فتوى بنجاسة علي كرتي


عثمان بابكر محجوب
ان هذيان القائد العام الذي استذكر فيه ” بين ريتا وعيوني بندقية ……..” يؤكد على استمرارية حكم اللصوص، لصوص الذهب والصمغ واللحوم والجلود وحتى الكراعين .لصوص لقمة عيش السوداني والتنكيل به قتلا وتشريدا واغتصابا ، ورغم ذلك ما زال هذا المواطن الذي فرضت عليه هذه الحرب القذرة اما ان يختار الموت البطيء جوعا ومرضا وتشردا او الموت السريع برصاص المتقاتلين او قذائف الطائرات والبراميل المتفجرة وقنابل الطائرات المسيرة وحتى الذبح بالسكين ،ما زال وبكل اسف يشكل حاضنة شعبية لحكم اللصوص . يرى محنة بلده بعيون مفتحة لكن ثقافته الموروثة تعمي بصيرته حيث لا يدري ان ولاءه لحكم اللصوص جعلته خروفا يجتر انحيازاته البالية وهو في طريقه الى المسلخ. ومهما حاولت انقاذه من مستنقع وعيه الطفولي تراه يزداد تمسكا بما الفه واعتاد عليه كأن الامر الطبيعي هو ان تتضامن الضحية مع جلادها . الاخلاق يا سادة سبقت الدين الاخلاق هي جزء من كينونة الانسان واتى الدين لاحتكارها كأنه هو النبع وبذلك تحولت الاخلاق من كينونة الى سلوك. تحولت الاخلاق من مرشد وبوصلة داخلية تحولت مع الدين الى مجرد اشارات سير حمراء وخضراء وصفراء وبذلك لم يعد الردع تلقائي وذاتي بل بات الدين هو شرطة الردع . وخير دليل ماورد في سورة البقرة (كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللَّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ). ومهما حاولوا التلاعب في التأويل والتفسير فالنص واضح لجهة تحديد من فرق بين الناس في الامة الواحدة . ومن حيث المبدأ نحن لسنا بصدد البحث في الدين بل ما اوردناه هو للفتيا بنجاسة الملتحي علي كرتي وزمرته في الحركة الاسلامية المجرمة رغم تمسكهم بالدين . ومهما كان التزامهم بتأدية شعائر الدين ظاهرا للعيان نفهم من ذلك انهم يحاولون اخفاء نجاستهم عبر التقيد باشارات السير الدينية التي لا تمت بصلة الى الاخلاق الحقة بل الى العرف الذي يخدع ويرضي المغفلين .
ان تميز المرأة السودانية عموما بالصبر والتضحية بالطهارة والعفة ترك مجال العهر لبعض الذكور واولهم العاهرة علي كرتي مشعل الحرب وعراب استمرارها الذي يريد فراق دارفور بالحسنى كما فارق المخلوع جنوب الوطن بالجهاد . ان نهيق علي كرتي الاخير يؤكد ان حدود دولة الحركة الاسلامية هي حدود سلطتها وحيث لا تستطيع هذه الحركة فرض فسادها وهيمنتها يصبح هذا الجزء من اجل البتر. وبالتالي لم تؤمن الحركة الاسلامية القذرة يوما بوحدة السودان ارضا وشعبا . وتمهيدا لتمزيق السودان مرة اخرى أصدرت الحركة الاسلامية قانون الوجوه الغريبة ويتم الترويج يوميا لمقولة “عرب الشتات” .
اولا : الشتات هو مصطلح صهيوني استخدم للتوحيد بين اليهود في العالم من اجل جمعهم لاغتصاب فلسطين . والجدير ذكره ان معظم اليهود في العالم ليسوا يهودا ولم يكن لهم خلال ماضيهم اية صلة بفلسطين. ولا يصح اطلاق استخدام هذا التعبير في الحالة السودانية فلا عيب في ان يكون السوداني تشاديا او ارتريا والعكس هو صحيح لان الحدود بين هذه الدول صناعة استعمارية لم يراع فيها طبيعة الانتشار السكاني وما يربطهم من قرابة.
ثانيا : ان اعتبار اهل دارفور حاضنة شعبية للدعم السريع وحميدتي ينافي الواقع فاهل دارفور هم ضحايا حميدتي والحركة الاسلامية تماما كما نحن اهل الشمال . ونذكر من يروج للكراهية بين اهل البلد الواحد بحرب الابادة والتدخل الدولي لانقاذ اهل دارفور من اجرام الثنائي البرهان وحميدتي . ونذكر هؤلاء بجرائم حميدتي الطازجة بحق المساليت وغيرهم .
ثالثا : هناك مرتزقة في صفوف الدعم السريع والمرتزق لا جنسية له ويضع دمه على كفه من اجل لقمة العيش لكن هناك ايضا ارتزاقيون في صفوف زمرة علي كرتي يتولون مناصب في الدولة ولهم حراسهم وعطورهم الفرنسية ومنهم مالك عقار وجبريل ابراهيم ومناوي وباقي عشاق الموز. وفي الاخير السؤال الاساسي هو الى أين يتجه السودان ؟ ان عجز حميدتي عن اقتحام الفاشر وعجز البرهان عن فك الحصار عن الفاشر ليس منطقيا من الناحية العسكرية بل يبدو ان الفاشر باتت تلعب دور “الوديعة” حتى يحين موعد التقسيم يتحدد مصيرها ، لكن حتى ولو نجح هذه المرة الملتحي علي كرتي وزمرته في تقسيم البلاد من جديد من المؤكد لن يكون لهم حظا في حكم الشمال مرة أخرى فمكانهم الطبيعي سيكون المزبلة وليس غيرها.
[email protected]
المصدر: صحيفة الراكوبة