الأمريكية قامت باسترضاء ما وصفتهم بأبواقها التي تتهم قيادة الحركة الإسلامية بإشعال الحرب وهي منه براءة والعقوبات على أمينها العام تُعد قلادة شرف لأنه ظل مرابطا في الصفوف الأمامية للحرب !!
وهذا مايكشف أن الأطراف المتعاركة في الحرب لايهمها أبدا مايعانيه المواطن من قتل وتشريد ونزوح ولايساورها الندم على ما إغترفته من جرائم كل همها أن تتم إدانة خصمها لتشعر أنها على حق وهذا فيه كثير من الإستهتار بقيمة الإنسان والتعدي على ابسط حقوقه في الحياة
ويفوت على طرفي الصراع المتمسك فيهم بضرورة الحوار وعودة الديمقراطية ، والهارب من التفاوض والمتشبث بفرض مزيد من الديكتاتورية كلاهما لانصيب له في الحكم المستقبلي للسودان
فلاالبرهان الذي يحتضن احلامه الوهمية وقبوله بمقايضة مدينة بورتسودان مقابل السودان
ولاحميدتي الذي تزين له بعض القوى السياسية طريق الحكم الجزئي للبلاد سيكون لهما نصيب في السلطة
فكلاهما نسف مستقبله السياسي بخوضه لهذه الحرب التي كشفت أن العقلية العسكرية لاتصلح في الحكم ولعلمها أنها فاشلة تستخدم دائما السلاح حتى تحصل به على ماتعجز عن تحقيقه بالممارسة السياسية الطبيعية
والشعب السوداني لم ولن يرى في عيون قاتليه أملا وعشما في أن يصنعوا له واقعا مستقبليا مضيئا بعد كل هذه العتمة والظلام
وكذلك المجتمع الدولي لايرى فيهما قائد واحد يستحق حكم هذا الشعب الذي قتلوه وهجّروه وشرّدوه حتى يستحقا الدعم والمساندة
فمصالح الدول وتقاطعاتها إختلافها وإتفاقها ،دعمها وكف يدها عنهما ، كله لايتجاوز الرغبة في الوصول بهما الي ساحة التفاوض
فالدعم السريع وبنيتها تشكيل حكومة مؤقتة في مناطق سيطرتها هي تحاول ملامسة ومغازلة حلمها السياسي الذي تعلم أنه تبدد بعدما خسرت سياسيا وإجتماعيا بعد الحرب
والبرهان وفلوله يهربون من التفاوض لأن حكمهم لبورتسودان هو آخر عهد لهم مع الحكم مدى الحياة لذلك لايريدون تفاوضا ينهي حكمهم ” المؤقت ” ايضا
لذلك أن مرحلة مابعد الحرب سياسيا هي ورقة مكشوفة لخطة خالية من أوهام الدعم السريع ،ومن أحلام جنرالات الجيش وحتى يتحقق محو هذه الأثام من صفحة التاريخ السياسي السوداني تتبارى الدول في مستطيل السباق الآن ليس لبقاء واحد منهما ولكن لذهابهمامعا !! .
طيف أخير :
#لا_للحرب
وزير المالية جبريل إبراهيم لـ “الشرق” وضع المصارف تحسن كثيراً !!
وهل مثل هذا يحتاج الي تعقيب ؟!
الجريدة
المصدر: صحيفة الراكوبة